الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

دورة الاستعداد لشهر الله المحرم ج3 أخطاء وبدع متنوعة في شهر الله المحرم-ج-10

أخطاء وبدع متنوعة في شهر الله المحرم-ج-10

أخطاء وبدع متنوعة في شهر الله المحرم 
 
1 ـ من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس قولهم: { محرم } بدون الألف واللام، والصواب أن يقال معرّفاً بالألف واللام: { المحرّم } والعرب لم تذكر هذا الشهر إلاّ معرفاً، وبهذا وردت الأحاديث الشريفة وأشعار العرب، ولا يدخلان الألف واللام في شهر من الشهور إلا في المحرم.
أما ما أُحدِث فيه من البدع:
1- إحداث عيد لدخول العام الهجري الجديد واعتياد التهاني ببلوغه:
يقوم كثير من المسلمين في نهاية عام وبداية عام جديد بالاحتفال بميلاد عام هجري جديد، وهم بذلك نسوا شيئاً عظيماً، هل هذا مما أمر به الله تعالى أو أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ هل هذا في كتاب أو سنة ؟هل هذا فعل الصحابة ؟ لا.. ليس من كتاب أو سنة أو غير ذلك.. بل من البدع التي يجب إنكارها.. بل فيه تشبه بالنصارى عندما يحتفلوا بعيد رأس السنة - والعياذ بالله -.. فشهر المحرم كغيره من الشهور التي تبدأ وتنتهي.
يقول الشيخ العلامة بكر بن أبو زيد - عافاه الله وحفظه -: ( لا يثبت في الشرع شيء من ذكر أو دعاء لأول العام وهو أول يوم أو ليلة شهر محرّم، وقد أحدث الناس فيه من الدعاء والذكر والذكريات وتبادل التهاني وصوم أول يوم من السنة وإحياء ليلة أول يوم من محرم بالصلاة والذكر والدعاء وصوم آخر يوم من السنة إلى غير ذلك مما لا دليل عليه ).اهـ
2- الاحتفال بمناسبة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم:
من الناس لا يعرف الهجرة إلا في وقت معيّن، ولمدة أيام ثم تنتهي وتمرّ مرّ السحاب، ولا تترك أثراً في سلوكهم وحياتهم.. فذكرى الهجرة يجب أن تكون دائماً في حياة المسلم وفي خاطره لا في أيام محدودة معلومة، فتحديد أيام مخصوصة للاحتفال بمناسبة الهجرة النبوية أو لتدارسها لم يكن يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا القرون المفضّلة.
والمعلوم لدى أهل الحديث والسيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من مكة إلى المدينة في أوائل شهر ربيع الأول من السنة الثالثة عشرة لبعثته صلى الله عليه وسلم حيث وصل إلى قباء إحدى ضواحي المدينة النبوية لاثنتي عشر ليلة خلت من ربيع الأول يوم الاثنين كما قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله - في البداية والنهاية.
3- تخصيص صيام أوّل يوم من السنة بنية افتتاح العام الجديد بالصيام، وكذا تخصيص صيام يوم عند نهاية العام بالصيام بنية توديع العام، استدلالاً بحديث موضوع أن له كفّارة خمسين سنة.
4- إحياء أول ليلة من المحرم: يقول العلامة أبو شامة: ( ولم يأت شيء في أول ليلة المحرّم، وقد فتشت فيما نُقِل من الآثار صحيحاً و ضعيفاً، وفي الأحاديث الموضوعة فلم أر أحداً ذكر فيها شيئاً، وإني لأتخوّف والعياذ بالله من مفترٍ يختلق فيها حديثا ) اهـ
5- عمرة أول السنة يفعلها بعض الناس في أول المحرم:
من فعل العمرة أول المحرم بلا سبب ولا يقصد أنها من أجل بداية العام، فلا شيء في ذلك.. المشكلة فيمن يسافر ويقصد بيت الله الحرام من أجل العمرة في أول يوم من شهر الله المحرّم.
6- اختراع دعاء خاص في أول يوم من السنة، يقال له دعاء أول السنة: فهذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة الكرام ولا عن التابعين - رضي الله عنهم -.
يقول الشيخ العلامة بكر أبو زيد - عافاه الله وحفظه -: ( ومن بدع الذكر والدعاء فيه: إحياء ليلته بالذكر والتعبد وتخصيص دعاء له باسم { دعاء عاشوراء } وأن من قرأه لم يمت تلك السنة، وقراءة سورة فيها ذكر موسى - عليه السلام - في صلاة الصبح يوم عاشوراء واجتماع ذلك اليوم للذكر والدعاء ونعي الحسين ذلك اليوم على المنابر وأن البخور يوم عاشوراء رقية لدفع الحسد والسحر والنكد.. وغير ذلك مما يأباه الله ورسوله والمؤمنون.. ) اهـ إلى غير ذلك.
فلا يشرع في هذا اليوم إلا الصيام فقط، أما ما أحدث من الأمور الأخرى فهي لا أصل لها أبداً، أو تعتمد على أحاديث واهية ضعيفة أو موضوع.
7- إحداث صلاة يقال لها ( صلاة عاشوراء ):
وهي صلاة بين الظهر والعصر، أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وآية الكرسي عشر مرات، و{ قل هو الله أحد } عشر مرات، والمعوذتين خمس مرات، فإذا سلّم استغفر الله سبعين مرة، مستدلين بحديث موضوع.
يقول القشيري - رحمه الله -: ( الحديث موضوع رواته مجاهيل، لما ذكره الجلال السيوطي في اللآلئ المصنوعة، فلا تحلّ روايته فضلاً عن العمل به، وقد ذكرته في رسالة بدع عاشوراء فراجعه إن شئت ) اهـ.
8- من البدع في هذا اليوم: المراشّة: في يوم عاشوراء يقوم النساء بالاجتماع في بيت من البيوت ثم يأتين بكمية كبيرة من الماء، ثم بعد ذلك تقوم كلّ امرأة برشّ الأخرى بالماء، ويعمّ ذلك كل الحاضرات مظهرات بذلك الفرح والسرور، ويصحب ذلك غناء وصراخ.
يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: هذا عمل لا يجوز أصلاً، فضلاً عن كونه يكون كالشعار ليوم عاشوراء، فإن مثل هذا يوحي بأنّهنّ يتعبدن الله - تبارك وتعالى -بمثل هذا العمل الباطل.. ويوم عاشوراء يوم من أيام الله - تبارك وتعالى - ليس فيه شيء مشروع إلاّ شيء واحد وهو صيامه.. ومع هذا فقد أمر الله الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُصام يوم قبله أو يوم بعده مخالفة لليهود.
9 ـ بدعة الحزن في شهر الله المحرَّم عند الرافضة:
في اليوم العاشر من شهر محرم، وهو اليوم الذي عرف بـ (عاشوراء :
أكرم الله -سبحانه وتعالى- الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- بالشَّهادة؛ وذلك سنة 61هـ...
فلما قتل عبد الرحمن بن ملجم أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- وبايع الصحابة للحسن -ابنه الذي قال فيه -صلى الله عليه وسلم-: "إن ابني هذا سيد، وسيصلِح اللهُ به بين فئتين عظيمتين من المسلمين"-، فنزل عن الولاية، وأصلح الله به بين الطائفتين، ثم إنه مات -رضي الله عنه-، وقامت طوائف كاتبوا الحسين ووعدوه بالنصر والمعاونة إذا قام بالأمر، ولم يكونوا من أهل ذلك؛ بل لما أرسل إليهم ابن عمه؛ أخلفوا وعده، ونقضوا عهده، وأعانوا عليه من وعدوه أن يدفعوه عنه، ويقاتلوه معه...
فلما خرج الحسين -رضي الله عنه- ورأى أن الأمور قد تغيرت؛ طلب منهم أن يدَعوه يرجع، أو يلحق ببعض الثغور، أو يلحق بابن عمه يزيد، فمنعوه هذا وهذا حتى يستأسر، وقاتلوه، فقاتلهم فقتلوه وطائفةً ممن معه مظلومًا شهيدًا شهادةً أكرمه الله بها، وألحقه بأهل بيته الطيبين الطاهرين، وأهان بها مَن ظلمه واعتدى عليه.

فأوجب ذلك شرًّا بين الناس: فصارت طائفة جاهلة ظالمة -إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية- تظهر موالاته وموالاة أهل بيته؛ تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحُزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهلية -من لطم الخدود، وشق الجيوب، والتعزي بعزاء الجاهلية-.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
" وصار الشيطان بسبب قتل الحسين -رضي الله عنه- يحدِث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنَّوح يوم عاشوراء؛ من اللطم والصراخ، والبكاء، والعطش، وإنشاء المراثي، وما يُفضي إلى ذلك؛ من سبِّ السلف ولعنهم، وإدخال مَن لا ذنب له مع ذوي الذنوب، حتى يُسب السابقون الأولون، وتُقرأ أخبار مصرعه -التي كثير منها كذب-، وكان قصد مَن سنَّ ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة، فإن هذا ليس واجبًا ولا مستحبًّا باتفاق المسلمين؛ بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرَّمه الله ورسوله "...
وأما في الوقت الحاضر:
فيستقبل بعض المنتسبين إلى الإسلام في بعض البلدان شهر محرم بالحزن والهم والخرافات والأباطيل، فيصنعون ضريحًا من الخشب مزينًا بالأوراق الملونة، ويسمونه ضريح الحسين، أو كربلاء، ويجعلون فيه قبرَين، ويطلقون عليه اسم (التعزية)، ويجتمع أطفال بملابس وردية أو خضراء، ويسمونهم: (فقراء الحسين)!
وفي اليوم الأول من الشهر:
تكنس البيوت، وتغسل وتنظف، ثم يوضع الطعام، وتُقرأ عليه فاتحة الكتاب، وأوائل البقرة، وسورة الكافرون، والإخلاص، والفلق، والناس، ثم يصلَّى على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويوهَب ثواب الطعام للموتى.
وفي خلال هذا الشهر:
تمنع الزينة؛ فتضع النساء زينتهن، ولا يأكل الناس اللحوم، ولا يُقيمون ولائم الأفراح؛ بل ولا يتم فيه عقود الزواج، وتمنع الزوجة من زوجها إن كان لم يمض على زواجهما أكثر من شهرين، ويكثر ضرب الوجوه والصدور، وشق الجيوب والنياحة، ويبدأ اللعن على معاوية وأصحابه يزيد وسائر الصحابة.
وفي العشر الأول من الشهر:
تشعل النيران، ويتواثب الناس عليها، والأطفال يطوفون الطرقات، ويصيحون: يا حسين! يا حسين! وكل مَن يولد في هذا الشهر يعتبر شؤمًا سيئ الطالع، وفي بعض المناطق تُدق الطبول والدفوف، وتصدح الموسيقا وتُنشر الرايات، ويُنصب الضريح، ويمر الرجال والنساء والصبيان من تحته، يتمسحون بالرايات ويتبركون، معتقدين أنهم بذلك لا يصيبهم مرض وتطول أعمارهم.
وفي بعض البلدان:
يخرج الناس في ليلة عاشوراء معصبين عيني الرجل يطوفون الطرقات، فإذا ما قاربت الشمس على البزوغ عادوا إلى بيوتهم.
وفي يوم عاشوراء:
تُطهى أطعمة خاصة، ويخرج أهل القرى والمدائن إلى مكان خاص يسمونه: (كربلاء)، فيطوفون حول الضريح الذي يقيمونه ويتبركون بالرايات، وتدق الطبول، وتضرب الدفوف، فإذا غربت الشمس دفن هذا الضريح، أو ألقي في الماء، وعاد الناس إلى بيوتهم، ويجلس بعض الناس على الطرقات بمشروبات يسمونها: (السلسبيل)، ويسقونها للناس بدون مقابل، ويجلس بعض الوعاظ في الأيام العشر الأول فيذكرون محاسن الحسين، ومساوئ ينسبونها لمعاوية ويزيد، ويصبون عليها وعلى أصحابها اللعنات.
ويروُون في فضل عاشوراء وشهر المحرم أحاديث موضوعة وضعيفة وروايات مكذوبة.
وبعد أربعين يومًا من عاشوراء:
يحتفلون يومًا واحدًا يسمونه: (الأربعين)، يجمعون فيه الأموال، ويشترون بها أطعمة خاصة يدعون الناس إليها.
وهذه البدع تعمل في:
الهند، والباكستان، وفي البلدان التي يقطنها الشيعة، ولا سيما إيران، والعراق، والبحرين.
وإقامتهم لحفلات العزاء والنياحة والجزع، وتصوير الصور، وضرب الصدور، وما أشبه ذلك مما يصدر منهم في يوم عاشوراء وما قبله من شهر محرم؛ إنما يعتقدون بذلك القربة إلى الله، وتكفير السيئات والذنوب التي صدرت منهم في السنة كلها!!
ولم يعلموا أن فعلهم هذا مما يوجب الطرد والإبعاد عن رحمة الله -تعالى-.
وصدق الله -تعالى- القائل في محكم كتابه:
{أفمَن زُيِّن له سُوءُ عملِه فرَآهُ حسَنًا فإنَّ اللهَ يُضِلُّ مَن يشاءُ ..} [فاطر:8].
وقال -عز مِن قائل-: {قُل هل نُنَبِّئكمْ بالأخسَرينَ أعمالًا - الَّذين ضلَّ سعيُهم في الحياةِ الدُّنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعًا} [الكهف: 103-104] )).
10 ـ بدعة الفرح في يوم عاشوراء عند النواصب
وهم النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومن الجهَّال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد ، والكذب بالكذب ، والشر بالشر ، والبدعة بالبدعة ، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء ؛ وجعلوه موسم فرح كالاكتحال ، والاختضاب ، وتوسيع النفقات على العيال ، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة ، ونحو ذلك مما يُفعل في الأعياد والمواسم ، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسماً كمواسم الأعياد والأفراح .
ولا شك في أن النواصب ،وكذلك الرافضة ،مبتدعون في فعلهم هذا مخطئون ،خارج عن السنة ؛ ولم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراء شيئاً من هذه الأمور، لا شعائر الحزن والترح، ولا شعائر السرور والفرح ولكن الذي شرع هو الصيام كما سبق
11- من البدع: تخصيص يوم عاشوراء بعيادة المرضى:
وهذا بدعة، فليس هناك ميزة لهذا اليوم لجعله خاصاً للمرضى، وما ورد في ذلك فهو حديث مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا ما جمعته عن بدع وأخطاء شهر محرّم، أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قام بجمع هذه البدع الشيخ : أحمد الفايدي ومنها ماهو منقول من كتاب البدع الحولية"، إعداد: عبد العزيز التويجري، (93-110)].
قال العلامة الشيخ عبدالله الفوزان حفظه الله: وقد ضلَّ في هذا اليوم طائفتان:
طائفة شابهت اليهود فاتخذت عاشوراء موسم عيد وسرور، تظهر فيه شعائر الفرح كالاختضاب والاكتحال، وتوسيع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلك من عمل الجهال، الذين قابلوا الفاسد بالفاسد، والبدعة بالبدعة.
وطائفة أخرى اتخذت عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، لأجل قتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما- تُظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود وشق الجيوب، وإنشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي كذبها أكثر من صدقها، والقصد منها فتح باب الفتنة، والتفريق بين الأمة، وهذا عمل من ضلَّ سعيه في الحياة الدنيا، وهو يحسب أنه يحسن صنعاً.
وقد هدى الله تعالى أهل السنة ففعلوا ما أمرهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم من الصوم، مع رعاية عدم مشابهة اليهود فيه، واجتنبوا ما أمرهم الشيطان به من البدع، فلله الحمد والمنة. .
وقد نص أهل العلم رحمهم الله أنه لم يثبت عبادة من العبادات في يوم عاشوراء إلا الصيام، ولم يثبت في قيام ليلته أو الاكتحال أو التطيب أو التوسعة على العيال أو غير ذلك لم يثبت في ذلك دليل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مناقشة ( 1)
س 1 : أيهما أصح محرم أو المحرم ولماذا ؟
س 2 : عددي البدع في شهر المحرم
س 3 : ماهي الأيام التي يحددها المبتدعون في شهر الله المحرم .
س 4 : كيف قسم الشيخ الفوزان الناس المبتدعون في شهر الله المحرم

%%%%%%%%%%%
           

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق