الجمعة، 31 أكتوبر 2014

دورة الاستعداد لشهر الله المحرم رقم 5 المحور الثالث

ج1 دورة اﻻستعداد لشهر الله المحرم  رقم 5
إعداد :د.فاطمة صالح الجارد
تنفيذ :هند الشطب
 الثلاثاء   1435/12/ 21-2
 س  9-11مساءا

 

المحور الثالث :

التاريخ الهجري أدق من التاريخ الميلادي وفتاوى حول استخدامها
هذا مقال ل عبد اللطيف القرني قاضي في ديوان المظالم
وأعجبني شموليته وحفاظا على حقوق الكاتب نقلته لكم كما هو ولكن وزعت الحواشي في صدر الموضوع لأنني سأضع مناقشة فاعتذر للكاتب واشكره على هذه الشمولية .
فالموضوع للكاتب والمناقشة أنا التي وضعتها أختكم د . فاطمة صالح الجارد
التاريخ الهجري أدق من الميلادي وحكم استخدام الميلادي
المسألة الأولى: معنى التأريخ:
قال ابن منظور: أرّخَ: التأريخ: تعريف الوقت. والتوريخ مثله. أرخ الكتاب ليوم كذا: وَقَّتَه… وتأريخ المسلمين: أرخ من زمن هجرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. كتب في خلافة عمر رضي الله عنه فصار تأريخاً إلى اليوم ....لسان العرب 3 / 4

وتعريف كلمة التأريخ في الاصطلاح: ما ورد في المعجم الوسيط التاريخ جملة الأحوال والأحداث التي يمر بها كائن ما، ويصدق على الفرد والمجتمع، كما يصدق على الظواهر الطبيعية والإنسانية… والتأريخ تسجيل هذه الأحوال. .........المعجم الوسيط 1/13 .

ويظهر من التعريف التفريق بين التأريخ (مهموزاً) والتاريخ (بدون همز)، فالتاريخ بدون همزة علم يشمل أبرز الأحداث، والتأريخ هو يوم معين تنسب إليه سائر الأحداث وهو المراد هنا.
فنخلص من ذلك أن التأريخ: تسجيل الأحوال والأحداث للأفراد والأمم مستنداً في كل حدث أو حالة إلى الحدث المؤرخ به والمؤرخ به عند الأمة الإسلامية كما سيأتي ذكره هي الهجرة النبوية.
المسألة الثانية: الفرق بين التاريخ والتقويم:
يطلق لفظ التأريخ ويراد به التقويم وكذا العكس وعند التأمل نجد الاختلاف الدقيق بينهما فالتقويم لغة بمعنى تصحيح الخطأ أو الاعوجاج واصطلاحاً: تنظيم لقياس الزمن يعتمد على ظواهر طبيعية متكررة مثل دورتي الشمس أو الأرض والقمر .... الموسوعة العربية الميسرة 1/539

فهو مختص بحدث مرتبط بظاهرة متكررة كمواسم الزراعة السنوية أو الفصول الأربعة وهو في الشهور الشمسية ثابت لا يتغير مثل ربط بدء الدراسة سنوياً بأول يوم من برج الميزان أو أول يوم من الربيع فهذا يسمى تقويماً وهو خاص بتلك السنة ومثله تقويم أم القرى أو التقويم القطري ونحوه، فهو تقويم سنوي ينظم تفاصيل سنة من السنين وفي تفاصيله تجد التأريخ الهجري القمري والتأريخ الميلادي الشمسي والفصول السنوية المعروفة والأبراج........التاريخ الهجري ص 19 .

أما التأريخ فهو وعاء لأحداث الأمة يساير أيامها ويربط أجيالها بعضهم ببعض ويوثق حاضرها وماضيها وإن كان التقويم مضافاً للهجرة أو الميلاد يستخدم عند البعض بمعنى التأريخ الهجري أو التأريخ الميلادي، ولذا تجد من يعبر عن التاريخ بالتقويم فيقول التقويم الهجري والمقصود هو التاريخ الهجري(5).....انظر التاريخ الهجري ص ١٤
-----------


مناقشة (1)


س : ماالفرق بين مصطلحي تأريخ بالهمز وبتاريخ بالهمز ؟
س 2 : ما الفرق بين معنى التاريخ والتقويم؟
********




المسألة الثالثة: أنواع التقويم:
التقويم مقياس الزمن كالساعة فكما أن الساعة مقياس تعرف به ساعات الليل والنهار كذلك التقويم مقياس تعرف به الأيام والأسابيع والشهور، فإنه يذكرنا باليوم الذي نحن فيه وموقعه وينبئنا عن أيام العبادات والأعياد والمناسبات والمواسم.
والأقسام الزمانية على نوعين طبيعية ووضعية: فالأقسام الطبيعية هي التي تسير وفق ما قدر لها في حركات الأفلاك كاليوم والشهر القمري والسنة الشمسية فاليوم ينشأ من دورة الأرض حول محورها والشهر القمري ينتج من دورة القمر حول الأرض والسنة الشمسية تنشأ من دورة الأرض حول الشمس وهذه الدورات الثلاث هي تدبير الهي لا دخل للبشر فيها أما الوضعية فالأسبوع والشهر الشمسي والسنة القمرية(6). ....انظر فتاوى ابن تيمية 25/135-138.

وبالإضافة إلى ذلك فقد اهتدت بعض الشعوب كالعرب والمصريين إلى مراقبة النجوم ولاحظوا أن البرج يطلع دائماً في المكان نفسه في الزمان نفسه مما فتح لهم مجالاً للتأريخ بتعاقب النجوم أيضاً بدلاً من التأريخ بدورة الشمس وحلول الفصول المرتبطة بموسم الحصاد وعموماً فمن مراقبة الإنسان لتلك الدورات الفلكية نشأت أنواع متعددة من التقاويم.
نذكر أبرزها إجمالاً:
1 – التقويم النجمي:
يرتبط التقويم النجمي بطلوع نجم معين في وقت معين من العام، ويبدأ من طلوع نجم الشعرى والفيضانات التي تتكرر كل عام ومدة هذه السنة 366.25 يوماً أي أطول من السنة الشمسية بيوم واحد مما سبب خللاً واضحاً في هذا التقويم.....التوقيت والتقويم، علي حسن موسى .

2 – التقويم الشمسي:
يرتبط هذا التقويم بحالة الشمس وهو مأخوذ من دورة الأرض حول الشمس وهي السنة الشمسية وتنقسم السنة الشمسية إلى الفصول الأربعة المعروفة باعتبار بعد الشمس وقربها وهي الدورة السنوية ومدة هذه السنة 365 يوماً تقريباً، وقد عرف هذا التقويم الرومانيون في القديم وعليه قام التقويم اليولياني والتقويم السرياني والتقويم الفارسي والتقويم الصيني والتقويم الفرنسي وممن استخدم التقويم الشمسي منفرداً الروم والقبط وغيرهم ..........التوقيت والتقويم، ص 33 .

3 – التقويم القمري:
يرتبط هذا التقويم بدورة القمر حول الأرض ووفق حركة القمر تحصل الشهور وكل دورة للقمر حول الأرض تمثل شهراً قمرياً تبلغ مدته 29.25 يوماً تقريباً، وعلى هذا الأساس فإن السنة القمرية تكون 354.36 يوماً، أي أنه أقل من عدد أيام السنة الشمسية بـ(10.88) أيام، ويلاحظ أنه لا يوجد أي ارتباط بين التقويم القمري والتقويم الشمسي لأن كل منهما مرتبط بحركة ودورة تختلف عن الآخر.
والتقويم القمري هو الأصل لأن الشهر في اللغة معناه القمر كما ذكر ذلك ابن سيده في المخصص .........المخصص 2/376

والعرب كانوا يفتتحون الشهر إذا رأوا الهلال ثم لا ينقضي الشهر حتى يروا الهلال مرة أخرى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “أن يكون الشهر طبيعياً والسنة عددية فهو سنة المسلمين ومن وافقهم”...........مجموع الفتاوى 25/138و التاريخ الهجري ص 23-24.

وهناك تقاويم أخرى لكن أشهرها ما ذكرناه وأكثرها استعمالاً هو التقويم الشمسي والتقويم القمري وعند التأمل نجد أن التقويم الشمسي وثيق الصلة بأمور المعاش كالزراعة ومواسمها وأحوال الطقس وذلك لأن التقويم الشمسي يحتضن الفصول الأربعة (الشتاء، والصيف، والخريف، والربيع) وتأتي هذه الفصول فيه في مواعيد ثابتة سنوياً فهذا التقويم أساسه الفصول وليس الشهور فهو في الأصل سنة طبيعية مقسمة إلى فصول أربعة.
وأما التقويم القمري فهو يقوم على الأشهر لا على الفصول الأربعة والشهر فيه عبارة عن دورة القمر الفلكية الثابتة وتكرر هذه الدورة اثنتي عشرة مرة وبذلك تتكون السنة القمرية عند ذلك يتضح أن السنة الشمسية سنة طبيعية وجاء من قسمها أشهراً قياساً على الأشهر القمرية، فالأشهر في السنة الشمسية وضعية وعلى العكس التقويم القمري فالأشهر فيه طبيعية وفق دورة القمر لكن السنة فيه وضعية وليست طبيعية.
وخلاصة القول إن المقاييس الثلاثة المتدرجة وهي اليوم والشهر القمري والسنة الشمسية منشؤها الظواهر الكونية وعلاقة الأرض بالشمس من جهة، وعلاقة الأرض بالقمر من جهة أخرى، ومع امتداد الزمن ظهرت العديد من التواريخ التي يؤرخ بها الناس إلا أن أبرزها وأكثرها استعمالاً هو التاريخ الهجري والتاريخ الميلادي فالتاريخ الهجري يقوم على دورة القمر أي يستخدم الأشهر القمرية الطبيعية والسنة الوضعية والتي تتكون من اثنتي عشر شهراً قمرياً. والتأريخ الميلادي يقوم حركة الشمس السنوية الطبيعية وهي التي تتكون من دورة واحدة للشمس حول الأرض من شتاء إلى شتاء أومن ربيع إلى ربيع ونحوه، ويستخدم هذا التاريخ الأشهر الوضعية وهي تختلف على حسب زيادة أو نقص في الشهر فبعضها ثلاثون يوماً وبعضها أقل وبعضها أكثر بلا مستند في ذلك...............انظر: نظام التقويم في الإسلام ص 5والتقويم الهجري للمملكة العربية السعودية ص 8 لأبي طارق الحجازي.

-------------
مناقشة ( 2 )
س 1 : ما أنواع التقويم ؟ وبأي شيء يرتبط كل تقويم .
س 2 : أيهما ألاصل هل التقويم القمري أم الشمسي وما الدليل ؟ الدليل ليس دليلا من الكتاب والسنة وإنما معنى ذكر في النص
س 3 : ماهو منشأ التقاويم الثلاثة النجمي والشمسي والقمري ؟
س 4 : أكملي الفراع
يستخدم التاريخ القمري الأشهر ..................
يستخدم التاريخ الشمسي الأشهر ...................
**************
المسألة الرابعة: نشأة التأريخ الميلادي:
كان التأريخ معروفاً عند الرومان منذ (750) قبل ميلاد المسيح عليه السلام ...... ،التأريخ الهجري ص 29 .
وكان هذا التقويم قمرياً تتألف السنة فيه من عشرة شهور فقط حتى جاء ملك روما (توما الثاني 716-673ق.م) الذي أضاف شهري يناير وفبراير وأصبحت السنة تتألف من 355 يوماً. ومع مرور الأيام تغيرت الفصول المناخية عن مكانها تغيراً كبيراً، وفي سنة (46) قبل الميلاد استدعى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر الفلكي المنجم المصري سوريجين من الإسكندرية طالباً منه وضع تأريخ حسابي، يعتمد عليه، ويؤرخ به، فاستجاب الفلكي المصري ووضع تأريخاً مستنداً إلى السنة الشمسية.
وبالتالي تحول الرومانيون من العمل بالتقويم القمري إلى التقويم الشمسي وسمي هذا التأريخ بالتأريخ اليولياني نسبة إلى الإمبراطور يوليوس قيصر، وبقي هذا التأريخ معمولاً به في أوروبا وبعض الأمم الأخرى قبل وبعد ميلاد المسيح عيسى – عليه السلام-.
واستمر النصارى على العمل بالتقويم الشمسي دون ربطه بالتأريخ الميلادي حتى القرن السادس أو القرن الثامن من ميلاد المسيح – عليه السلام – حيث تم الحساب ورجع بالتقويم الشمسي لتكون بدايته التأريخ النصراني من أول السنة الميلادية، نسبة إلى ميلاد المسيح عيسى – عليه السلام – وأن تكون بداية هذا التأريخ 1-يناير-1 ميلادي وهو يوم ختان المسيح – عليه السلام – كما يقولون؛ حيث إن ميلاده – عليه السلام – كما يقال كان في 25 ديسمبر (كانون الأول) وعندها عرف هذا التأريخ بالتأريخ الميلادي.
ونخلص من هذا بأن الميلاد الحقيقي للمسيح – عليه السلام – سابق لبدء التأريخ الميلادي بقرون عديدة؛ لذا ينبغي التمييز بين التأريخ الميلادي، وميلاد المسيح – عليه السلام – لأن اصطلاح قبل الميلاد أو بعده تأريخياً لا يشير بدقة إلى ميلاد المسيح – عليه السلام – فعلياً ........... التوقيت والتقويم ص109
وقد استمر العمل بهذا التأريخ إلى عهد بابا النصارى (جوريجوري الثالث عشر) الذي قام بإجراء تعديلات على التأريخ اليولياني لتلافي الخطأ الواقع فيه وهو عدم مطابقة السنة الحسابية على السنة الفعلية للشمس مما أدى إلى وجود فرق سنوي قدره إحدى عشرة دقيقة بين الحساب والواقع الفعلي فقام البابا بإصلاح هذا الفرق وسمي هذا التعديل بالتأريخ الجوريجوري وانتشر العمل به في غالب الدول النصرانية ............. التاريخ الهجري ص 32 .
ومن الملاحظ أن الكنيسة كانت تتحكم بالتأريخ الميلادي في أرجاء الإمبراطورية الرومانية مما يعني انطباعاً بالاهتمام الديني النصراني بموضوع التأريخ. والتأريخ الميلادي حالياً هو التأريخ الجوريجوري غير أن بعض الفلكيين يرون أنه سيحتاج قطعاً يوماً من الأيام إلى تعديل، إذا كان الهدف هو المحافظة على انطباق السنة الشمسية على الفصول الأربعة.........تاريخ التقويمين الميلادي والهجري ومبادئهما ص 13 .
وبناءً على ما تقدم فإن التاريخ الميلادي في الأصل كان رومانياً، عدله بعض الملوك والرهبان النصارى ونسبوه لميلاد المسيح عليه السلام نسبة جزافية بعد ميلاده عليه السلام بستة أو ثمانية قرون تقريباً،وقد أقر بعض الباحثين النصارى بخطأ هذه النسبة ..............التقويم الهجري للمملكة العربية السعودية ص 143-144 .

وبالنسبة للأشهر الميلادية التي تتكون منها هذه السنة فإنها في الأصل تعود لتمجيد التأريخ الشمسي الميلادي لاثني عشر إلهاً مزعوماً من آلهة الرومان الأسطورية، كما تعود أيضاً إلى تمجيد قائدين من قواد الرومان وهما يوليوس قيصر الذي أطلق اسمه على الشهر السابع باسم “يوليو” وأغسطس الذي أطلق اسمه على الشهر الثامن (أغسطس)، ولقد قام مجلس الشيوخ في عهده بتعديل أيام الشهر إلى واحد وثلاثين يوماً بدلاً من ثلاثين يوماً؛ لأنه أحرز في هذا الشهر أعظم انتصاراته وكذا يوليو.
بعد هذا يتضح لنا أن التأريخ الميلادي نتاج عمل بشري خالص مولود في بيئة رومانية، وحضانة نصرانية، ونشأ برعاية القياصرة وتعديلات البابوات والرهبان ولم يعرف إلا بعد ميلاد المسيح – عليه السلام – بقرون متعددة ولم يُبْن على مولده بيقين.
--------------

مناقشة ( 3)
س 1 : أكملي الفراغ الآتي
أـ كان التقويم قمريا ويتألف من .............شهرا . ثم اضيف له .شهر ............ و...............
ب ـ سبب تغيير التقويم هو ............... .......................
ج : استدعى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر الفلكي المنجم لوضع تاريخ ...................
د : تحول الرومانيون من العمل بالتقويم القمري إلى التقويم الشمسي وسمي هذا التأريخ بالتأريخ ........
س 2 : ضعي علامة صح او خطأ مع تصحيح الخطا
استمر النصارى على العمل بالتقويم الشمسي دون ربطه بالتأريخ الميلادي حتى القرن السادس أو القرن الثامن من ميلاد المسيح – عليه السلام
ب : هذا التأريخ 1-يناير-1 ميلادي وهو بداية السنة الميلادية وهو يوم ميلاد عيسى .
ج : الميلاد الحقيقي للمسيح – عليه السلام – متوافق مع بدء التاريخ الميلادي
د : التاريخ الميلادي قبل تعديله فيه خطأ حسابي وهو عدم مطابقته للسنة الحسابية
ه نسبة التاريخ الميلادي لميلاد المسيح نسبة صحيحة .
س 3 : عللي ما يلي
أ ـ استخدام النصارى والرومان وغيرهم التاريخ الشمسي .
ب : زيادة شهر يوليو
.ج : التاريخ الميلادي ناتج بشري والهجري ناتج إلهي .

************
المبحث الثاني : نشأة التاريخ الهجري هذا المبحث من خارج المقال
جعله الخليفة الراشد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب شهر الله المحرم هو أول شهور السنة فبدأ العمل بالتأريخ الهجري في السنة السادسة عشر و قيل السابعة عشر من خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه .


عن سهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : " أَخْطَأَ النَّاسُ فِي الْعَدَدِ مَا عَدُّوا مِنْ بَيْعَتِهِ ، وَلَا مِنْ وَفَاتِهِ ، إِنَّمَا عَدُّوا مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ ") أخرجه الحاكم وقال على شرط الصحيحين
قال السهلي : كانت القضايا التي اتفقت له و يمكن أن يؤرخ بها أربعة : مولده ومبعثه و هجرته و وفاته ، فرجح عندهم جعلها من الهجرة ؛ لأن المولد والمبعث لا يخلو واحد منهما من النزاع في تعيين السنة ، وأما وقت الوفاة فأعرضوا عنه لما توقع بذكره من الأسف عليه ، فانحصر في الهجرة ، وإنما أخروه من ربيع الأول إلى المحرم لأن ابتداء العزم على الهجرة كان في المحرم ، إذ البيعة وقعت في أثناء ذي الحجة وهي مقدمة الهجرة ، فكان أول هلالاً استهل بعد البيعة والعزم على الهجرة هلال المحرم ، فناسب أن يجعل مبتدأ ، و هذا أقوى ما وقفت عليه من مناسبة الابتداء بالمحرم .
وذكر في سبب عمل عمر رضي الله عنه التاريخ أحداث ، ذكرها ابن حجر رحمه الله في الفتح ( 7 / 315 ) ، منها :-
1 ـ أن أبا موسى كتب إلى عمر أنه يأتينا منك كتب ليس لها تاريخ ، فجمع عمر الناس ، فقال بعضهم : أرخ بالمبعث ، و بعضهم أرخ بالهجرة ، فقال عمر : الهجرة فرقت بين الحق والباطل ، فأرخوا بها ، و ذلك سنة سبع عشرة ، فلما اتفقوا قال بعضهم ابدءوا برمضان ، فقال عمر : بل بالمحرم فإنه منصرف الناس من حجهم ، فاتفقوا عليه .

2 ـ أنه رفع لعمر صك محله شعبان ، فقال : أي شعبان ، الماضي أو الذي نحن فيه ، أو الآتي ؟ ضعوا للناس شيئاً يعرفون فيه حلول ديونهم ، فيقال إنهم أراد بعضهم أن يؤرخوا كما تؤرخ الفرس بملوكهم ، كلما هلك ملك أرخوا من تاريخ ولاية الذي بعده ، فكرهوا ذلك ، ومنهم من قال : أرخوا بتاريخ الروم من زمان الإ فاستفدنا من مجموع هذه الآثار أن الذي أشار بالمحرم عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم ، و أن علي رضي الله عنهم أشار بالتأريخ من الهجرة سكندر ، فكرهوا ذلك ، وقال قائلون : أرخوا من مولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقال آخرون من مبعثه عليه السلام ، وأشار علي بن أبي طالب وآخرون أن يؤرخ من هجرته من مكة إلى المدينة لظهوره لكل أحد فإنه أظهر من المولد والمبعث . فاستحسن ذلك عمر والصحابة ، فأمر عمر أن يؤرخ من هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم وأرخوا من أول تلك السنة من محرمها .

3 ـ قدم رجل من اليمن فقال : رأيت باليمن شيئاً يسمونه التاريخ يكتبونه من عام كذا و شهر كذا ، فقال عمر : هذا حسن فأرخوا ، فلما أجمع على ذلك قال قوم : أرخوا للمولد ، وقال قائل : للمبعث ، وقال قائل : من حين خرج مهاجراً ، وقال قائل من حين توفي ، فقال عمر : أرخوا من خروجه من مكة إلى المدينة ، ثم قال : بأي شهر نبدأ ؟ فقال قوم : من رجب ، وقال قائل : من رمضان ، فقال عثمان : أرخوا من المحرم فإنه شهر حرام و هو أول السنة ومنصرف الناس من الحج ، قال و كان ذلك سنة سبع عشرة و قيل سنة ست عشرة في ربيع الأول .

4 ـ عن سعيد بن المسيب قال : جمع عمر الناس فسألهم عن أول يوم يكتب التاريخ ، فقال علي : من يوم هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وترك أرض الشرك ، ففعله عمر .

فاستفدنا من مجموع هذه الآثار أن الذي أشار بالمحرم عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم ، و أن علي رضي الله عنهم أشار بالتأريخ من الهجرة

------------------------------

مناقشة ( 4 )
س 1 : أيهما الصواب من عد من بيعته أم من الهجرة ؟وما الدليل ؟
س 2 : ماهي القضايا التي اقترح الناس أن يكون العد منها . "؟
س 3 : لماذا اعرض الناس عن التوقيت عن كل من
أ ـمولده ومبعثه صلى الله عليه وسلم
ب : وفاته صلى الله عليه وسلم .
س 3 : هل كانت الهجر ة في ا/ محرم ؟ ولماذا اختير هذا التاريخ هو بداية الهجرة . ؟
س 4 : أقرئ الأحداث التي لها علاقة بتعيين التاريخ واذكري ما ذا استفدتي منها .


**************************
المبحث الثالث: حكم استخدام التأريخ الهجري والميلادي:
أولا: الحديث عن التأريخ الهجري يقتضي تأصيل الحكم الشرعي للتقويم القمري فنقول: دلت النصوص الشرعية على وجوب الأخذ بالتقويم القمري المتمثل بالتأريخ الهجري ومن ذلك قوله تعالى:
1 – (يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) (البقرة: من الآية189).
وجه الدلالة:
أن الله جعل الهلال علامة على بداية الشهر ونهايته، فبطلوع الهلال يبدأ شهر وينتهي آخر فتكون الأهلة بمعنى المواقيت وهذا يدل على أن الشهر قمري لارتباطه بالأهلة وهي منازل القمر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
“فأخبر أنها مواقيت للناس وهذا عام في جميع أمورهم، فجعل الله الأهلة مواقيت للناس في الأحكام الثابتة بالشرع، ابتداء أو سبباً من العبادة وللأحكام التي ثبتت بشروط العبد، فما ثبت من الموقتات بشرع أو شرط فالهلال ميقات له، وهذا يدخل فيه، الصيام، والحج، ومدة الإيلاء والعدة…
2 – قوله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) (التوبة: من الآية36).
وجه الدلالة:
أن الله وصف التوقيت بالهلال وأن الشهور القمرية إذا بلغت هذا الرقم سميت سنة وهذا معنى عدة الشهور.
وقال الفخر الرازي:
قال أهل العلم: الواجب على المسلمين بحكم هذه الآية أن يعتبروا في بيوعهم ومدد ديونهم وأحوال زكاتهم وسائر أحكامهم بالأهلة، لا يجوز لهم اعتبار السنة العجمية والرومية .............. التفسير الكبير 16/53
وذكر رحمه الله أن الشهور المعتبرة في الشريعة مبناها على رؤية الهلال، والسنة المعتبرة في الشريعة هي السنة القمرية ...........التفسير الكبير 17/35-36 .
3 – قال صلى الله عليه وسلم: “إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له .....
رواه البخاري (2/674) ومسلم (2/762).
وجه الدلالة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل انتهاء شهر شعبان ودخول رمضان برؤية الهلال ويقاس عليها بقية الأشهر.
ومؤدى هذه النصوص الشرعية صريح أن المعول عليه والمعتبر هو التقويم القمري مما يؤكد وجوب التمسك به دون غيره من التقاويم وهو يتفق مع أحوال الناس لكونه صالحاً للجميع ليسره وسهولة مخاطبته لجميع الأطراف، ولقد اتفق عليه السلف الأول من الصحابة والتابعين كما مر معنا وأصبح العمل عليه.
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله:
التأريخ اليومي يبدأ بغروب الشمس، والشهر يبدأ من الهلال، والسنوي يبدأ من الهجرة، هذا ما جرى عليه المسلمون وعملوا به واعتبره الفقهاء في كتبهم ...الضياء اللامع من الخطب الجوامع ص 307 .

وتأسيساً على ما تقدم فإن استخدام التأريخ الهجري والميلادي يكون على حالات:
الحالة الأولى: استخدام التأريخ الهجري دون الميلادي، وحكم هذه الحالة أن التوجيه الشرعي جاء للعمل بالتقويم القمري المتمثل بالتاريخ الهجري وأن احتساب المواقيت والأحوال يكون عليه دون غيره وهو شعار ورمز الأمة الإسلامية التي يؤرخ لها وله دلالاته وأبعاده.
الحالة الثانية: حكم استخدام التأريخ الهجري والميلادي جميعاً:
ذكرنا في الحالة الأولى أن الأصل هو العمل بالتقويم القمري المتمثل بالتأريخ الهجري وهذا الحكم يشمل جميع الأفراد والدول الإسلامية و لكن لا مانع من الاستفادة بالتقويم الشمسي المتمثل بالتأريخ الميلادي بصفته تقويماً مساعداً للتقويم القمري تابعاً له متى وجد مقتضى لذلك تتحقق فيه مصلحة راجحة ولا عيب أن نأخذ – لا أن نستبدل – من مواقيت الأمم ما يفيدنا في بعض الحالات فيما لا يتعارض مع أمر من أمور الدنيا ..... التأريخ الهجري 61-63 وما بعدها .

وأما ما يتعلق بالفصول الأربعة واستخدامها لتنظيم الاكتساب والمهنة والدراسة والعمل دون ربط ذلك بالسنين فليس من التأريخ مثل أن يقال يبدأ العام الدراسي كل عام ببرج الميزان أو يبدأ موعد الحصاد في برج الحمل كل عام فهذا من الاستفادة العامة للمواسم ولا صلة له ببحث التأريخ الهجري أو الميلادي .....التأريخ الهجري ص 67 .

الحالة الثالثة: حكم استخدام التأريخ الميلادي فقط:
بناء على ما تقدم يتضح لنا أن التأريخ الميلادي مرتبط بالدين النصراني وحضاراته وهذا واضح في أسماء الأشهر في التأريخ الميلادي فغالبها إما وثنية مرتبطة ببعض آلهة النصارى المزعومة أو بأسماء القياصرة وكبار الرهبان .... التأريخ الهجري ص 34 .

ولذا فإن وضع التقويم الشمسي المتمثل بالتأريخ الميلادي شعار للبلد والاعتداد به في احتساب المواقيت والأحوال هو تشبه صريح بالنصارى وجاءت النصوص الشرعية التي تحرم ذلك، ويدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: “من تشبه بقوم فهو منهم” . ...رواه أحمد 2/50، 2/92 وباسناد فيه مقال، ورواه أبو داود، كتاب اللباس باب في لبس الشهرة برقم 4031 وصححه الألباني.

ويتضمن الحديث التشبه بسمات الكفار وعاداتهم وتقاليدهم وأزيائهم وكل ما هو من خصائصهم ولا شك أن اعتبار الأصل هو استخدام التأريخ الميلادي يدخل في سمات الكفار ........ كلام الشيخ صالح الفوزان موجود في كتاب المنتقى من فتاوى الفوزان برقم (153).
وقد سئل الشيخ صالح الفوزان عن:
هل التأريخ بالتاريخ الميلادي يُعتبَرُ من موالاة النصارى‏؟‏
فأجاب لا يُعتبَرُ موالاة، لكن يعتبر تشبُّهًا بهم‏.‏
والصَّحابة رضي الله عنهم كان التاريخ الميلادي موجودًا، ولم يستعملوه، بل عدلوا عنه إلى التاريخ الهجريِّ، وضعوا التاريخ الهجريَّ، ولم يستعملوا التاريخ الميلادي، مع أنه كان موجودًا في عهدهم، هذا دليل على أنَّ المسلمين يجب أن يستقلُّوا عن عادات الكفَّار وتقاليد الكفَّار، لا سيَّما وأنَّ التَّاريخ الميلاديَّ رمز على دينهم؛ لأنه يرمز إلى تعظيم ميلاد المسيح والاحتفال به على رأس السَّنة، وهذه بدعة ابتدعها النصارى؛ فنحن لا نشاركهم ولا نشجِّعهم على هذا الشيء، وإذا أرَّخنا بتاريخهم؛ فمعناه أنَّنا نتشبَّه بهم، وعندنا ولله الحمد التاريخ الهجريُّ، الذي وضعه لنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الرَّاشد بحضرة المهاجرين والأنصار، هذا يغنينا
اعتبار المآلات ومراعاة نتائج التصرفات ص 228 .

ويقول فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين: لقد اقتصر المسلمون على تأريخهم الذي اتفقوا عليه من عهد عمر بن الخطاب الذي وضع لهم هذا التاريخ الهجري، حيث اختار مبدأه من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وعمل عليه المسلمون في كتبهم وسيرهم مع معرفتهم بتأريخ من قبلهم، ولم يزالوا كذلك حتى استولى النصارى على كثير من بلاد الإسلام، واستعمروهم واضطروهم إلى تعلم التاريخ الميلادي، وأنسوهم التاريخ الهجري إلا ما شاء الله، فنقول: إن في العمل بالتأريخ الهجري تذكراً لوقائع الإسلام وأحوال المسلمين في سابق الدهر، ثم هو أوضح وأبين حيث يعتمد على الأهلة التي ترى عياناً ويحصل بمشاهدتها معرفة دخول السنة وخروجها، دون إعواز إلى حساب وكتابة، فتنصح المسلمين أن يقتصروا على تأريخهم الذي كان عليه سلفهم، وأن يعرضوا عن تأريخ النصارى الذي لا يتحقق صحته، إنما هو مبني على نقل أهل الكتاب وهم غير متيقنين، حيث لم يثبتوا ذلك بالنقل الصحيح. ومتى احتيج إلى معرفة السنة الشمسية، فإن هناك التاريخ الشمسي الهجري وهو يعتمد الحساب، ويسير على سير البروج الاثني عشر التي ذكرها الله تعالى مجملاً كما في قوله تعالى: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً) (الحجر: من الآية16)، وعرفها الحُسّاب وعلماء الفلك بالمشاهدة، ففي معرفتها ما يكفي عن الاحتياج إلى تاريخ النصارى، والله أعلم ...... مجلة الدعوة العدد الشهري 2076

وأما بالنسبة لمن كان يعيش في دولة نظامها يأخذ بالتأريخ الميلادي فإن كان النظام يسمح بوضع التأريخ الهجري مع التأريخ الميلادي فيجب على الأفراد الإشارة إلى التأريخ الهجري في المكاتبات والإجراءات متى ما استطاعوا لذلك لأن هذا يحافظ على بقاء التأريخ الهجري شعاراً للأمة الإسلامية ويخفف من المفسدة الواقعة بالأخذ بالتأريخ الميلادي والقاعدة الشرعية تنص على أنه إذا لم يمكن قطع المفسدة جملة بأسبابها ودواعيها فإن التقليل من آثارها والحد من استشرائها وانتشارها مطلوب وهو من مقاصد الشرع المطهر..... أحكام وفتاوى الزكاة لعام 1423هـ الصادر من بيت الزكاة في الكويت.
وأما إذا كان النظام الرسمي للدولة يمنع الإشارة للتقويم القمري المتمثل بالتأريخ الهجري أبداً ويحارب ذلك فيجب على الأفراد في هذه الحالة بذل ما يستطيعون من الإنكار والنصح ومراعاة الأمور والموازنة بين المفاسد المتوقعة وقطع أسبابها والمفاسد الواقعة والسعي إلى تقليل آثارها إذا لم يمكن تلافيها ويبقى الجزاء مرتبطاً بالاستطاعة والقدرة على التغيير ويدخل في هذا التعامل مع الدولة أو الشركات العالمية التي تعتمد التأريخ الميلادي فيجوز مع الحاجة استخدام التأريخ الميلادي مع بعض الاعتبارات المرتبطة في ذلك مثل حساب الزكاة بالتأريخ الميلادي مع معادلته بالتقويم القمري، لإخراج القدر الزائد من المال الزكوي المقابل للزمن الزائد من التقويم الشمسي علما بأن المعتبر في إخراج الزكاة هو التأريخ الهجري لا الميلادي.
وفي نهاية البحث أوصي أمتي وأصحاب الشأن في بلاد المسلمين أينما كانوا بأن يتمسكوا بتأريخهم الإسلامي القمري الهجري امتثالاً لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وتمسكاً بالسنة الراشدة والإجماع الصحابي واعتزازاً بما شرع الله.
وصلى الله على محمد وعلى آله
--------------------

مناقشة ( 5) :
س 1 : ما الأدلة على وجوب الأخذ بالتاريخ الهجري مع توضيح الاستدلال
س 2 : ماهي حالات استخدم التاريخ الهجري والميلادي ؟
س : ما حكم استخدام كل ممايلي
أ ـ التقويم الهجري منفردا
ب : التقويم الهجري مع الميلادي
ج : التقويم الميلادي منفردا
س 3 : ماذا قال الشيخ الفوزان عن استخدام التاريخ الميلادي دون الهجري
موالاة ، أم تشبه ،
س 4 : ماهو منهج الصحابة تجاه التقويم الهجري والميلادي
س 5 : متى بدأ استخدام التاريخ الهجري وإلى متى امتد ؟ ومتى بدأ التاريخ الميلادي في بلاد المسلمين ؟
س 6 : ماهو التصرف الصحيح في حالة من يعيش في البلاد التالية
أ ـ بلاد تستخدم التاريخ الميلادي ولا تمنع الإشارة للتاريخ الهجري
ب : بلاد تمنع استخدام التاريخ الميلادي .

دورة الاستعداد لشهر الله المحرم رقم 5 المحور الثاني

ج1 دورة اﻻستعداد لشهر الله المحرم  رقم 5
إعداد :د.فاطمة صالح الجارد
تنفيذ :هند الشطب
الثلاثاء 1435/12/ 21-20
 س  9-11مساء



المحور الثاني

الأحداث في هذا الشهر والتي عليها مدار العبادات والبدع

أولا : نجاة موسى عليه السلام وقومه وإهلاك فرعون وجنوده .
ولهذا الحدث شرع الصيام شكرا لله . عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَرَأَى الْيَهُودَ تَصُومُ يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا هَذَا يَوْمٌ صَالِحٌ هَذَا يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ عَدُوِّهِمْ فَصَامَهُ مُوسَى ، قَالَ فَأَنَا أَحَقُّ بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ . صحيح البخاري وسيأتي لا‌حقا عن فضل صيامه
ثانيا : التقويم الهجري التقويم الهجري بني على أمور محسوسة وذكرفي الكتاب والسنة . كما سيأتي جعل الله هذه الشهور الهلا‌لية مواقيت للناس ، لأ‌نها علا‌مات محسوسة يعرف كل أحد بدايتها ونهايتها ، ومما يؤسف عليه أن كثيراً من المسلمين تركوا التاريخ الهجري ، وأخذوا بتاريخ النصارى الميلا‌دي المبني على أشهر وهمية غير مبنية على مشروع ولا‌ معقول ولا‌ محسوس .كما سياتي في مبحث التقويم الهجري وهذا دليل الضعف والا‌نهزامية والتبعية لغير المسلمين ، ومن مفاسده : ربط المسلمين ونشأتهم بتاريخ النصارى ، وإبعادهم عن تاريخهم الهجري الذي ارتبط برسولهم صلى الله عليه وسلم وبشعائر دينهم وعبادتهم فالله المستعان)
2 ، قال تعالى : إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا‌ تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ  36 التوبةوقال صلى الله عليه وسلم ( … السنة اثنا عشر شهراً ، منها أربعة حرم : ثلا‌ثة متوالية ، ذو القعدة ، وذو الحجة ، والمحرم ، ورجبُ مُضَرَ الذي بين جمادى وشعبان ) متفق عليه
ثالثاً : مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب، حفيد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في يوم الجمعة، سنة إحدى وستين بكربلا‌ء من أرض العراق، وله من العمر ثمان وخمسون سنة البداية والنهاية (11/569).، وكان هذا من المصائب العظيمة على الأ‌مة قال ابن تيمية رحمه الله : « وكان قتله - رضي الله عنه - من المصائب العظيمة؛ فإن قتل الحسين , وقتل عثمان قبله : كانا من أعظم أسباب الفتن في هذه الأ‌مة وقتلتهما من شرار الخلق عند الله » مجموع الفتاوى(3/411). ومع هذه المصيبة إلا‌ أنه لا‌ يوجد أثر لا‌ من كتاب ولا‌ سنة على تشريع عمل تعبدي من أجل وفاته رضي الله عنه ولكن كل ما يوجد وفيه علا‌قة بموته هو بدع أحدثها المبدعون
-----------------------
مناقشة ( 2)
س 1 : كيف يكون ابن آدم مغبون في الصحة والعافية .. ؟
س 2 : هل الإنسان المؤمن يأمن على نفسه من الكفر ؟
س 3 : ماهو أسهل الأعمال على المسلم واكثرها اجرا ؟
س 4 : اذكري ثلاث اعمال يسيرة عليها آجور عظيمة .
س 5 : فسري الآية الأخيرة من تفسير الشيخ عبد الرحمن السعدي


رابط تفسير المصحف كاملا كل سورة على حده للسعدي


http://cutt.us/26964CDA-Rer

دورة الاستعداد لشهر الله المحرم والبدع المستحدثة رقم 5 المحور الأول


ج1 دورة اﻻستعداد لشهر الله المحرم  رقم 5
إعداد :د.فاطمة صالح الجارد
تنفيذ :هند الشطب

-----------------

المحور الأول :



اغتنام الأوقات في المواسم الروحانية


لقد جعل الله المواسم التعبدية لحكم عظيمة منها نعلمه ومنها لا نعلمه فما نعلمه شحذ الهمم للتقرب إلى الله وإتاحة الفرص لذوي الظروف المتعددة فمن فاته موسم تعبدي يغتنم الآخر ومن الأسباب التي تساعد على اغتنام الاوقات وخاصة المواسم الروحانية .


أولاً : عدم الركون للدنيا
عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِبَعْضِ جَسَدِي ، وَقَالَ : " كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ ، وَعُدَّ نَفْسَكَ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ " ) السلسلة الصحيحة
قال الشيخ عبد العزيز الفوزان : الحديث دليل على وجوب اغتنام الأوقات ، والحث على قِصَرِ الأمل ، وتقديم التوبة والاستعداد للموت ، وهذا الحديث من أبلغ الكلام في التذكير بالآخرة وعدم الاغترار بالدنيا ، وذلك أن الدنيا فانية ، مهما طال عمر الإنسان فيها ، فهي دار ممر لا دار مقر ، وكل نفس ذائقة الموت ، وهذه حقيقة مشاهدة ، نراها كلَّ يوم وليلة ، ونحس بها كلَّ ساعة ولحظة ،
ثانيا : انتظار الموت في كل وقت .
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ.) صحيح البخاري
* * *
وإذا كان الإنسان لا يدري متى ينتهي أجله ويأتيه الموت فعليه أن يستعد للرحيل ، وأن يكون عابر سبيل ، فلا يركن إلى الدنيا ولا يتعلق بها ولا يتخذها وطناً ولا تحدثه نفسه بالبقاء فيها ، فلا يتعلق منها إلا بما يتعلق به الغريب في غير وطنه الذي سيفارقه مهما تكن راحته وهناؤه ، وأن يكون فيها كالمسافر الذي يكتفي بسفره بالقليل الذي يساعده على بلوغ غايته وتحقيق مقصده .
قال الشيخ الفوزان ولقد أدرك الصحابي الجليل عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما - موعظة رسول الله  إدراكاً علمياً وعملياً ، وأخذ منه هذه الوصايا الثلاث العظيمة :
الأولى :« إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ » ومعنى ذلك : حث المؤمن على قِصَرِ الأمل في هذه الحياة ، وأنه ينبغي له إذا أمسى لا ينتظر الصباح ، وإذا أصبح لا ينتظر المساء ، بل يظن أن أجله مدركه قبل ذلك .الوصية الثانية : « وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ » والمعنى : أنه ينبغي للمؤمن أن يغتنم أوقات الصحة وسلامة البدن من العلل ، وذلك بفعل الخير والإكثار من الطاعات ، قبل أن يحول بينه وبينها السُّقْمُ ، فيعجز عن الصيام والقيام وسائر الأعمال ، إذا اعتراه مرض أو علة أو كِبَرٌ .
الوصية الثالثة : « وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ » والمعنى : أنه ينبغي للمؤمن أن يغتنم زمن الحياة وساعات العمر بتقديم الزاد ، ولا يفرط حتى يدركه الموت ، ويحول بينه وبين الأعمال الصالحة .
ثالثاً : اغتنام خمس قبل خمس
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِرَجُلٍ : " اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : حَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَشَبَابَكَ قَبْلَ هَرِمِكَ ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ أخرجه الحاكم وصححه وصححه الألباني .

-----------------------

مناقشة ( 1)
س 1 : حديث كن في الدنيا كأنك غريب
ما الذي يضاده من خلال تجاربك ومشاهدتك في الحياة
س 2 : نوال لها خمس صديقات .
جميع الخمس على قيد الحياة .
نوال تعيش بصحة وعافية
وأسماء امرأة ثرية
وسعاد تخرجت من الجامعة ولم تجد وظيفة .
وجهت له توجيه نبوي من خلال حديث اغتنم خمسا قبل خمس فماهو التوجيه مع التوضيح
وماهو توجيهك لمن حولك لمن يتمتع بصحة ولديه خدم في البيوت ومن كان في سن الشباب .



دورة أفضل أيام الدنيا

دورة أفضل أيام الدنيا :اليوم الأول
الحكمة من مواسم الخيرات..



اليوم 3  اﻻعمال التي يقرب بها الى الله
http://fatimh-aljared.com/vb/viewtopic.php?f=139&t=8505

---------------
طريقة العمل بالبطاقات
http://fatimh-aljared.com/vb/viewtopic.php?f=139&t=7840
بطاقات الجولة اﻷولى 

الحكمة من مواسم الخيرات..
http://fatimh-aljared.com/vb/viewtopic.php?f=139&t=8504

بطاقات الجولة 2  يوم عرفة


بطاقات الجولة 3
اﻻعمال التي يقرب بها الى الله

الثلاثاء، 21 أكتوبر 2014

الأجوبةالنموذجية لدورة اﻻستعداد لشهر الله المحرم ج2

الأجوبةالنموذجية لدورة اﻻستعداد لشهر الله المحرم ج2
==================================
الأعمال التي تشرع في شهر الله المحرم-ج-5 - 
http://fatimh-aljared.com/home/news.php?action=view&id=274
= = = = = = = = = = = =
مناقشة (5)
 س 1 : هل تعظيم هذا الشهر في تعظيم المحرمات فقط ؟
ج/.  لا بل. بفعل الطاعات كذلك
أولاً : تعظيم حرمة هذا الشهر لأنه من الأشهر الحرم وعدم القتال فيه وعدم ظلم النفس 
ثانيا : الحرص على الأعمال الصالحة لان المعاصي والأعمال الصالحة يضاعف جزاؤها . 
كما مر في قول ابن عباس : فجعلهن حرما، وعظم حرمتهن وجعل الذنب فيهن أعظم والعمل الصالح والأجر أعظم
س 2 : بماذا يفتتح العام ولماذا ؟ وهل يتم الإ‌علا‌م بذلك كما يفعل بعض الناس ؟
ج/. افتتاح هذا العام بالتوبة والتسامح . 
قال ابنالمبارك: من ختم نهاره بذكر الله، كتب نهاره كله ذكرا. يشير بذلك إلى أن الأعمالبالخواتيم، فإذا كان البداءة والختام ذكرا فهو أولى أن يكون في حكم الذكر شاملاللجميع، ويتعين افتتاح العام بتوبة نصوح تمحو ما سلف من الذنوب السالفة في الأيامالخالية لطائف المعارف ص 59
س 3 : لماذا كان صيام الشهر افضل الصيام بعد رمضان ؟ .
ج/. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ. " صحيح مسلم . 
قال العلماء : فلمَّا كان هذا الشهر مختصَّاً بإضافته إلى الله تعالى، وكان الصِّيام من بين الأعمال مضافاً إلى الله تعالى؛ فإنَّه له من بين الأعمال، ناسب أن يختصَّ هذا الشهر المضاف إلى الله بالعمل المضاف إليه، المختصِّ بهِ، وهو الصِّيام. 
قال ابن قاسم: "أي أفضل شهر تطوع به كاملاً بعد شهر رمضان شهر الله المحرم؛ لأن بعض التطوع قد يكون أفضل من أيامه كعرفة وعشر ذي الحجة، فالتطوع المطلق أفضله المحرم، كما أن أفضل الصلاة بعد المكتوبة
س 4 : كيف يتم الجمع بين الحديث أن صيام هذا الشهر أفضل الصيام بعد رمضان وحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم شعبان ورد روايات منها ماقالت انه يصوم شعبان كله ومنها ماقالت يصوم أكثره ؟ 
ج/
فالجواب: لعله لم يعلم فضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه، أو لعله كان يعرض فيه أعذار تمنع من إكثار الصوم فيه، كسفر ومرض وغيرهما" ا. ه. 
قال القاري: الظاهر أن المراد جميع شهرالمحرم. ولكن قد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يصم شهراً كاملاً قط غيررمضان،قالت عائشة رضي الله عنها وَمَا رَأَيْتُهُ صَامَ شَهْرًا كَامِلا مُنْذُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ إِلا أَنْ يَكُونَ رَمَضَانَ. صحيح مسلم 
فيحمل هذا الحديث على الترغيب في الإكثار من الصيام في شهر محرم لا صومهكله. وقد ثبت إكثار النبي -صلى الله عليه وسلم- من الصوم في شعبان، ولعل لم يوحإليه بفضل المحرم إلا في آخر الحياة قبل التمكن من صومه ......
شرح النوويعلى صحيح مسلم
وصيام محرم ثبت في قوله صلى الله عليه وسلم أما صوم شعبان ثبت من فعله عليه السلام. فهل يقدم قوله أو فعله ؟
قال العلماء وهذا من مباحث الأصول ؛ والأظهر تقديم قوله على فعله لأن قوله تشريع للأمة وفعله قد يرد عليه ما يرد من الخصوصية ونحو ذلك فصوم شهر الله المحرم أفضل على
س 5 : عددي الا‌عمال التي تشرع في محرم؟
ج/
أولاً : تعظيم حرمة هذا الشهر لأنه من الأشهر الحرم وعدم القتال فيه وعدم ظلم النفس 
ثانيا : الحرص على الأعمال الصالحة لان المعاصي والأعمال الصالحة يضاعف جزاؤها
ثالثا : صيام الشهر
رابعا: صيام يوم عاشواء
------
فضل الصيام عامة -ج-6 -
- http://fatimh-aljared.com/home/news.php?action=view&id=275
= = = = = = = = = = = =
مناقشة (6)
 
س 1 : ما المراد بقوله 
أ : ( الصوم لي ) 
ج أ / ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله من كلام أهل العلم عشرة أوجه في بيان معنى الحديث وسبب اختصاص الصوم بهذا الفضل ، وأهم هذه الأوجه ما يلي :
1- أن المراد بقوله الصوم لي ان الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره ، قال القرطبي : لما كانت الأعمال يدخلها الرياء ، والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله فأضافه الله إلى نفسه ولهذا قال في الحديث : (يدع شهوته من أجلي) . وقال ابن الجوزي : جميع العبادات تظهر بفعلها وقلّ أن يسلم ما يظهر من شوبٍ ( يعني قد يخالطه شيء من الرياء ) بخلاف الصوم .
ب : ( وأنا أجزي به )
ج ب/ أن المراد بقوله : ( وأنا أجزي به ) أني أنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته . قال القرطبي : معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير . ويشهد لهذا رواية مسلم (1151) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ) أي أجازي عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره ، وهذا كقوله تعالى : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّـابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر/10 . .
س 2 : الصيام يقى من أمور ماهي .؟
ج /٢ الصوم وقاية من النار ومن المعاصي
كما في تكملة الحديث السابق :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ ،
أى وقاية وسترة من المعاصى؛لأنه يكسر الشهوة ويضعفها،وقيل من النار لأنه إمساك عن الشهوات والنار محفوفة بالشهوات ،
ويؤيد هذا التفسير قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،: الصِّيَامُ جُنَّةٌ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ "صحيح سنن النسائي
وفي رواية : " الصِّيَامُ جُنَّةٌ ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ " صحيح االترغيب
س 3 : ماهما الفرحتان اللتان يفرحهما الصائم ؟ 
ج ٣/ للصائم فرحتان ؛ فرحة حين يفطر وفرحة حين يلقى ربه ، كما في تكملة الحديث السابق :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ : فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ ،
س 4 : مانوع الصيام والقرآن اللذان يشفعان لصاحبهما . ؟
ج٤ / المقصود أن الصيام يشفع لمن أتقنه وصامه، والقرآن كذلك يشفع لمن أحل حلاله وحرم حرامه واستقام على تعليمه.
وقال الملا علي قاري: " وهذا دليل على عظمتهما  وقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ " ، قَالَ : " فَيُشَفَّعَانِ ") حديث حسن
س 5 : لماذا خص الصائم أنه دعوته لا‌ ترد ؟
ج ٥/ دعاء الصائم عند فطره لا يرد لأن الصائم، منكسر القلب ، ضعيف النفس ذلَّ جموحه ، وانكسر طموحه، اقترب من ربه ، وأطاع مولاه ، ترك الطعام والشراب خيفةً من الملك الوهاب، كفَّ عن الشهوات طاعة لرب الأرض والسماوات فقد قال صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ للصائِمِ عند فطْرِه دعوةً ما تُرَدُّ». قال في الزوائد: إسنادُه صحيح وايضا 
قال صلى الله عليه وسلّم: ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ .... ) صحيح أو حسن
س6 : لماذا خص الجهاد في أن صيام يوم فيه يكون سببا في مباعدة الصائم عن النار سبعين خريفا ؟
ج ٦/  الصيام سبب في إبعاد العبد من النار
عَنْ أَبي سعيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ :« مَا مَنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْماً في سَبِيلِ اللهِ تَعَالى إِلَّا بَاعَدَ اللهُ بِذلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً » . متفق عليه
قال ابن دقيق العيد : قَوْلُهُ " فِي سَبِيلِ اللَّهِ " الْعُرْفُ الأَكْثَرُ فِيهِ : اسْتِعْمَالُهُ فِي الْجِهَادِ ، فَإِذَا حُمِلَ عَلَيْهِ : كَانَتْ الْفَضِيلَةُ لاجْتِمَاعِ الْعِبَادَتَيْنِ - أَعْنِي عِبَادَةَ الصَّوْمِ وَالْجِهَادِ .
وقال النووي : فيه فضيلة الصيام في سبيل الله ، وهو محمول على مَن لا يتضرر به ، ولا يُفوِّت به حقا ، ولا يَخْتَلّ به قتاله ولا غيره مِن مُهمات غَزْوِه . اهـ .
قال المهلب : هذا الحديث يدل أن الصيام في سائر أعمال البر أفضل إلاّ أن يخشى الصائم ضعفًا عند اللقاء ؛ لأنه قد ثبت عن الرسول أنه قال لأصحابه في بعض المغازي حين قَرب مِن الملاقاة بأيام يسيرة : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ النَّاسَ بِالْفِطْرِ عَامَ الْفَتْحِ ، وَقَالَ : " تَقَوَّوْا لِعَدُوِّكُمْ " , وَصَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .) صحيح أبي داود .
فأمرهم بالإفطار ؛ لأن نفس الصائم ضعيفة ، وقد جَبَل الله الأجسام على أنها لا قِوام لها إلاَّ بالغذاء .
وفي معنى المباعدة : قال النووي : معناه المباعدة عن النار والمعافاة منها .
س 7 : ما المقصود بالخريف في قوله سبعين خريفا . 
ج ٧/ والمقصود بالخريف السنة ، والمراد سبعين سنة . اهـ .
ومُقتضى ذلك : الأمن مِن سَماع حسيسها ، والنجاة منها ومِن دُخولها
س 8 :ما المقصود بالصائمين الذين يدخلون من باب الريان . ؟
ج٨ / أي المكثرون الصيام كالعادل والظالم يقال لمن يعتاد ذلك لا لمن يفعل ذلك مرة والظاهر أن الإكثار لا يحصل بصوم رمضان وحده بل بأن يزيد عليه ما جاء فيه أنه صيام الدهر والله تعالى اعلم بحقيقة وقد
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ، يُقَالُ : أَيْنَ الصَّائِمُونَ ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ " ) متفق عليه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ : يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ , فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاةِ , وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ , وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ , وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ " . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا عَلَى أَحَدٍ مِمَّنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ , " فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ , وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ ) متفق عليه
س 9 : لما ذا سمي باب الصائمين بالريان ؟
ج٩/ قال العلماء: سمي باب الريان تنبيهاً على أن العطشان بالصوم في الهواجر سيروى وعاقبته إليه وهو مشتق من الري
قوله : لا تظمأ فيها يدل على أنه لا ظمأ في الجنة أصلا إلا أن يقال ليس المراد هناك أنه لا ظمأ أصلا بل المراد بيان دوام المشارب على الفور هناك بحيث لا يبقى الإنسان فيها ظمآن لا أنه لو لم يستعمل لم يظمأ أصلا والداخل من هذا الباب يرتفع عنه الظمأ من أصله
أو يقال معنى الحديث أن من دخل لا يظمأ من أول ما دخله والداخلون من سائر الأبواب يرتفع عنهم الظمأ من حيث استقرارهم فيها ووصولهم إلى منازلهم المعدة لهم والله أعلم
س 10 : كيف تكون المغفرة ؟
ج١٠/ المغفرة تكون : بغفران الذنوب أي بسترها وعدم المحاسبة عليها، ونُكرت المغفرة لتعظيم أمرها، فهي إذا ً مغفرة شاملة.
قال تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًاا (35) الأحزاب
س 11 : بماذاوصف الله سبحانه وتعالى الأ‌جر الذي سيوفيه المذكورين في الآ‌ية ومنهم الصائمون .؟ 
ج/بالأجر العظيم
 والأجر العظيم : وذلك في جنات النعيم مع الكرامة في موقف الحساب 
قال تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًاا (35) الأحزاب
س 12 : ما أنواع الكفارات التي ينوب الصيام فيها ؟
ج/
 ١ـ كفارة اليمين عند العجز عن الإطعام أو الكساء 
قال تعالى: ( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغْوِ فِى أَيْمَـٰنِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَـٰنَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَـٰكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـٰثَةِ أَيَّامٍ ذٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَـٰنِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَٱحْفَظُواْ أَيْمَـٰنَكُمْ كَذٰلِكَ يُبَيّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءايَـٰتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( 89) المائدة 
2 ـ كفارة القتل لمن لم يجد الدية أو العتق 
قال تعالى في كفارة القتل : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مّنَ ٱللَّهِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً( 92) النساء 
قال ابن كثير: "أي هذه توبة القاتل خطأ إذا لم يجد العتق صام شهرين متتابعين"( 
3 ـ كفارة الظهار لمن يجد اعتاق رقبة 
قال تعالى ( وَٱلَّذِينَ يُظَـاهِرُونَ مِن نّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا( 4) المجادلة . 
قال ابن جرير: "يقول تعالى ذكره فمن لم يجد منكم ممن ظاهر من امرأته رقبة يحررها فعليه صيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسّا"( 
4 ـ كفارة الوقاع في نهار رمضان لمن لم يجد إعتاق رقبة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا ، فَقَالَ : " هَلَكْتُ ، قَالَ : وَمَا أَهْلَكَكَ ؟ ، قَالَ : وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، قَالَ : " عِنْدَكَ مَا تَعْتِقُ رَقَبَةً " ، قَالَ : لَا . قَالَ : " هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ " ، قَالَ : لَا . قَالَ : " فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا " ، قَالَ : لَا . قَالَ : " اجْلِسْ " ، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ ، قَالَ : " خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ عَلَى الْمَسَاكِينِ " قَالَ : عَلَى أَفْقَرَ مِنَّا فَمَا بَيْنَ لَاهَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنَّا ، قَالَ : فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، قَالَ : " خَذْهُ وَاذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ عِيَالَكَ ) متفق عليه
س 13 : متى ينوب الصيام في كل كفارة . ؟
-١ـ في كفارة اليمين عند العجز عن الإطعام أو الكساء 
2 ـ قي كفارة القتل لمن لم يجد الدية أو العتق
3 ـفي كفارة الظهار لمن يجد اعتاق رقبة
4ـ في كفارة الوقاع في نهار رمضان لمن لم يجد إعتاق رقبة
----
التعريف بيوم عاشوراء وفضلله وفضل صيامه ومراحله ومراتبه-ج-7 -
http://fatimh-aljared.com/home/news.php?action=view&id=276
= = = = = = = = = = = =
مناقشة (7)
 
س 1 : ماهو عاشوراء . 
ج:
قال النووي رحمه اللَّه : " عاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان ، هذا هو المشهور في كتب اللغة، قال أصحابنا هو اليوم العاشر من المحرم، وتاسوعاء هو التاسع منه، وبه قال جمهور العلماء... وهو ظاهر الأحاديث، ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة" اهـ. المجموع (6/383). 
وقال ابن المنير: " الأكثر على أن عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر اللَّه المحرم، وهو مقتضى الاشتقاق والتسمية" الفتح (4/245
س 2 : ما المقصود بقول ابن عباس أصبح يوم التاسع صائما عندما سأله سائل عن عاشوراء؟ 
ج:
أجاب ابن القيم رحمه اللَّه في "الزاد" (2/75) عن ذلك بقوله: "من تأمل مجموع روايات ابن عباس، تبين له زوال الإشكال، وسعة علم ابن عباس، فإنه لم يجعل عاشوراء هو اليوم التاسع، بل قال للسائل: صم اليوم التاسع، واكتفى بمعرفة السائل أن يوم عاشوراء هو اليوم العاشر الذي يعده الناس كلهم يوم عاشوراء، فأرشد السائل إلى صيام التاسع معه، وأخبر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يصومه
س 3 : حددي فضائل محرم في كل من 
ج:
• آدم عليه السلا‌م 
: أنه يوم تاب الله فيه على آدم عليه السلام 
فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: هذا اليوم الذي تيب فيه على آدم.) حديث حسن 
وسأل رجل ابن عمر -رضي الله عنه- عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: المحرم شهر الله الأصم، فيه يوم تيب فيه على آدم، فان استطعت إلا يمر بك إلا وأنت صائم فافعل. 
• بعض العباد
أن يوم عاشوراء يوم تاب الله عز وجل فيه على بعض عباده
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فَإِنَّهُ شَهْرُ اللَّهِ فِيهِ يَوْمٌ تَابَ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ وَيَتُوبُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ آخَرِينَ )( اختلف العلماء في الحكم على الحديث فمنهم من حسنه ومنهم من
• قريش 
أنه يوما كانت تصومه قريش في الجاهلية 
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : " كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ هُوَ الْفَرِيضَةَ ، وَتُرِكَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ ، ) صححه البخاري 
فالحديث دليل على أن أهل الجاهلية كانوا يعرفون يوم عاشوراء، وأنه يوم مشهور عندهم، وأنهم كانوا يصومونه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه ـ أيضًا ـ، 
وكانوا يسترون الكعبة فيه
• الأ‌ديان قبل الإ‌سلا‌م 
 
قال الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ: «حديث عائشة رضي الله عنها يدل على أن صوم هذا اليوم كان عندهم معلوم المشروعية والقدر، ولعلهم كانوا يستندون في صومه إلى أنه من شريعة إبراهيم وإسماعيل ـ صلوات الله وسلامه عليهما ـ فإنهم كانوا ينتسبون إليهما، ويستندون في كثير من أحكام الحج وغيره إليهما...» المفهم شرح مسلم
س 4 : ماهي مراحل صيامه قبل الإ‌سلا‌م وبعده 
ج:
١ ـ إن من الأنبياء -عليهم صلاة الله وسلامه- من صام يوم عاشوراء لشرفه ومكانته: 
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ( متفقه عليه 
وفي رواية: " فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ " .وفي رواية أخرى: " وَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ ." .صحيح مسلم 
2 ـ أنه يوما كانت تصومه قريش في الجاهلية 
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : " كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ
3-، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ هُوَ الْفَرِيضَةَ ، وَتُرِكَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ ، ) صححه البخاري 
س 5 : وضحي منهج الرسول صلى الله عليه وسلم تجاه عاشوراء 
ج:
أ ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- كان يتوخى صيامه ويتحرى فضله ويطلب أجره .. 
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ : " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ صَامَ يَوْمًا قَطُّ يَطْلُبُ فَضْلَهُ عَلَى سَائِرِ الأَيَّامِ إلَا يَوْمَ عَاشُورَاءَ " . متفق عليه 
ومعنى " يتحرى " أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه. ( فتح الباري: (4/292) ).
ب- عَنْ أَبِي مُوسَى كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ تَتَّخِذُهُ عِيدًا فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صُومُوهُ أَنْتُمْ ) صحيح مسلم
ج : أمره صلى الله عليه وسلم بصيامه 
عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ ، قَالَتْ : أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيحَةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ الَّتِي حَوْلَ الْمَدِينَةِ : " مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ " . قَالَتْ : وَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ ، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ ، وَنَذْهَبُ بِهِمْ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَلِكَ ، حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ .) متفق عليه
س 6 : متى كان الأ‌مر بصيامه ومتى كان التخيير ؟
ج/
عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَصُومَ عَاشُورَاءَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ صِيَامُ رَمَضَانَ فَلَمَّا نَزَلَ صِيَامُ رَمَضَانَ لَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا وَنَحْنُ نَفْعَلُهُ ) صحيح النسائي 
قال ابن رجب رحمه اللَّه في "اللطائف" ص106: "فهذه الأحاديث كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجدد أمر الناس بصيامه بعد فرض صيام شهر رمضان، بل تركهم على ما كانوا عليه من غير نهي عن صيامه، فإن كان أمره صلى الله عليه وسلم بصيامه قبل فرض صيام شهر رمضان للوجوب، فإنه ينبني على أن الوجوب إذا نسخ فهل يبقى الاستحباب أم لا؟ وفيه اختلاف مشهور بين العلماء، وإن كان أمره للاستحباب المؤكد فقد قيل: إنه زال التأكيد وبقي أصل الاستحباب، ولهذا قال قيس بن سعد: ونحن نفعله" . 
س 7 : مافضل صيام عاشوراء 
ج/
أن صيام عاشوراء يكفر الخطايا والذنوب لسنة كاملة إذا اجتنبت الكبائر .
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ , وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ " .) صحيح مسلم
س 8: ما وجه تفضيل صيام يوم عرفة عليه 
ج/
ال ابن حجر : وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل من صيام عاشوراء، وقد قيل في الحكمة في ذلك إن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى _عليه السلام_، ويوم عرفة منسوب إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ فلذلك كان أفضل" ا.هـ.
قال ابن القيم في بدائع الفوائد: فإن قيل لم كان عاشوراء يكفر سنة ويوم عرفة يكفر سنتين؟ قيل فيه وجهان:
أحدهما: أن يوم عرفة في شهر حرام وقبله شهر حرام وبعده شهر حرام بخلاف عاشوراء.
الثاني: أن صوم يوم عرفة من خصائص شرعنا بخلاف عاشوراء فضوعف ببركات المصطفى صلى الله عليه وسلم
قال العلماء : وفي هذا الحديث وما قبله دليل على فضل صوم يوم عاشوراء، وأنه يكفر السنة التي قبله. والمشهور عند أهل العلم أنه إنما يكفر الصغائر فقط، أما الكبائر فلابد لها من توبة. 
قال النووي رحمه الله: " يكفر كل الذنوب الصغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر
س 9 : رتبي صيام عاشوراء بوضع الرقم المناسب مع ذكر فضائل كل مرتبة 
ج/
1. صيام عاشوراء مفردا 
2. صيام تاسوعاء وعاشوراء وحادي عشر 
3. صيام تاسوعاء وعاشوراء 
صيام عاشوراء وحادي عشر
ج/١-صيام تاسوعاء وعاشوراء وحادي عشر
 لأنه جمعت أربع فضائل 
1 ـ أنه الشهر كله صيامه أفضل الصيام التطوع 
قال الشيخ ابن عثيمين : وكلّما كثر الصيام في محرم كان أفضل وأطيب 
2 ـ عندما يكون هناك شك في دخول الشهر قال الإمام أحمد : "فإن اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة أيام ، وإنما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر" . المغني (4/441)
وقد ذكر رجب في "اللطائف " ص109، أن ممن روى عنه فعل ذلك أبو إسحاق وابن سيرين، وأنهما إنما يفعلان ذلك عند الاختلاف في هلال الشهر احتياطاً.
3 ـ لمن أراد ان يجمع بين نية صيام ثلاثة أيام من كل شهر وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ : { وإن بحَسْبِك أن تصومَ مِنْ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ; فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ } . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا ) صحيح البخاري 
وقد نص الشافعي رحمه اللَّه في " الأم" على استحباب صيام ثلاثة أيام التاسع والعاشر والحادي عشر.
4 ـ مخالفة اليهود كما في أمره صلى الله عليه وسلم في الحديث الآتي 
٢- :صيام تاسوعاء وعاشوراء 
صيام عاشوراء وحادي عشر
 أن يصوم العاشر مع التاسع 
وهذه المرتبة جمعت الفضائل الثلاث : 
1 ـ فعله صلى الله عليه وسلم وذلك في قوله : " لَئِنْ عِشْتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ ، يَعْنِي يَوْمَ عَاشُورَاءَ ) صحيح مسلم 
2 : قوله أمر بصيام يوم قبله أو بعده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ ، صُومُوا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ ) ح حسن 
3. أمره بمخالفة اليهود . 
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ حِينَ صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَنَا بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ صُمْنَا يَوْمَ التَّاسِعِ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) صحيح مسلم 
4 ـ المبادرة في العمل وفيها المبادرة في العمل الصالح لأن التاسع يسبق الحادي عشر 
٣- : صيام العاشر مع الحادي عشر وهذه لها فضيلتين 
1 ـ أمره صلى الله عليه وسلم بصيام يوم قبله أوبعده كما سبق 
3 ـ مخالفة اليهود كما سبق 
وهذه المرتبة تتساوى مع الثانية بالتخيير وتزود عنها الأولى بفعله والمبادرة 
٤- : صيام عاشورا منفردا 
وأما إفراد العاشر وحده بالصوم، فقد صرح الحنفية بكراهته. الموسوعة الفقهية (28/90). 
قال شيخ الإسلام رحمه اللَّه : " ومقتضى كلام أحمد : أنه يكره الاقتصار على العاشر؛ لأنه سئل عنه فأفتى بصوم اليومين وأمر بذلك، وجعل هذا هو السنة لمن أراد صوم عاشوراء، واتبع في ذلك حديث ابن عباس، وابن عباس كان يكره إفراد العاشر على ما هو مشهور عنه" . اقتضاء الصراط المستقيم (1/420). 
حكم إفراد عاشوراء بالصيام ؟ 
قال شيخ الإسلام : صيام يوم عاشوراء كفّارة سنة ولا يكره إفراده بالصوم .. ( الفتاوى الكبرى ج5 . 
وفي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي: وعاشوراء لا بأس بإفراده… ( ج3 باب صوم التطوع ) 
الشيخ محمد صالح المُنجد حفظه الله
----
عاشوراء والهجرة النبوية من أيام الله تعالى -ج-8 - 
= = = = = = = = = = = =
 س 1 : ما هي الآ‌ية التي أشارت إلى نصرة موسى عليه وسلم فكان فيها يوم عاشوراء مفهوما لا‌ تصريحا ؟
ج/. 
 قال تعالى : 
() وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) سورة إبراهيم . 
 المجموعة الاولى الأوائل. ٨
س 2 : ما هي الآ‌ية التي أشارت إلى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم فتضمنت التاريخ الهجري مضمونا لا‌ تصريحا.؟
ج/
لقد خلّد القرآن الكريم الهجرة النبوية واصفاً إياها بالنصر لرسوله : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا (40) التوبة ، وهذا شبيه ما جرى لموسى عليه السلام ، إذ كان البحر من أمامهم وفرعون بجنوده من ورائهم ، فأسقط في أيدي قومه وأيقنوا أنهم مدركون ، فرد عليهم موسى بكل ثقة وإيمان : (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) الشعراء ، وقد كان