الثلاثاء، 27 أكتوبر 2015

المحور الخامس من دورة الاستعداد لشهر الله المحرم ج 2 التعريف بيوم عاشوراء وفضلله وفضل صيامه ومراحله ومراتبه-ج-7


التعريف بيوم عاشوراء وفضله وفضل صيامه ومراحله ومراتبه
التعريف بيوم عاشوراء

قال النووي رحمه اللَّه : " عاشوراء وتاسوعاء اسمان ممدودان ، هذا هو المشهور في كتب اللغة، قال أصحابنا هو اليوم العاشر من المحرم، وتاسوعاء هو التاسع منه، وبه قال جمهور العلماء... وهو ظاهر الأحاديث، ومقتضى إطلاق اللفظ، وهو المعروف عند أهل اللغة" اهـ. المجموع (6/383).
وقال ابن المنير: " الأكثر على أن عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر اللَّه المحرم، وهو مقتضى الاشتقاق والتسمية" الفتح (4/245).


ما المقصود بقول ابن عباس أصبح يوم التاسع صائما عندما سأله سائل عن عاشوراء
عن الحكم بن الأعرج قال: انتهيت إلى ابن عباس رضي اللَّه عنهما، وهو متوسِّد رداءه عند زمزم، فقلت له: أخبرني عن صوم عاشوراء، فقال: "إذا رأيت هلال المحرم فاعدد، وأصبح يوم التاسع صائماً، قلت: هكذا كان رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يصومه؟ قال: نعم" . ) صحيح مسلم


أجاب ابن القيم رحمه اللَّه في "الزاد" (2/75) عن ذلك بقوله: "من تأمل مجموع روايات ابن عباس، تبين له زوال الإشكال، وسعة علم ابن عباس، فإنه لم يجعل عاشوراء هو اليوم التاسع، بل قال للسائل: صم اليوم التاسع، واكتفى بمعرفة السائل أن يوم عاشوراء هو اليوم العاشر الذي يعده الناس كلهم يوم عاشوراء، فأرشد السائل إلى صيام التاسع معه، وأخبر أن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم كان يصومه كذلك
.


فضل يوم عاشوراء
أولاً : أنه يوم تاب الله فيه على آدم عليه السلام
فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: هذا اليوم الذي تيب فيه على آدم.) حديث حسن
وسأل رجل ابن عمر -رضي الله عنه- عن صيام يوم عاشوراء؟ فقال: المحرم شهر الله الأصم، فيه يوم تيب فيه على آدم، فان استطعت إلا يمر بك إلا وأنت صائم فافعل.
ثانياً : أن يوم عاشوراء يوم تاب الله عز وجل فيه على بعض عباده
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فَإِنَّهُ شَهْرُ اللَّهِ فِيهِ يَوْمٌ تَابَ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ وَيَتُوبُ فِيهِ عَلَى قَوْمٍ آخَرِينَ )( اختلف العلماء في الحكم على الحديث فمنهم من حسنه ومنهم من ضعفه
ثالثا : أنه يوم تكسى فيه الكعبة
كما في حديث عائشة ـ أيضًا ـ رضي الله عنها، قالت: « كَانُوا يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضَانُ ، وَكَانَ يَوْمًا تُسْتَرُ فِيهِ الْكَعْبَةُ ... الحديث» صحيح
مناقشة ( 1)
س 1 : ماهو عاشوراء .
س 2 : ما المقصود بقول ابن عباس أصبح يوم التاسع صائما عندما سأله سائل عن عاشوراء ؟
س 3 : حددي فضائل محرم في كل من
• آدم عليه السلام
• بعض العباد
• قريش
• الأديان قبل الإسلام






رابعاً : أن صيامه كان قبل الإسلام وبعده
1 ـ إن من الأنبياء -عليهم صلاة الله وسلامه- من صام يوم عاشوراء لشرفه ومكانته:
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ فَوَجَدَ الْيَهُودَ صِيَامًا يَوْمَ عَاشُورَاءَ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي تَصُومُونَهُ فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ أَنْجَى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَقَوْمَهُ وَغَرَّقَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَحْنُ أَحَقُّ وَأَوْلَى بِمُوسَى مِنْكُمْ فَصَامَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ ( متفقه عليه
وفي رواية: " فَصَامَهُ مُوسَى شُكْرًا فَنَحْنُ نَصُومُهُ " .وفي رواية أخرى: " وَنَحْنُ نَصُومُهُ تَعْظِيمًا لَهُ ." .صحيح مسلم
2 ـ أنه يوما كانت تصومه قريش في الجاهلية
عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : " كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تَصُومُهُ قُرَيْشٌ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُهُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ صَامَهُ وَأَمَرَ النَّاسَ بِصِيَامِهِ ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ كَانَ هُوَ الْفَرِيضَةَ ، وَتُرِكَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ ، فَمَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ تَرَكَهُ ، ) صححه البخاري
فالحديث دليل على أن أهل الجاهلية كانوا يعرفون يوم عاشوراء، وأنه يوم مشهور عندهم، وأنهم كانوا يصومونه، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصومه ـ أيضًا ـ، واستمر على صيامه قبل الهجرة، ولم يأمر الناس بصيامه، وهذا يدل على قدسية هذا اليوم وعظيم منزلته عند العرب في الجاهلية قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، ولهذا كانوا يسترون فيه الكعبة، كما سيأتي
قال الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ: «حديث عائشة رضي الله عنها يدل على أن صوم هذا اليوم كان عندهم معلوم المشروعية والقدر، ولعلهم كانوا يستندون في صومه إلى أنه من شريعة إبراهيم وإسماعيل ـ صلوات الله وسلامه عليهما ـ فإنهم كانوا ينتسبون إليهما، ويستندون في كثير من أحكام الحج وغيره إليهما...» المفهم شرح مسلم .
3 ـ صيامه صلى الله عليه وسلم والأمر بصيامه فكان منهجه في عاشوراء
أ ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم- كان يتوخى صيامه ويتحرى فضله ويطلب أجره ..
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ : " مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ صَامَ يَوْمًا قَطُّ يَطْلُبُ فَضْلَهُ عَلَى سَائِرِ الأَيَّامِ إلَا يَوْمَ عَاشُورَاءَ " . متفق عليه
وفي رواية : مَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَحَرَّى صِيَامَ يَوْمٍ فَضَّلَهُ عَلَى غَيْرِهِ إِلا هَذَا الْيَوْمَ، يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَهَذَا الشَّهْرَ، يَعْنِي: شَهْرَ رَمَضَانَ ) صحيح البخاري
ومعنى " يتحرى " أي يقصد صومه لتحصيل ثوابه والرغبة فيه. ( فتح الباري: (4/292) ).
عَنْ أَبِي مُوسَى كَانَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ يَوْمًا تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ تَتَّخِذُهُ عِيدًا فقال رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " صُومُوهُ أَنْتُمْ ) صحيح مسلم
عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : إِنَّ يَوْمَ عَاشُورَاءَ يَوْمٌ يَصُومُهُ أَهْلُ خَيْبَرَ وَتَلْبَسُ فِيهِ نِسَاؤُهُمْ حُلِيَّهُمْ وَشَارَتَهُمْ فَسُئِلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ ، فَقَالَ : " صُومُوهُ ") صحيح مسلم
قال النووي: " الشارة بالشين المعجمة بلا همز، وهي الهيئة الحسنة والجمال، أي يلبسونهم لباسهم الحسن الجميل" .شرح مسلم (8/10).
وقال ابن الأثير: " الشارة: الرواءُ والمنظر الحسن والزينة". جامع الأصول (6/308).
ج : أمره صلى الله عليه وسلم بصيامه
عَنِ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذِ بْنِ عَفْرَاءَ ، قَالَتْ : أَرْسَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَبِيحَةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الأَنْصَارِ الَّتِي حَوْلَ الْمَدِينَةِ : " مَنْ كَانَ أَصْبَحَ صَائِمًا فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ ، وَمَنْ كَانَ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ " . قَالَتْ : وَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدَ ذَلِكَ ، وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا الصِّغَارَ ، وَنَجْعَلُ لَهُمُ اللُّعْبَةَ مِنَ الْعِهْنِ ، وَنَذْهَبُ بِهِمْ إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَلِكَ ، حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الإِفْطَارِ .) متفق عليه
عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلًا مِنْ أَسْلَمَ أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاسِ أَنَّ مَنْ كَانَ أَكَلَ فَلْيَصُمْ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ لَمْ يَكُنْ أَكَلَ فَلْيَصُمْ فَإِنَّ الْيَوْمَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ ) صحيح البخاري
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَيْفِيٍّ قَالَ ( قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ أَمِنْكُمْ أَحَدٌ أَكَلَ الْيَوْمَ فَقَالُوا مِنَّا مَنْ صَامَ وَمِنَّا مَنْ لَمْ يَصُمْ قَالَ فَأَتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِكُمْ وَابْعَثُوا إِلَى أَهْلِ الْعَرُوضِ فَلْيُتِمُّوا بَقِيَّةَ يَوْمِهِمْ ) صححه البوصيري
ب : حثه صلى الله عليه وسلم الصحابة عليه وتعاهده
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " يَأْمُرُنَا بِصِيَامِ عَاشُورَاءَ ، وَيَحُثُّنَا عَلَيْهِ ، وَيَتَعَاهَدُنَا عِنْدَهُ ، فَلَمَّا فُرِضَ رَمَضَانُ لَمْ يَأْمُرْنَا بِهِ ، وَلَمْ يَنْهَنَا عَنْهُ ، وَلَمْ يَتَعَاهَدْنَا عِنْدَهُ " .) صحيح مسلم
4 ـ التخيير بين الصيام والترك
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ دَخَلَ عَلَيْهِ الْأَشْعَثُ وَهْوَ يَطْعَمُ فَقَالَ الْيَوْمُ عَاشُورَاءُ فَقَالَ كَانَ يُصَامُ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ رَمَضَانُ فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ تُرِكَ فَادْنُ فَكُلْ) متفق عليه
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ كَانَ عَاشُورَاءُ يَصُومُهُ أَهْلُ الْجَاهِلِيَّةِ فَلَمَّا نَزَلَ رَمَضَانُ قَالَ مَنْ شَاءَ صَامَهُ وَمَنْ شَاءَ لَمْ يَصُمْهُ ) متفق عليه واللفظ لمسلم
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانُوا يَصُومُونَ عَاشُورَاءَ قَبْلَ أَنْ يُفْرَضَ رَمَضَانُ وَكَانَ يَوْمًا تُسْتَرُ فِيهِ الْكَعْبَةُ فَلَمَّا فَرَضَ اللَّهُ رَمَضَانَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ شَاءَ أَنْ يَصُومَهُ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَتْرُكَهُ فَلْيَتْرُكْهُ ) صحيح البخاري
عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّهُ سَمِعَ مُعَاوِيَةَ عَامَ حَجَّ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ يَقُولُ يَا أَهْلَ الْمَدِينَةِ أَيْنَ عُلَمَاؤُكُمْ ؟ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ يَقُولُ لِهَذَا الْيَوْمِ { هَذَا يَوْمُ عَاشُورَاءَ وَلَمْ يَكْتُبْ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ وَأَنَا صَائِمٌ فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ فَلْيَصُمْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيُفْطِرْ ) صحيح مسلم
عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ أَمَرَنَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَصُومَ عَاشُورَاءَ قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ صِيَامُ رَمَضَانَ فَلَمَّا نَزَلَ صِيَامُ رَمَضَانَ لَمْ يَأْمُرْنَا وَلَمْ يَنْهَنَا وَنَحْنُ نَفْعَلُهُ ) صحيح النسائي
قال ابن رجب رحمه اللَّه في "اللطائف" ص106: "فهذه الأحاديث كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يجدد أمر الناس بصيامه بعد فرض صيام شهر رمضان، بل تركهم على ما كانوا عليه من غير نهي عن صيامه، فإن كان أمره صلى الله عليه وسلم بصيامه قبل فرض صيام شهر رمضان للوجوب، فإنه ينبني على أن الوجوب إذا نسخ فهل يبقى الاستحباب أم لا؟ وفيه اختلاف مشهور بين العلماء، وإن كان أمره للاستحباب المؤكد فقد قيل: إنه زال التأكيد وبقي أصل الاستحباب، ولهذا قال قيس بن سعد: ونحن نفعله" .
وقال ابن حجر في الفتح (4/247): "ويؤخذ من مجموع الأحاديث أنه كان واجباً لثبوت الأمر بصومه، ثم تأكد الأمر بذلك، ثم زيادة التأكيد بالنداء العام، ثم زيادته بأمر من أكل بالإمساك، ثم زيادته بأمر الأمهات أن لا يرضعن فيه الأطفال، وبقول ابن مسعود الثابت في مسلم: " لما فرض رمضان ترك عاشوراء"، مع العلم بأنه ما ترك استحبابه، بل هو باق، فدل على أن المتروك وجوبه" اهـ.
مناقشة ( 2)
س 2 : ماهي مراحل صيامه قبل الإسلام وبعده
س 3 : وضحي منهج الرسول صلى الله عليه وسلم تجاه عاشوراء
س 4 : متى كان الأمر بصيامه ومتى كان التخيير ؟


خامساً : فضل صيامه
أن صيام عاشوراء يكفر الخطايا والذنوب لسنة كاملة إذا اجتنبت الكبائر .
عَنْ أَبِي قَتَادَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ , وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ " .) صحيح مسلم
قال ابن حجر : وظاهره أن صيام يوم عرفة أفضل من صيام عاشوراء، وقد قيل في الحكمة في ذلك إن يوم عاشوراء منسوب إلى موسى _عليه السلام_، ويوم عرفة منسوب إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ فلذلك كان أفضل" ا.هـ.
قال ابن القيم في بدائع الفوائد: فإن قيل لم كان عاشوراء يكفر سنة ويوم عرفة يكفر سنتين؟ قيل فيه وجهان:
أحدهما: أن يوم عرفة في شهر حرام وقبله شهر حرام وبعده شهر حرام بخلاف عاشوراء.
الثاني: أن صوم يوم عرفة من خصائص شرعنا بخلاف عاشوراء فضوعف ببركات المصطفى صلى الله عليه وسلم
قال العلماء : وفي هذا الحديث وما قبله دليل على فضل صوم يوم عاشوراء، وأنه يكفر السنة التي قبله. والمشهور عند أهل العلم أنه إنما يكفر الصغائر فقط، أما الكبائر فلابد لها من توبة.
قال النووي رحمه الله: " يكفر كل الذنوب الصغائر، وتقديره يغفر ذنوبه كلها إلا الكبائر .
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " وتكفير الطهارة، والصلاة وصيام رمضان، وعرفة، وعاشوراء للصغائر فقط" . الفتاوى الكبرى (4/428).
ويدل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : الصَّلَاةُ الْخَمْسُ وَالْجُمْعَةُ إِلَى الْجُمْعَةِ كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ مَا لَمْ تُغْشَ الْكَبَائِرُ ) صحيح مسلم
كيفية صيام عاشورا
من خلال تأمل الأدلة وأقوال العلماء فإن صيامه على المراتب الآتية :
أكملها: أن يصام قبله يومٌ وبعده يوم. وهذا لأنه جمعت أربع فضائل
1 ـ أنه الشهر كله صيامه أفضل الصيام التطوع
قال الشيخ ابن عثيمين : وكلّما كثر الصيام في محرم كان أفضل وأطيب
2 ـ عندما يكون هناك شك في دخول الشهر قال الإمام أحمد : "فإن اشتبه عليه أول الشهر صام ثلاثة أيام ، وإنما يفعل ذلك ليتيقن صوم التاسع والعاشر" . المغني (4/441)
وقد ذكر رجب في "اللطائف " ص109، أن ممن روى عنه فعل ذلك أبو إسحاق وابن سيرين، وأنهما إنما يفعلان ذلك عند الاختلاف في هلال الشهر احتياطاً.
3 ـ لمن أراد ان يجمع بين نية صيام ثلاثة أيام من كل شهر وَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَهُ : { وإن بحَسْبِك أن تصومَ مِنْ الشَّهْرِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ ; فَإِنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا ، وَذَلِكَ مِثْلُ صِيَامِ الدَّهْرِ } . مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمَا ) صحيح البخاري
وقد نص الشافعي رحمه اللَّه في " الأم" على استحباب صيام ثلاثة أيام التاسع والعاشر والحادي عشر.
4 ـ مخالفة اليهود كما في أمره صلى الله عليه وسلم في الحديث الآتي
المرتبة الثانية : أن يصوم العاشر مع التاسع
وهذه المرتبة جمعت الفضائل الثلاث :
1 ـ فعله صلى الله عليه وسلم وذلك في قوله : " لَئِنْ عِشْتُ إِلَى قَابِلٍ لأَصُومَنَّ التَّاسِعَ ، يَعْنِي يَوْمَ عَاشُورَاءَ ) صحيح مسلم
2 : قوله أمر بصيام يوم قبله أو بعده قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَخَالِفُوا فِيهِ الْيَهُودَ ، صُومُوا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ يَوْمًا بَعْدَهُ ) ح حسن
3. أمره بمخالفة اليهود .
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ حِينَ صَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَنَا بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ صُمْنَا يَوْمَ التَّاسِعِ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) صحيح مسلم
4 ـ المبادرة في العمل وفيها المبادرة في العمل الصالح لأن التاسع يسبق الحادي عشر
المرتبة الثالثة : صيام العاشر مع الحادي عشر وهذه لها فضيلتين
1 ـ أمره صلى الله عليه وسلم بصيام يوم قبله أوبعده كما سبق
3 ـ مخالفة اليهود كما سبق
وهذه المرتبة تتساوى مع الثانية بالتخيير وتزود عنها الأولى بفعله والمبادرة
المرتبة الرابعة : صيام عاشورا منفردا
وأما إفراد العاشر وحده بالصوم، فقد صرح الحنفية بكراهته. الموسوعة الفقهية (28/90).
قال شيخ الإسلام رحمه اللَّه : " ومقتضى كلام أحمد : أنه يكره الاقتصار على العاشر؛ لأنه سئل عنه فأفتى بصوم اليومين وأمر بذلك، وجعل هذا هو السنة لمن أراد صوم عاشوراء، واتبع في ذلك حديث ابن عباس، وابن عباس كان يكره إفراد العاشر على ما هو مشهور عنه" . اقتضاء الصراط المستقيم (1/420).
حكم إفراد عاشوراء بالصيام ؟
قال شيخ الإسلام : صيام يوم عاشوراء كفّارة سنة ولا يكره إفراده بالصوم .. ( الفتاوى الكبرى ج5 .
وفي تحفة المحتاج لابن حجر الهيتمي: وعاشوراء لا بأس بإفراده… ( ج3 باب صوم التطوع )
الشيخ محمد صالح المُنجد حفظه الله
مناقشة ( 3 )
س 1 : مافضل صيام عاشوراء
س 2: ما وجه تفضيل صيام يوم عرفة عليه
س 3 : رتبي صيام عاشوراء بوضع الرقم المناسب مع ذكر فضائل كل مرتبة
1. صيام عاشوراء مفردا
2. صيام تاسوعاء وعاشوراء وحادي عشر
3. صيام تاسوعاء وعاشوراء
صيام عاشوراء وحادي عشر
.

الأربعاء، 21 أكتوبر 2015

روابط دورة الاستعداد لشهر الله المحرم ج3

دورة الاستعداد لشهر الله المحرم ج3 الأحكام الفقهية فيما شرع وابتدع في شهر الله المحرم ج 9 

http://dawrate23.blogspot.com/2015/10/3-9-10-11.html 



دورة الاستعداد لشهر الله المحرم ج3 أخطاء وبدع متنوعة في شهر الله المحرم-ج-10



http://dawrate23.blogspot.com/2015/10/3-10.html

 

دورة الاستعداد لشهر الله المحرم ج3 الأحاديث الضعيفة في شهر الله المحرم وما يتعلق به-ج-11

http://dawrate23.blogspot.com/2015/10/3-11.html 



 

دورة الاستعداد لشهر الله المحرم ج3 الأحاديث الضعيفة في شهر الله المحرم وما يتعلق به-ج-11

الأحاديث الضعيفة في شهر الله المحرم وما يتعلق به-ج-11

الأحاديث الضعيفة والموضوعة في صيام عاشوراء
روي عن هنيدة، عن امرأة عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
1 ـ كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة، ويوم عاشوراء، وثلاثة أيام من كل شهر ، وأول اثنين من الشهر والخميس". ))ضعيف .
2 ـ وروي عن حفصة رضي الله عنها قالت: "أربع لم يكن يدعهن رسول الله صلى الله عليه وسلم: صيام عاشوراء، والعشر ، وثلاثة أيام من كل شهر ، والركعتين قبل الغداة"رواه أحمد والنسائي .))ضعيف .
3 ـ وجاء عن حبيب بن أبي حبيب، وهو حبيب بن محمد أخبرني أبي حدثني إبراهيم الصائغ، عن ميمون بن مهران، عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم"من صام يوم عاشوراء كتب له عبادة سبعين سنة بصيامها وقيامها". وذكر الحديث .))موضوع
4 ـ وفي رواية: عن إبراهيم الصائغ عن ميمون بن مهران عن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة سبعين سنة بصيامها وقيامها من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب حاج ومعتمر ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب سبع سماوات ومن فيها من الملائكة ومن أفطر عنده مؤمن في يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن أشبع جائعا يوم عاشوراء فكأنما أطعم فقراء أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأشبع بطونهم ومن مسح على رأس يتيم في يوم عاشوراء رفعت له بكل شعرة على رأسه درجة في الجنة".))موضوع
5 ـ وفي رواية: محمد بن عبدالله بن قهزاد عن حبيب عن إبراهيم الصائغ عن ميمون بن مهران عن بن عباس رضي الله عنهما مرفوعا: "من صام عاشوراء كتب الله له عبادة سبعين سنة صيامها وقيامها وأعطي ثواب عشرة آلاف ملك وثواب سبع سماوات ومن أفطر عنده مؤمن يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد صلى الله عليه وسلم ومن أشبع جائعا في يوم عاشوراء فكأنما أطعم فقراء الأمة ومن مسح رأس يتيم يوم عاشوراء رفعت له بكل شعرة درجة في الجنة وذكر حديثا طويلا موضوعا وفيه أن الله خلق العرش يوم عاشوراء والكرسي يوم عاشوراء والقلم يوم عاشوراء وخلق الجنة يوم عاشوراء واسكن آدم الجنة يوم عاشوراء إلى أن قال وولد النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم يوم عاشوراء واستوى الله على العرش يوم عاشوراء ويوم القيامة يوم عاشوراء".)) موضوع
6 ـ وروي: "من صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك".)) موضوع
7 ـ وفي رواية عن عبدالسلام بن أحمد الأنصاري حدثنا أبو الفتح بن أبى الفوارس أنبأنا الحسن بن إسحاق بن زيد المعدل حدثنا أحمد بن محمد بن مصعب حدثنا محمد بن عبدالله بن قهزاد حدثنا حبيب بن أبى حبيب عن إبراهيم الصائغ عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة ستين سنة بصيامها وقيامها، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف ملك، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب ألف حاج ومعتمر ، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة آلاف شهيد ، ومن صام يوم عاشوراء كتب الله له أجر سبع سموات، ومن أفطر عنده مؤمن في يوم عاشوراء فكأنما أفطر عنده جميع أمة محمد، ومن أشبع جائعا في يوم عاشوراء فكأنما أطعم جميع فقراء أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأشبع بطونهم ومن مسح على رأس يتيم رفعت له بكل شعرة على رأسه في الجنة درجة، قال فقال عمر يا رسول الله لقد فضلنا الله عز وجل بيوم عاشوراء؟ قال: نعم خلق الله عز وجل يوم عاشوراء والأرض كمثله، وخلق الجبال يوم عاشوراء والنجوم كمثله وخلق القلم يوم عاشوراء واللوح كمثله، وخلق جبريل يوم عاشوراء وملائكته يوم عاشوراء، وخلق آدم يوم عاشوراء وولد إبراهيم يوم عاشوراء، ونجاه الله من النار يوم عاشوراء، وفداه الله يوم عاشوراء، وغرق فرعون يوم عاشوراء ورفع إدريس يوم عاشوراء، وولد في يوم عاشوراء، وتاب الله على آدم في يوم عاشوراء، وغفر ذنب داود في يوم عاشوراء، وأعطى الله الملك لسليمان يوم عاشوراء، وولد النبي صلى الله عليه وسلم في يوم عاشوراء، واستوى الرب عز وجل على العرش يوم عاشوراء، ويوم القيامة يوم عاشوراء".)) موضوع
8 ـ وروى أبو حفص عمر بن أحمد بن شاهين من طريق المحاربي عن عثمان ابن مطر عن عبدالغفور بن عبدالعزيز عن عبدالعزيز بن سعيد عن أبيه رضي الله تعالى عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلمقال: "إن نوحاً عليه الصلاة والسلام هبط من السفينة على الجودي في يوم عاشوراء فصام يوماً وأمر من معه بصيامه شكراً". )) ضعيف .
قال المناوي في فيض القدير : وفيه عثمان بن مطر منكر الحديث.
ويغني عن الضعيف الأحاديث الصحيحة التي مرت آنفاً في فضل صيام عاشوراء.
9 ـ صوموا يوماً قبله ويوماً بعده)) ضعيف
10 ـ من صام آخر يوم من ذي الحجة، وأول يوم من المحرم، فقد ختم السنة الماضية، وافتتح السنة المستقبلة بصوم، جعله الله كفارة خمسين سنة".
في سنده الهروي، ووهب. قال الشوكاني في الفوائد المجموعة (1/96): رواه ابن ماجه عن ابن عباس مرفوعا وفيه كذابان.
وقال ابن الجوزي في الموضوعات: الهروي هو الجويبارى، ووهب، كلاهما كذاب وضاع .
ـــــــــــ
11 ـ من صام تسعة أيام من أول محرم بنى الله له قبة في الهواء ميلاً في ميل )) موضوع .
انظر كتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/148 ( طبعة دار الكتب العلمية عام 1399هـ ) ، وكتاب الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة للإمام الشوكاني 1/281 ( طبعة المكتب الإسلامي عام 1407هـ ) ، وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للإمام السيوطي 2/108 ( طبعة دار المعرفة عام 1401هـ ) ، كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2/199 ( طبعة المكتبة السلفية عام 1386هـ ) .
ــــــــــ
12 ـ من صام يوم عاشوراء كتب الله له عبادة ستين سنة )) موضوع
انظر كتاب الأسرار المرفوعة في الأخبار الموضوعة للعلامة ملا علي القاري ص 402 ( طبعة المكتب الإسلامي عام 1406هـ ) ، وكتاب تنزيه الشريعة المرفوعة عن الأخبار الشنيعة والموضوعة للعلامة الكناني 2/149 ( طبعة دار الكتب العلمية عام 1399هـ ) ، وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للإمام السيوطي 2/108 ( طبعة دار المعرفة عام 1401هـ ) ، كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2/202 ( طبعة المكتبة السلفية عام 1386هـ ) .
ــــــــــ
ما روي في الصلاة يوم عاشوراء
1 ـ روي عن أبي هريرةرضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى يوم عاشوراء ما بين الظهر والعصر أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب مرة، وآية الكرسي عشر مرات، و قل هو الله أحد إحدى عشرة مرة، والمعوذتين خمس مرات، فإذا سلم استغفر الله سبعين مرة أعطاه الله في الفردوس قبة بيضاء فيها بيت من زمردة خضراء ، سعة ذلك البيت مثل الدنيا ثلاث مرات، وفى ذلك البيت سرير من نور ، قوائم السرير من العنبر الاشهب، على ذلك السرير ألفا فراش من الزعفران ألخ ".)) موضوع
2 ـ وروي عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أحيى ليلة عاشوراء فكأنما عبدالله تعالى بمثل عبادة أهل السموات، ومن صلى أربع ركعات، يقرأ في كل ركعة الحمد مرة، وخمسة مرة قل هو الله أحد، غفر الله له ذنوب خمسين عاما ماض، وخمسين عاما مستقبل، وبنى له في المثل الأعلى ألف ألف منبر من نور". )) ضعيف.
ما روي في صيام الصرد والوحوش عاشوراء
1 ـ عن أبي غليط، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الصرد أول طير صام عاشوراء".)) منكر
2 ـ إن الوحوش كانت تصوم يوم عاشوراء )) موضوع .
  
ما روي في البكاء على الحسين  يوم عاشوراء
1 ـ وروي: "ما من عبد يبكي يوم قتل الحسين، يعني يوم عاشوراء، إلا كان يوم القيامة مع أولي العزم من الرسل"))
موضوع
2 ـ وخرج الإمام أحمد بن حنبل في مسنده عن عبدالله بن نُجي عن أبيه أنه سار مع علي رضي الله تعالى عنه وكان صاحب مطهرته فلما حاذى نينوى وهو منطلق إلى صفين نادى علي رضي الله تعالى عنه: اصبر أبا عبدالله اصبر أبا عبدالله بشط الفرات، قلت: وما ذا؟ قال : دخلت على النبي صلى الله عليه وسلمذات يوم وعيناه تفيضان فقلت: يا نبي الله أغضبك أحد، ما شأن عينيك تفيضان؟ قال: بلى، قام من عندي جبريل قبل فحدثني: "أن الحسين يقتل بشط الفرات، قال لي: هل لك أن أشمك تربته، قلت: نعم، فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عينيّ أن فاضتا".
قال الشيخ الألباني رحمه الله في الصحيحة (3/159) حديث رقم (1171): صحيح بمجموع طرقه وإن كانت مفرداتها لا تخلو من ضعف ولكنه يسير . انظر الكتاب فيه روايات مختلفة مهمة وشرحا طويلا خلاصته : ليس في شيء من هذه الأحاديث ما يدل على قداسة كربلاء وفضل السجود على أرضها واستحباب اتخاذ قرص منها للسجود عليه عند الصلاة كما عليه الشيعة اليوم ... . الخ.
ما روي في التوسع على العيال يوم عاشوراء
1 ـ روي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله عز وجل افترض على بني إسرائيل صوم يوم في السنة يوم عاشوراء وهو اليوم العاشر من المحرم، فصوموه ووسعوا على أهليكم فيه، فإنه من وسع على أهله من ماله يوم عاشوراء وسع عليه سائر سنته، فصوموه فإنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم، وهو اليوم الذي رفع الله فيه إدريس مكانا عليا، وهو اليوم الذي نجى فيه إبراهيم من النار ، وهو اليوم الذي أخرج فيه نوحا من السفينة ، وهو اليوم الذي أنزل الله فيه التوراة على موسى، وفيه فدى الله إسماعيل من الذبح، وهو اليوم الذي أخرج الله يوسف من السجن، وهو اليوم الذي رد الله على يعقوب بصره، وهو اليوم الذي كشف الله فيه عن أيوب البلاء، وهو اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من بطن الحوت ، وهو اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبنى إسرائيل، وهو اليوم الذي غفر الله لمحمد ذنبه ما تقدم وما تأخر ، وفى هذا اليوم عبر موسى البحر ، وفى هذا اليوم أنزل الله تعالى التوبة على قوم يونس، فمن صام هذا اليوم كانت له كفارة أربعين سنة ، وأول يوم خلق الله من الدنيا يوم عاشوراء، وأول مطر نزل من السماء يوم عاشوراء، وأول رحمة نزلت يوم عاشوراء، فمن صام يوم عاشوراء فكأنما صام الدهر كله، وهو صوم الأنبياء، ومن أحيا ليلة عاشوراء فكأنما عبدالله تعالى مثل عبادة أهل السموات السبع، ومن صلى أربع ركعات يقرأ في كل ركعة الحمد مرة وخمسين مرة قل هو الله أحد غفر الله خمسين عاما ماض وخمسين عاما مستقبل وبنى له في الملا الأعلى ألف ألف منبر من نور ، ومن سقى شربة من ماء فكأنما لم يعص الله طرفة عين، ومن أشبع أهل بيت مساكين يوم عاشوراء، مر على الصراط كالبرق الخاطف، ومن تصدق بصدقة يوم عاشوراء فكأنما لم يرد سائلا قط، ومن اغتسل يوم عاشوراء لم يمرض مرضا إلا مرض الموت، ومن اكتحل يوم عاشوراء لم ترمد عينيه تلك السنة كلها، ومن أمر يده على رأس يتيم فكأنما بر يتامى ولد آدم كلهم ، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب عشرة ألف ملك، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب ألف حاج ومعتمر ، ومن صام يوم عاشوراء أعطى ثواب ألف شهيد ، ومن صام يوم عاشوراء كتب له أجر سبع سموات وفين خلق الله السموات والارضين والجبال والبحار ، وخلق العرش يوم عاشوراء، وخلق القلم يوم عاشوراء، وخلق اللوح يوم عاشوراء، وخلق جبريل يوم عاشوراء، ورفع عيسى يوم عاشوراء، وأعطى سليمان الملك يوم عاشوراء، ويوم القيامة يوم عاشوراء ، ومن عاد مريضا يوم عاشوراء فكأنما عاد مرضى ولد آدم كلهم". )) ضعيف
2 ـ وروي: "إن الله افترض على بني إسرائيل صوم يوم في السنة، وهو يوم عاشوراء، وهو اليوم العاشر من المحرم فصوموه، ووسعوا على أهليكم فإنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم إلخ". سبق تخريجه .
3 ـ من وسع على عياله يوم عاشوراء ، وسع الله عليه سائر سنته )) موضوع .
انظر كتاب الموضوعات لابن الجوزي 2/572 حديث رقم 1142 ( طبعة أضواء السلف عام 1418هـ ) ، وكتاب اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة للعلامة السيوطي 2/112 ( طبعة دار المعرفة عام 1401هـ ) ، وكتاب المنار المنيف للإمام ابن القيم ص 223 ( طبعة مكتب المطبوعات الإسلامية عام 1402هـ ) ، وكتاب مشكاة المصابيح للعلامة الألباني 1/601 حديث رقم 1926 ( طبعة المكتب الإسلامي عام 1405هـ ) .
  
ما روي في الاكتحال يوم عاشوراء
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا".
موضوع.
رواه الحاكم عن ابن عباس مرفوعا وفي إسناده جويبر ، قال الحاكم أنا أبرأ إلى الله من عهدة جويبر وقال في اللآلىء أخرجه البيهقي في الشعب وقال إسناده ضعيف بمرة ورواه ابن النجار في تاريخه من حديث أبي هريرة وفي إسناده إسماعيل ابن معمر بن قيس قال في الميزان ليس بثقة.
قال البيهقي: إسناده ضعيف بمرة فجويبر ضعيف والضحاك لم يلق ابن عباس انتهى. ومن طريق البيهقي رواه ابن الجوزي في "الموضوعات" ونقل عن الحاكم أنه قال فيه: حديث موضوع وضعه قتلة الحسين رضي الله عنه انتهى. وجويبر قال فيه ابن معين: ليس بشيء، وقال أحمد: متروك وأما إن الضحاك لم يلق ابن عباس فروى ابن أبي شيبة في "مصنفه" حدثنا أبو داود عن شعبة قال: أخبرني مشاش قال: سألت الضحاك هل رأيت ابن عباس؟ فقال: لا انتهى. نصب الراية (2/313).
وقال ابن رجب في لطائف المعارف كل ما روى في فضل الاكتحال والاختضاب والاغتسال فيه موضوع لم يصح.كشف الخفاء (2/1407).
وهو في ضعيف الجامع برقم (5467)، والضعيفة برقم (624).
مناقشة ( 1)
س 1 : اكتبي مختصرا للاحاديث الضعيفة في يوم عاشوراء

%%%%%%%%%%%%%

دورة الاستعداد لشهر الله المحرم ج3 أخطاء وبدع متنوعة في شهر الله المحرم-ج-10

أخطاء وبدع متنوعة في شهر الله المحرم-ج-10

أخطاء وبدع متنوعة في شهر الله المحرم 
 
1 ـ من الأخطاء التي يقع فيها كثير من الناس قولهم: { محرم } بدون الألف واللام، والصواب أن يقال معرّفاً بالألف واللام: { المحرّم } والعرب لم تذكر هذا الشهر إلاّ معرفاً، وبهذا وردت الأحاديث الشريفة وأشعار العرب، ولا يدخلان الألف واللام في شهر من الشهور إلا في المحرم.
أما ما أُحدِث فيه من البدع:
1- إحداث عيد لدخول العام الهجري الجديد واعتياد التهاني ببلوغه:
يقوم كثير من المسلمين في نهاية عام وبداية عام جديد بالاحتفال بميلاد عام هجري جديد، وهم بذلك نسوا شيئاً عظيماً، هل هذا مما أمر به الله تعالى أو أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ؟ هل هذا في كتاب أو سنة ؟هل هذا فعل الصحابة ؟ لا.. ليس من كتاب أو سنة أو غير ذلك.. بل من البدع التي يجب إنكارها.. بل فيه تشبه بالنصارى عندما يحتفلوا بعيد رأس السنة - والعياذ بالله -.. فشهر المحرم كغيره من الشهور التي تبدأ وتنتهي.
يقول الشيخ العلامة بكر بن أبو زيد - عافاه الله وحفظه -: ( لا يثبت في الشرع شيء من ذكر أو دعاء لأول العام وهو أول يوم أو ليلة شهر محرّم، وقد أحدث الناس فيه من الدعاء والذكر والذكريات وتبادل التهاني وصوم أول يوم من السنة وإحياء ليلة أول يوم من محرم بالصلاة والذكر والدعاء وصوم آخر يوم من السنة إلى غير ذلك مما لا دليل عليه ).اهـ
2- الاحتفال بمناسبة هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم:
من الناس لا يعرف الهجرة إلا في وقت معيّن، ولمدة أيام ثم تنتهي وتمرّ مرّ السحاب، ولا تترك أثراً في سلوكهم وحياتهم.. فذكرى الهجرة يجب أن تكون دائماً في حياة المسلم وفي خاطره لا في أيام محدودة معلومة، فتحديد أيام مخصوصة للاحتفال بمناسبة الهجرة النبوية أو لتدارسها لم يكن يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ولا القرون المفضّلة.
والمعلوم لدى أهل الحديث والسيرة أن النبي صلى الله عليه وسلم هاجر من مكة إلى المدينة في أوائل شهر ربيع الأول من السنة الثالثة عشرة لبعثته صلى الله عليه وسلم حيث وصل إلى قباء إحدى ضواحي المدينة النبوية لاثنتي عشر ليلة خلت من ربيع الأول يوم الاثنين كما قال الحافظ ابن كثير- رحمه الله - في البداية والنهاية.
3- تخصيص صيام أوّل يوم من السنة بنية افتتاح العام الجديد بالصيام، وكذا تخصيص صيام يوم عند نهاية العام بالصيام بنية توديع العام، استدلالاً بحديث موضوع أن له كفّارة خمسين سنة.
4- إحياء أول ليلة من المحرم: يقول العلامة أبو شامة: ( ولم يأت شيء في أول ليلة المحرّم، وقد فتشت فيما نُقِل من الآثار صحيحاً و ضعيفاً، وفي الأحاديث الموضوعة فلم أر أحداً ذكر فيها شيئاً، وإني لأتخوّف والعياذ بالله من مفترٍ يختلق فيها حديثا ) اهـ
5- عمرة أول السنة يفعلها بعض الناس في أول المحرم:
من فعل العمرة أول المحرم بلا سبب ولا يقصد أنها من أجل بداية العام، فلا شيء في ذلك.. المشكلة فيمن يسافر ويقصد بيت الله الحرام من أجل العمرة في أول يوم من شهر الله المحرّم.
6- اختراع دعاء خاص في أول يوم من السنة، يقال له دعاء أول السنة: فهذا لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولا عن الصحابة الكرام ولا عن التابعين - رضي الله عنهم -.
يقول الشيخ العلامة بكر أبو زيد - عافاه الله وحفظه -: ( ومن بدع الذكر والدعاء فيه: إحياء ليلته بالذكر والتعبد وتخصيص دعاء له باسم { دعاء عاشوراء } وأن من قرأه لم يمت تلك السنة، وقراءة سورة فيها ذكر موسى - عليه السلام - في صلاة الصبح يوم عاشوراء واجتماع ذلك اليوم للذكر والدعاء ونعي الحسين ذلك اليوم على المنابر وأن البخور يوم عاشوراء رقية لدفع الحسد والسحر والنكد.. وغير ذلك مما يأباه الله ورسوله والمؤمنون.. ) اهـ إلى غير ذلك.
فلا يشرع في هذا اليوم إلا الصيام فقط، أما ما أحدث من الأمور الأخرى فهي لا أصل لها أبداً، أو تعتمد على أحاديث واهية ضعيفة أو موضوع.
7- إحداث صلاة يقال لها ( صلاة عاشوراء ):
وهي صلاة بين الظهر والعصر، أربع ركعات يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، وآية الكرسي عشر مرات، و{ قل هو الله أحد } عشر مرات، والمعوذتين خمس مرات، فإذا سلّم استغفر الله سبعين مرة، مستدلين بحديث موضوع.
يقول القشيري - رحمه الله -: ( الحديث موضوع رواته مجاهيل، لما ذكره الجلال السيوطي في اللآلئ المصنوعة، فلا تحلّ روايته فضلاً عن العمل به، وقد ذكرته في رسالة بدع عاشوراء فراجعه إن شئت ) اهـ.
8- من البدع في هذا اليوم: المراشّة: في يوم عاشوراء يقوم النساء بالاجتماع في بيت من البيوت ثم يأتين بكمية كبيرة من الماء، ثم بعد ذلك تقوم كلّ امرأة برشّ الأخرى بالماء، ويعمّ ذلك كل الحاضرات مظهرات بذلك الفرح والسرور، ويصحب ذلك غناء وصراخ.
يقول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله -: هذا عمل لا يجوز أصلاً، فضلاً عن كونه يكون كالشعار ليوم عاشوراء، فإن مثل هذا يوحي بأنّهنّ يتعبدن الله - تبارك وتعالى -بمثل هذا العمل الباطل.. ويوم عاشوراء يوم من أيام الله - تبارك وتعالى - ليس فيه شيء مشروع إلاّ شيء واحد وهو صيامه.. ومع هذا فقد أمر الله الرسول صلى الله عليه وسلم أن يُصام يوم قبله أو يوم بعده مخالفة لليهود.
9 ـ بدعة الحزن في شهر الله المحرَّم عند الرافضة:
في اليوم العاشر من شهر محرم، وهو اليوم الذي عرف بـ (عاشوراء :
أكرم الله -سبحانه وتعالى- الحسين بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهما- بالشَّهادة؛ وذلك سنة 61هـ...
فلما قتل عبد الرحمن بن ملجم أمير المؤمنين عليَّ بن أبي طالب -رضي الله عنه- وبايع الصحابة للحسن -ابنه الذي قال فيه -صلى الله عليه وسلم-: "إن ابني هذا سيد، وسيصلِح اللهُ به بين فئتين عظيمتين من المسلمين"-، فنزل عن الولاية، وأصلح الله به بين الطائفتين، ثم إنه مات -رضي الله عنه-، وقامت طوائف كاتبوا الحسين ووعدوه بالنصر والمعاونة إذا قام بالأمر، ولم يكونوا من أهل ذلك؛ بل لما أرسل إليهم ابن عمه؛ أخلفوا وعده، ونقضوا عهده، وأعانوا عليه من وعدوه أن يدفعوه عنه، ويقاتلوه معه...
فلما خرج الحسين -رضي الله عنه- ورأى أن الأمور قد تغيرت؛ طلب منهم أن يدَعوه يرجع، أو يلحق ببعض الثغور، أو يلحق بابن عمه يزيد، فمنعوه هذا وهذا حتى يستأسر، وقاتلوه، فقاتلهم فقتلوه وطائفةً ممن معه مظلومًا شهيدًا شهادةً أكرمه الله بها، وألحقه بأهل بيته الطيبين الطاهرين، وأهان بها مَن ظلمه واعتدى عليه.

فأوجب ذلك شرًّا بين الناس: فصارت طائفة جاهلة ظالمة -إما ملحدة منافقة، وإما ضالة غاوية- تظهر موالاته وموالاة أهل بيته؛ تتخذ يوم عاشوراء يوم مأتم وحُزن ونياحة، وتظهر فيه شعار الجاهلية -من لطم الخدود، وشق الجيوب، والتعزي بعزاء الجاهلية-.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
" وصار الشيطان بسبب قتل الحسين -رضي الله عنه- يحدِث للناس بدعتين: بدعة الحزن والنَّوح يوم عاشوراء؛ من اللطم والصراخ، والبكاء، والعطش، وإنشاء المراثي، وما يُفضي إلى ذلك؛ من سبِّ السلف ولعنهم، وإدخال مَن لا ذنب له مع ذوي الذنوب، حتى يُسب السابقون الأولون، وتُقرأ أخبار مصرعه -التي كثير منها كذب-، وكان قصد مَن سنَّ ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة، فإن هذا ليس واجبًا ولا مستحبًّا باتفاق المسلمين؛ بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرَّمه الله ورسوله "...
وأما في الوقت الحاضر:
فيستقبل بعض المنتسبين إلى الإسلام في بعض البلدان شهر محرم بالحزن والهم والخرافات والأباطيل، فيصنعون ضريحًا من الخشب مزينًا بالأوراق الملونة، ويسمونه ضريح الحسين، أو كربلاء، ويجعلون فيه قبرَين، ويطلقون عليه اسم (التعزية)، ويجتمع أطفال بملابس وردية أو خضراء، ويسمونهم: (فقراء الحسين)!
وفي اليوم الأول من الشهر:
تكنس البيوت، وتغسل وتنظف، ثم يوضع الطعام، وتُقرأ عليه فاتحة الكتاب، وأوائل البقرة، وسورة الكافرون، والإخلاص، والفلق، والناس، ثم يصلَّى على النبي -صلى الله عليه وسلم-، ويوهَب ثواب الطعام للموتى.
وفي خلال هذا الشهر:
تمنع الزينة؛ فتضع النساء زينتهن، ولا يأكل الناس اللحوم، ولا يُقيمون ولائم الأفراح؛ بل ولا يتم فيه عقود الزواج، وتمنع الزوجة من زوجها إن كان لم يمض على زواجهما أكثر من شهرين، ويكثر ضرب الوجوه والصدور، وشق الجيوب والنياحة، ويبدأ اللعن على معاوية وأصحابه يزيد وسائر الصحابة.
وفي العشر الأول من الشهر:
تشعل النيران، ويتواثب الناس عليها، والأطفال يطوفون الطرقات، ويصيحون: يا حسين! يا حسين! وكل مَن يولد في هذا الشهر يعتبر شؤمًا سيئ الطالع، وفي بعض المناطق تُدق الطبول والدفوف، وتصدح الموسيقا وتُنشر الرايات، ويُنصب الضريح، ويمر الرجال والنساء والصبيان من تحته، يتمسحون بالرايات ويتبركون، معتقدين أنهم بذلك لا يصيبهم مرض وتطول أعمارهم.
وفي بعض البلدان:
يخرج الناس في ليلة عاشوراء معصبين عيني الرجل يطوفون الطرقات، فإذا ما قاربت الشمس على البزوغ عادوا إلى بيوتهم.
وفي يوم عاشوراء:
تُطهى أطعمة خاصة، ويخرج أهل القرى والمدائن إلى مكان خاص يسمونه: (كربلاء)، فيطوفون حول الضريح الذي يقيمونه ويتبركون بالرايات، وتدق الطبول، وتضرب الدفوف، فإذا غربت الشمس دفن هذا الضريح، أو ألقي في الماء، وعاد الناس إلى بيوتهم، ويجلس بعض الناس على الطرقات بمشروبات يسمونها: (السلسبيل)، ويسقونها للناس بدون مقابل، ويجلس بعض الوعاظ في الأيام العشر الأول فيذكرون محاسن الحسين، ومساوئ ينسبونها لمعاوية ويزيد، ويصبون عليها وعلى أصحابها اللعنات.
ويروُون في فضل عاشوراء وشهر المحرم أحاديث موضوعة وضعيفة وروايات مكذوبة.
وبعد أربعين يومًا من عاشوراء:
يحتفلون يومًا واحدًا يسمونه: (الأربعين)، يجمعون فيه الأموال، ويشترون بها أطعمة خاصة يدعون الناس إليها.
وهذه البدع تعمل في:
الهند، والباكستان، وفي البلدان التي يقطنها الشيعة، ولا سيما إيران، والعراق، والبحرين.
وإقامتهم لحفلات العزاء والنياحة والجزع، وتصوير الصور، وضرب الصدور، وما أشبه ذلك مما يصدر منهم في يوم عاشوراء وما قبله من شهر محرم؛ إنما يعتقدون بذلك القربة إلى الله، وتكفير السيئات والذنوب التي صدرت منهم في السنة كلها!!
ولم يعلموا أن فعلهم هذا مما يوجب الطرد والإبعاد عن رحمة الله -تعالى-.
وصدق الله -تعالى- القائل في محكم كتابه:
{أفمَن زُيِّن له سُوءُ عملِه فرَآهُ حسَنًا فإنَّ اللهَ يُضِلُّ مَن يشاءُ ..} [فاطر:8].
وقال -عز مِن قائل-: {قُل هل نُنَبِّئكمْ بالأخسَرينَ أعمالًا - الَّذين ضلَّ سعيُهم في الحياةِ الدُّنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صُنعًا} [الكهف: 103-104] )).
10 ـ بدعة الفرح في يوم عاشوراء عند النواصب
وهم النواصب المتعصبين على الحسين وأهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم ومن الجهَّال الذين قابلوا الفاسد بالفاسد ، والكذب بالكذب ، والشر بالشر ، والبدعة بالبدعة ، فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء ؛ وجعلوه موسم فرح كالاكتحال ، والاختضاب ، وتوسيع النفقات على العيال ، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة ، ونحو ذلك مما يُفعل في الأعياد والمواسم ، فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسماً كمواسم الأعياد والأفراح .
ولا شك في أن النواصب ،وكذلك الرافضة ،مبتدعون في فعلهم هذا مخطئون ،خارج عن السنة ؛ ولم يسن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا خلفاؤه الراشدون في يوم عاشوراء شيئاً من هذه الأمور، لا شعائر الحزن والترح، ولا شعائر السرور والفرح ولكن الذي شرع هو الصيام كما سبق
11- من البدع: تخصيص يوم عاشوراء بعيادة المرضى:
وهذا بدعة، فليس هناك ميزة لهذا اليوم لجعله خاصاً للمرضى، وما ورد في ذلك فهو حديث مفترى على النبي صلى الله عليه وسلم.
هذا ما جمعته عن بدع وأخطاء شهر محرّم، أسأل الله تعالى أن يوفق الجميع، وأن يرزقنا العلم النافع والعمل الصالح.. وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
قام بجمع هذه البدع الشيخ : أحمد الفايدي ومنها ماهو منقول من كتاب البدع الحولية"، إعداد: عبد العزيز التويجري، (93-110)].
قال العلامة الشيخ عبدالله الفوزان حفظه الله: وقد ضلَّ في هذا اليوم طائفتان:
طائفة شابهت اليهود فاتخذت عاشوراء موسم عيد وسرور، تظهر فيه شعائر الفرح كالاختضاب والاكتحال، وتوسيع النفقات على العيال، وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة، ونحو ذلك من عمل الجهال، الذين قابلوا الفاسد بالفاسد، والبدعة بالبدعة.
وطائفة أخرى اتخذت عاشوراء يوم مأتم وحزن ونياحة، لأجل قتل الحسين بن علي -رضي الله عنهما- تُظهر فيه شعار الجاهلية من لطم الخدود وشق الجيوب، وإنشاد قصائد الحزن، ورواية الأخبار التي كذبها أكثر من صدقها، والقصد منها فتح باب الفتنة، والتفريق بين الأمة، وهذا عمل من ضلَّ سعيه في الحياة الدنيا، وهو يحسب أنه يحسن صنعاً.
وقد هدى الله تعالى أهل السنة ففعلوا ما أمرهم به نبيهم صلى الله عليه وسلم من الصوم، مع رعاية عدم مشابهة اليهود فيه، واجتنبوا ما أمرهم الشيطان به من البدع، فلله الحمد والمنة. .
وقد نص أهل العلم رحمهم الله أنه لم يثبت عبادة من العبادات في يوم عاشوراء إلا الصيام، ولم يثبت في قيام ليلته أو الاكتحال أو التطيب أو التوسعة على العيال أو غير ذلك لم يثبت في ذلك دليل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
مناقشة ( 1)
س 1 : أيهما أصح محرم أو المحرم ولماذا ؟
س 2 : عددي البدع في شهر المحرم
س 3 : ماهي الأيام التي يحددها المبتدعون في شهر الله المحرم .
س 4 : كيف قسم الشيخ الفوزان الناس المبتدعون في شهر الله المحرم

%%%%%%%%%%%
           

دورة الاستعداد لشهر الله المحرم ج3 الأحكام الفقهية فيما شرع وابتدع في شهر الله المحرم ج 9

دورة الاستعداد لشهر الله المحرم ج3
أحكام فقهية فيما شرع وابتدع في المحرم-ج-9
             أحكام فقهية وفتاوى فيما شرع وابتدع في شهر الله المحرم 

س 1 : إن كان صوم المحرم أفضل الصيام بعد رمضان فكيف يجاب عن إكثار النبي صلى الله عليه وسلم الصيام من شعبان وعدم إكثاره من محرم ؟
ذكر النووي في المنهاج (3/55) احتمالين : " أحدهما لعله إنما علم فضله في آخر حياته والثاني لعله كان يعرض فيه أعذار من سفر أو مرض أو غيره ". وقد سمعت بعض مشايخنا يقول أن صيام شعبان من قبيل صوم النافلة قبل الفرض فهو أشبه بالرواتب وصيام محرم من قبيل التطوع المطلق.
س 2: صيام عاشوراء وعليه قضاء من رمضان
هل يمكنني أن أصوم صوم سُنَّة بنية قضاء أيام كانت عليّ في رمضان ؟ وكذلك بنية التطوع (مثل يوم عاشوراء) .
الجواب :
الحمد لله
هذه المسألة تعرف عند أهل العلم بمسألة التشريك أو التداخل بين العبادات ، ولها صور كثيرة، منها هذه الصورة ، وهي الجمع بين الواجب والمستحب بنية واحدة ، فمن نوى المستحب لم يجزه عن الواجب ، فمن صام بنية عاشوراء لم يجزه عن قضاء رمضان ، ومن نوى قضاء رمضان وأوقعه في يوم عاشوراء ، صح قضاؤه ، ويُرجى أن ينال ثواب عاشوراء عند بعض أهل العلم .
قال الرملي رحمه الله في "نهاية المحتاج" (3/208) : " ولو صام في شوال قضاءً أو نذرا أو غيرهما أو في نحو يوم عاشوراء حصل له ثواب تطوعها ، كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى تبعا للبارزي والأصفوني والناشري والفقيه علي بن صالح الحضرمي وغيرهم ، لكن لا يحصل له الثواب الكامل المرتب على المطلوب ، لا سيما من فاته رمضان وصام عنه شوالاً" انتهى . ومثله في "مغني المحتاج" (2/184) ، "حواشي تحفة المحتاج" (3/457) .
وقال الشيخ ابن عثيمين في "فتاوى الصيام" (438) : "من صام يوم عرفة ، أو يوم عاشوراء وعليه قضاء من رمضان فصيامه صحيح ، لكن لو نوى أن يصوم هذا اليوم عن قضاء
رمضان حصل له الأجران: أجر يوم عرفة ، وأجر يوم عاشوراء مع أجر القضاء ، .......................
الإسلام سؤال وجواب
س 3 : نحن في مطلع العام الهجري الجديد، ويتبادل بعض الناس التهنئة بالعام الهجري الجديد، قائلين: (كل عام وأنتم بخير)، فما حكم الشرع في هذه التهنئة؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، وأمينه على وحيه، نبينا وإمامنا وسيدنا محمد بن عبد الله وعلى آله وأصحابه ومن سلك سبيله، واهتدى بهداه إلى يوم الدين. أما بعد: فالتهنئة بالعام الجديد لا نعلم لها أصلاً عن السلف الصالح، ولا أعلم شيئاً من السنة أو من الكتاب العزيز يدل على شرعيتها، لكن من بدأك بذلك فلا بأس أن تقول وأنت كذلك إذا قال لك كل عام وأنت بخير أو في كل عام وأنت بخير فلا مانع أن تقول له وأنت كذلك نسأل الله لنا ولك كل خير أو ما أشبه ذلك أما البداءة فلا أعلم لها أصلاً.
الشيخ عبد العزيز بن باز
الجواب
التهنئة بالعام الهجري الجديد من المباحات، وأفضل ما يقال في شأنها أن من هنأك ترد عليه بكلام طيب من جنس كلامه، ولا تبدأ أحداً بها.
وهذا بعينه ما روي عن أحمد في التهنئة بالعيد أنه من هنأه رد عليه، وإلا لم يبتدئه، ولا أعلم في التهنئة بالعيد شيئاً يثبت.
وقد قال أصحابنا من الحنابلة: لا بأس بقوله لغيره: تقبل الله منا ومنك، فالجواب: أي لا بأس بتهنئة الناس بعضهم بعضاً بما هو مستفيض بينهم، وقد يستدل لهذا من حيث العموم بمشروعية سجود الشكر، ومشروعية التعزية، وتبشير النبي –صلى الله عليه وسلم- بقدوم رمضان، انظر ما رواه النسائي (2106)، وتهنئة طلحة بن عبيد الله لكعب بن مالك، وبحضرة النبي –صلى الله عليه وسلم- ولم ينكر عليه، انظر ما رواه البخاري (4418) ومسلم (2769).
قال ابن تيمية –رحمه الله-: قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره.
وذكر الحافظ ابن حجر مشروعيته، وثمة آثار عديدة في مثل ذلك.
قال أحمد: لا أبتدئ به، فإن ابتدأني أحد أجبته.
وذلك لأن جواب التحية واجب؛ لقوله –تعالى-:"وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها"الآية [النساء:86].
ولم يرد في مثل ذلك نهي، والله –تعالى- أعلم.
ولا يدخل مثل هذا في باب البدع؛ لأنه من محاسن العادات وطيب الأخلاق، ولا يقصد به محض التعبد، هذا ما يظهر لي، والله أعلم.
سلمان بن فهد العودة
______________________________
__________
السؤال
س - 4 - ما حكم المباركة بمناسبة العام الهجري؟ بذكر: (كل عام وأنت بخير، كل سنة وأنتم طيبون، أو غيرها من العبارات).
أفتونا مأجورين. وجزاكم الله خيراً.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد..
فلا يظهر المنع من إيراد هذه الألفاظ على سبيل الدعاء، وتكون من باب الدعاء، إذا نصب فيها لفظ "كل"، وقد ذكر الدكتور بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه (معجم المناهى اللفظية) ص (459) أن رفع "كل" في كل عام وأنتم بخير" لحن لا يتأدَّى به المعنى المراد من إنشاء الدعاء للمخاطب، وإنما يتأدى به الدعاء إذا فُتحت اللام من "كل"، ولذا فعلى الداعي به عدم اللحن- والله أعلم- انتهى.
وذكر الشيخ: ابن عثيمين – رحمه الله – في المجموع الثمين (2/226): أن قول "كل عام وأنتم بخير" جائز إذا قُصِدَ به الدعاء بالخير، - وصلى الله علي نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم-.
د. رشيد بن حسن الألمعي
______________________________
__________
الجواب
الأصل في التهاني –والله أعلم- أنها من باب العادات، ولكن الأولى هنا –أعني في التهنئة بالعام الجديد- ألاّ يبدأ بها الإنسان؛ لأن هذا ليس من السنة، وليست الغبطة بكثرة السنين، بل الغبطة بما أمضاه العبد منها في طاعة مولاه، فكثرة السنين خير لمن أمضاه في طاعة ربه، شر لمن أمضاها في معصية الله والتمرد على طاعته، وشر الناس من طال عمره وساء عمله –كما يقول شيخنا ابن عثيمين –رحمه الله تعالى- في ديوان خطبه ص (702)-.
ولكن لو هُنِّئ الإنسان، فلا ينبغي له أن ينكر، بل ينبغي أن يجعل الرد بالدعاء، كأن يقول: جعل الله هذا العام عام عز ونصر للأمة الإسلامية، ونحو هذه الدعوات الطيبة والله تعالى أعلم.
عمر بن عبد الله المقبل
______________________________
__________
الجواب:
الحمد لله
سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ما حكم التهنئة بالسنة الهجرية وماذا يرد على المهنئ ؟
فأجاب رحمه الله :
إن هنّأك احد فَرُدَّ عليه ولا تبتديء أحداً بذلك هذا هو الصواب في هذه المسألة لو قال لك إنسان مثلاً نهنئك بهذا العام الجديد قل : هنئك الله بخير وجعله عام خير وبركة ، لكن لا تبتدئ الناس أنت لأنني لا أعلم أنه جاء عن السلف أنهم كانوا يهنئون بالعام الجديد بل اعلموا أن السلف لم يتخذوا المحرم أول العام الجديد إلا في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. انتهى
المصدر إجابة السؤال رقم 835 من اسطوانة موسوعة اللقاء الشهري والباب المفتوح الإصدار الأول اللقاء الشهري لفضيلته من إصدارات مكتب الدعوة و الإرشاد بعنيزة .
وقال الشيخ عبد الكريم الخضير في التهنئة بدخول العام الهجري :
الدعاء للمسلم بدعاء مطلق لا يتعبد الشخص بلفظه في المناسبات كالأعياد لا بأس به لا سيما إذا كان المقصود من هذه التهنئة التودّد ، وإظهار السرور والبشر في وجه المسلم . قال الإمام أحمد رحمه الله : لا ابتدئ بالتهنئة فإن ابتدأني أحد أجبته لأن جواب التحية واجب وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمورا بها ولا هو أيضا مما نهي عنه .
المصدر : الإسلام اليوم والإسلام سؤال وجواب
مختصر الأقوال
عدم الابتداء لأنه لم يسن ، وإن هنأك أحد فرد عليه .
فتاوى في بعض البدع
أحكام فقهية في يوم عاشوراء
س 5 : وسئل شيخ الإسلام عما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الكحل والاغتسال والحناء والمصافحة وطبخ الحبوب وإظهار السرور وغير ذلك إلى الشارع : فهل ورد في ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم حديث صحيح ؟ أم لا ؟ وإذا لم يرد حديث صحيح في شيء من ذلك فهل يكون فعل ذلك بدعة أم لا ؟ وما تفعله الطائفة الأخرى من المأتم والحزن والعطش وغير ذلك من الندب والنياحة وقراءة المصروع وشق الجيوب هل لذلك أصل ؟ أم لا ؟
الجواب : الحمد لله رب العالمين لم يرد في شيء من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه و سلم ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم ولا روى أهل الكتب المعتمدة في ذلك شيئا لا عن النبي صلى الله عليه و سلم ولا الصحابة ولا التابعين لا صحيحا ولا ضعيفا لا في كتب الصحيح ولا في السنن ولا المسانيد ولا يعرف شيء من هذه الأحاديث على عهد القرون الفاضلة
س 6 : سئلت اللجنة الدائمة :ما هو حكم الذبح في وقت محدود وزمن معلوم من كل سنة، حيث إنه يوجد عدد كثير من الناس يعتقدون أن الذبح في 27 رجب و6 من صفر و15 من شوال و10 من شهر محرم أن هذا قربة وعبادة إلى الله عز وجل، فهل هذه الأعمال صحيحة، وتدل عليها السنة، أم أنها بدعة مخالفة للدين الإسلامي الصحيح ولا يثاب عليها فاعلها؟
الجواب : العبادات وسائر القربات توقيفية لا تعلم إلا بتوقيف من الشرع، وتخصيص الأيام المذكورة من تلك الشهور بالذبائح فيها لم يثبت فيه نص من كتاب ولا سنة صحيحة، ولا عرف ذلك عن الصحابة رضي الله عنهم، وعلى هذا فهو بدعة محدثة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد » رواه البخاري ومسلم. .
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
س 7 : وسئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -: شاع في بعض البلاد الإسلامية الاحتفال بأول يوم من شهر محرم من كل عام، باعتباره أول أيام العام الهجري، ويجعله بعضهم إجازة له عن العمل، فلا يحضر إلى عمله، كما يتبادلون فيه الهدايا المكلفة مادياً، وإذا قيل لهم في ذلك قالوا: مسألة الإعياد هذه مرجعها إلى أعراف الناس، فلا بأس باستحداث أعياد لهم للتهاني وتبادل الهدايا، ولاسيما في الوقت الحاضر حيث انشغل الناس بأعمالهم وتفرقوا، فهذا من البدع الحسنة، هذا قولهم، فما رأي فضيلتكم وفقكم الله؟ نسأل الله تعالى أن يجعل هذا في ميزان حسناتكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
فأجاب فضيلته بقوله: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، تخصيص الأيام، أو الشهور، أو السنوات بعيد مرجعه إلى الشرع وليس إلى العادة، ولهذا لما قدم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: «ما هذان اليومان»؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: «إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر». ولو أن الأعياد في الإسلام كانت تابعة للعادات لأحدث الناس لكل حدث عيداً ولم يكن للأعياد الشرعية كبير فائدة.
ثم إنه يخشى أن هؤلاء اتخذوا رأس السنة أو أولها عيداً متابعة للنصارى ومضاهاة لهم حيث يتخذون عيداً عند رأس السنة الميلادية فيكون في اتخاذ شهر المحرم عيداً محذور آخر.
كتبه محمد الصالح العثيمين في 24/1/1418 ه .
 مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين
مناقشة ( 1)
س 1 : أجيبي باختصار
س1 ـ صيام عاشوراء وعليه قضاء من رمضان
س 3 : نحن في مطلع العام الهجري الجديد، ويتبادل بعض الناس التهنئة بالعام الهجري الجديد، قائلين: (كل عام وأنتم بخير)، فما حكم الشرع في هذه التهنئة؟
اكتبي بسطر واحد مختصر الحكم ؟


%%%%%%%%%%%%


 

الثلاثاء، 13 أكتوبر 2015

انجازات قسم العلوم الشرعية : من الأحد 1436/12/22وحتى السبت 1436/12/27ه

انجازات قسم العلوم الشرعية : من الأحد 1436/12/22وحتى السبت 1436/12/27هـ
------
1) عمل إعلان دورة الاستعداد لشهر الله المحرم ج2 ( مها) 
2) تجهيز الروابط والمناقشات لدورة الاستعداد لشهر الله المحرم ج2 (هند الشطب ) 
3) عمل الروابط للدوره وحفظها بالمدونه ( هناء الغريبي ) 
4) فتح مجموعة الدورة وإضافة المتدربات ( شيخة وشدون ) 
5) نشر مواضيع بمنتدى العضوات ( هند الشطب وهناء الغريبي ) 
6) كتابة وحفظ الانجازات ( هند الشطب وهناء الغريبي ) .

الاثنين، 12 أكتوبر 2015

المحور السادس من دورة الاستعداد لشهر الله المحرم ج2 عاشوراء والهجرة النبوية من أيام الله تعالى -ج-8

عاشوراء والهجرة النبوية من أيام الله تعالى
طارق حميدة
قال تعالى :
( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآَيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ (5) وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ أَنْجَاكُمْ مِنْ آَلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ وَيُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَظِيمٌ (6) سورة إبراهيم .
ربنا سبحانه يكلف موسى عليه السلام ، أن يخرج قومه من الظلمات إلى النور ؛ من ظلمات الذل والاستضعاف ، إلى نور العزة والكرامة والريادة بحمل راية التوحيد وإقامة الدين . وخلال ذلك ، ولأجل تحقيق ذلك ، يطلب منه أن يذكرهم بأيام الله .
والأيام كلها أيام الله لكن هذه الأيام لها خصوصية إذ تجلت فيها قدرة الله تعالى ، فنصر القلة المستضعفة ، وقصم الكثرة المتجبرة ، أو خذلها وردها بغيظها . إنها أيام ربما سبقها يأس وإحباط واستسلام لظن المستضعفين أنه لا قبل لهم بالفراعنة والطغاة .
وسرعان ما يقوم موسى عليه السلام ، خطيباً في قومه يذكرهم بيوم من أيام الله عظيم ، يوم أنجاهم سبحانه من فرعون وجنوده ، وقد كان آل فرعون يسومونهم سوء العذاب ويذبّحون أبناءهم ويستحيون نساءهم . كي يستنهض هممهم ويقوي عزائمهم للمهمة العظيمة التي ستناط بهم من بعد خروجهم من مصر.
ولا يكتفي موسى عليه السلام بهذا التذكير ، بل يجعل من ذلك اليوم العظيم مناسبة سنوية يحتفي بها والمؤمنون معه ليترسخ المعنى ويتعمق في القلوب ، فيصومه عليه السلام ويصومه قومه ، ويستمر الاحتفاء بهذا اليوم وصيامه حتى زمان المصطفى عليه الصلاة والسلام ، فيسألهم عن صومهم يوم عاشوراء فيقولون : " هذا يوم صالح ؛ هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى " ، فيقول النبي عليه السلام : " فأنا أحق بموسى منكم " ، فصامه وأمر بصيامه. والحديث في الصحيحين .
إن محمداً ، صلى الله عليه وسلم ، قد أمره ربه تعالى ، بما أمر موسى عليه السلام ، كما جاء في السورة نفسها: (الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (1) سورة إبراهيم : وإذا كان الهدف واحداً ،والبشر هم البشر على اختلاف الزمان والمكان ، فلا بد أن يكون المنهج هو المنهج ، والوسيلة هي الوسيلة ـ التذكير بأيام الله ـ وأهمها عاشوراء . يصومه المصطفى عليه السلام ، ويأمر بصيامه ، بل يتحراه وينتظره ويستعد له كما يفعل لشهر رمضان ، احتفاءً بهذه المناسبة العظيمة واستحضاراً لجليل معانيها .
والصيام خير معين للتفكر والتدبر والاستحضار فيما تعجز عن ذلك البطون المتخمة ، وانظر كيف قرن ربنا سبحانه بين صوم رمضان ونزول القرآن ، تأكيدا للتلازم بين النفوس الزكية والقلوب التقية والعقول المتفتحة لاستقبال النور الإلهي . فالقرآن الكريم مع أنه (هُدًى لِلنَّاسِ (185) البقرة مؤمنهم وكافرهم إلا أنه لا يفيد منه إلا المتقون (ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ (2) البقرة

وحين يقرر النبي عليه السلام أن يصوم التاسع مع العاشر ، فليس ذلك مخالفة لأهل الكتاب وتميزاً عنهم فحسب ، بل ـ وأيضاً فيما نرجح ـ لمزيد الاعتناء بهذا اليوم والاستعداد له روحياً وذهنياً .
إن النفوس المستبشرة بنصر الله تعالى وفرجه ، الموقنة بقدرته المنتظرة لرحمته ، هي التي يُرجى تحقق الإنجازات على أيديها ، أما النفوس اليائسة المنقبضة الكئيبة ، التي تبحث عن الحزن ومناسباته ، فليست بالتي يتوقع منها نصر ولا تقدم ولا إنجاز . ولقد أمر الله نبيه أن يدعو المؤمنين فيتجاوزوا عن الذين لا يرجون أيام الله : (قُلْ لِلَّذِينَ آَمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ (14)) الجاثية فهم مساكين لا يزال يقعد بهم اليأس فيخشون التحرك للتغيير ، ويخافون الفراعنة بل وربما عاونوهم ضد من يعملون لإنقاذهم ، وأساءوا إليهم .
ولعل ذلك المعنى الكبير ـ التذكير بأيام الله ـ هو الذي حدا بالفاروق رضي الله عنه ، وكرام الصحابة في خلافته ، إلى اختيار حدث الهجرة منطلقاً للتأريخ الإسلامي ، رافضين اتباع الروم أو الفرس ، ومؤثرين الهجرة على سائر المناسبات النبوية الأخرى كالمولد والبعثة والوفاة .
فلقد كانت الهجرة مفصلاً هاماً في تاريخ الدعوة الإسلامية ، حيث تحول المسلمون من جماعة مضطهدة مستضعفة ، إلى مجتمع ودولة ذات عزة ومنعة واستقلال . كان الرسول عليه السلام ، حتى الأمس القريب يرى أصحابه يعذبون فلا يملك إلا أن يدعوهم إلى الصبر واعداً إياهم بالجنة ، ثم هو بعد الهجرة يسيّر جيشاً إلى عقر دار الروم في مؤتة رداً على قتل عملاء الروم لأحد رسله .
لقد خلّد القرآن الكريم الهجرة النبوية واصفاً إياها بالنصر لرسوله : (إِلَّا تَنْصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا (40) التوبة ، وهذا شبيه ما جرى لموسى عليه السلام ، إذ كان البحر من أمامهم وفرعون بجنوده من ورائهم ، فأسقط في أيدي قومه وأيقنوا أنهم مدركون ، فرد عليهم موسى بكل ثقة وإيمان : (كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ (62) الشعراء ، وقد كان .

إن كاتب هذه المقالة لا يقصد إلى الدخول في جدل حول شرعية الاحتفال بالهجرة النبوية ، وليس مع جعلها عيداً أو عطلة رسمية، ولكنه يدعو حمَلة اللواء لإخراج الأمة من الظلمات إلى النور ، ليكثروا من التذكير بأيام الله .
مناقشة ( 1)
س 1 : ما هي الآية التي أشارت إلى نصرة موسى عليه وسلم فكان فيها يوم عاشوراء مفهوما لا تصريحا ؟
س 2 : ما هي الآية التي أشارت إلى هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم فتضمنت التاريخ الهجري مضمونا لا تصريحا.؟
س 3 : الأمر بصيام تاسوعاء يعطي فائدة أخرى غير مخالفة اليهود فماهو ؟

المحور الرابع دورة الاستعداد لشهر الله المحرم ج 2 فضل الصيام عامة -ج-6

فضائل الصيام عامة
تحدثنا على فضل صيام المحرم وسنتحدث في هذا الجزء عن فضائل الصيام بشكل عام والجزء الذي يليه سنتحدث عن فضل صيام عرفة .
أولاً : الصوم العبادة الوحيدة التي نسبها الله إليه وجعل جزاؤها من غير عدد .
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ ، الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ ،قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِلَّا الصَّوْمَ ، فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ، يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي ) صحيح مسلم واتفق معه البخاري في الجزء الثاني منه

ذكر الحافظ ابن حجر رحمه الله من كلام أهل العلم عشرة أوجه في بيان معنى الحديث وسبب اختصاص الصوم بهذا الفضل ، وأهم هذه الأوجه ما يلي :
1- أن الصوم لا يقع فيه الرياء كما يقع في غيره ، قال القرطبي : لما كانت الأعمال يدخلها الرياء ، والصوم لا يطلع عليه بمجرد فعله إلا الله فأضافه الله إلى نفسه ولهذا قال في الحديث : (يدع شهوته من أجلي) . وقال ابن الجوزي : جميع العبادات تظهر بفعلها وقلّ أن يسلم ما يظهر من شوبٍ ( يعني قد يخالطه شيء من الرياء ) بخلاف الصوم .
2- أن المراد بقوله : ( وأنا أجزي به ) أني أنفرد بعلم مقدار ثوابه وتضعيف حسناته . قال القرطبي : معناه أن الأعمال قد كشفت مقادير ثوابها للناس وأنها تضاعف من عشرة إلى سبعمائة إلى ما شاء الله إلا الصيام فإن الله يثيب عليه بغير تقدير . ويشهد لهذا رواية مسلم (1151) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : إِلا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ ) أي أجازي عليه جزاء كثيرا من غير تعيين لمقداره ، وهذا كقوله تعالى : (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّـابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر/10 . .
3- أن الإضافة إضافة تشريف وتعظيم ، كما يقال : بيت الله ، وإن كانت البيوت كلها لله . قال الزين بن المنير : التخصيص في موضع التعميم في مثل هذا السياق لا يفهم منه إلا التعظيم والتشريف .
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله :
" وَهَذَا الحديثُ الجليلُ يدُلُّ على فضيلةِ الصومِ من وجوهٍ عديدةٍ :
الوجه الأول : أن الله اختصَّ لنفسه الصوم من بين سائرِ الأعمال ، وذلك لِشرفِهِ عنده ، ومحبَّتهِ له ، وظهور الإِخلاصِ له سبحانه فيه ، لأنه سِرُّ بَيْن العبدِ وربِّه لا يطَّلعُ عليه إلاّ الله . فإِن الصائمَ يكون في الموضِعِ الخالي من الناس مُتمكِّناً منْ تناوُلِ ما حرَّم الله عليه بالصيام ، فلا يتناولُهُ ؛ لأنه يعلم أن له ربّاً يطَّلع عليه في خلوتِه ، وقد حرَّم عَلَيْه ذلك ، فيترُكُه لله خوفاً من عقابه ، ورغبةً في ثوابه ، فمن أجل ذلك شكر اللهُ له هذا الإِخلاصَ ، واختصَّ صيامَه لنفْسِه من بين سَائِرِ أعمالِهِ ولهذا قال : ( يَدعُ شهوتَه وطعامَه من أجْلي ) . وتظهرُ فائدةُ هذا الاختصاص يوم القيامَةِ كما قال سَفيانُ بنُ عُييَنة رحمه الله : إِذَا كانَ يومُ القِيَامَةِ يُحاسِبُ الله عبدَهُ ويؤدي ما عَلَيْه مِن المظالمِ مِن سائِر عمله حَتَّى إِذَا لم يبقَ إلاَّ الصومُ يتحملُ اللهُ عنه ما بقي من المظالِم ويُدخله الجنَّةَ بالصوم .
الوجه الثاني : أن الله قال في الصوم : (وأَنَا أجْزي به) فأضافَ الجزاءَ إلى نفسه الكريمةِ ؛ لأنَّ الأعمالَ الصالحةَ يضاعفُ أجرها بالْعَدد ، الحسنةُ بعَشْرِ أمثالها إلى سَبْعِمائة ضعفٍ إلى أضعاف كثيرةٍ ، أمَّا الصَّوم فإِنَّ اللهَ أضافَ الجزاءَ عليه إلى نفسه من غير اعتبَار عَددٍ ، وهُوَ سبحانه أكرَمُ الأكرمين وأجوَدُ الأجودين ، والعطيَّةُ بقدر مُعْطيها . فيكُونُ أجرُ الصائمِ عظيماً كثيراً بِلاَ حساب . والصيامُ صبْرٌ على طاعةِ الله ، وصبرٌ عن مَحارِم الله ، وصَبْرٌ على أقْدَارِ الله المؤلمة مِنَ الجُوعِ والعَطَشِ وضعفِ البَدَنِ والنَّفْسِ ، فَقَدِ اجْتمعتْ فيه أنْواعُ الصبر الثلاثةُ ، وَتحقَّقَ أن يكون الصائمُ من الصابِرِين . وقَدْ قَالَ الله تَعالى : ( إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّـابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ) الزمر/10 . . . " انتهى .
"مجالس شهر رمضان" (ص 13) .


ثانياً : الصوم وقاية من النار ومن المعاصي

كما في تكملة الحديث السابق :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وَالصَّوْمُ جُنَّةٌ ،
أى وقاية وسترة من المعاصى؛لأنه يكسر الشهوة ويضعفها،وقيل من النار لأنه إمساك عن الشهوات والنار محفوفة بالشهوات ،
ويؤيد هذا التفسير قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،: الصِّيَامُ جُنَّةٌ كَجُنَّةِ أَحَدِكُمْ مِنَ الْقِتَالِ "صحيح سنن النسائي
وفي رواية : " الصِّيَامُ جُنَّةٌ ، وَحِصْنٌ حَصِينٌ مِنَ النَّارِ " صحيح االترغيب


ثالثاً : للصائم فرحتان .
كما في تكملة الحديث السابق :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : وَلِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ : فَرْحَةٌ حِينَ يُفْطِرُ ، وَفَرْحَةٌ حِينَ يَلْقَى رَبَّهُ ،

رابعاً : خلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك
َ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لَخُلُوفُ فَمِ الصَّائِمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ المِسْكِ " *) صحيح البخاري
أن هذه الرائحة إنما يظهر طيبها على طيب المسك في اليوم الذي يظهر فيه طيب دم الشهيد ويكون كرائحة المسك ، ولا ريب أن ذلك يوم القيامة فإن الصائم في ذلك اليوم يجيء ورائحة فمه أطيب من رائحة المسك كما يجيء المكلوم في سبيل الله عز وجل ورائحة دمه كذلك ، لا سيما والجهاد أفضل من الصيام ، فإن كان طيب رائحته إنما يظهر يوم القيامة فكذلك الصائم .
مناقشة (1)
س 1 : ما المراد بقوله
أ : ( الصوم لي )
ب : ( وأنا أجزي به )
س 2 : الصيام يقى من أمور ماهي .؟
س 3 : ماهما الفرحتان اللتان يفرحهما الصائم ؟
4 : ذكر العلماء تأويل لخلوف فم الصائم أطيب من ريح المسك متى يكون هذا ؟وما هي العبادة التي تشبه ذلك .
خامساً : شفاعة الصيام لصاحبه
قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ " ، قَالَ : " فَيُشَفَّعَانِ ") حديث حسن
المقصود أن الصيام يشفع لمن أتقنه وصامه، والقرآن كذلك يشفع لمن أحل حلاله وحرم حرامه واستقام على تعليمه.
وقال الملا علي قاري: " وهذا دليل على عظمتهما
سادساً : دعاء الصائم عند فطره لا يرد
قال صلى الله عليه وسلّم: «إنَّ للصائِمِ عند فطْرِه دعوةً ما تُرَدُّ». قال في الزوائد: إسنادُه صحيح
قال صلى الله عليه وسلّم: ثَلَاثَةٌ لَا تُرَدُّ دَعْوَتُهُمْ الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ .... ) صحيح أو حسن
لأن الصائم، منكسر القلب ، ضعيف النفس ذلَّ جموحه ، وانكسر طموحه، اقترب من ربه ، وأطاع مولاه ، ترك الطعام والشراب خيفةً من الملك الوهاب، كفَّ عن الشهوات طاعة لرب الأرض والسماوات .
مناقشة ( 2)
س 1 : مانوع الصيام والقرآن اللذان يشفعان لصاحبهما . ؟
س 2 : لماذا خص الصائم أنه دعوته لا ترد ؟

سابعاً : الصوم لا عدل له
عَنْ أَبِي أمامةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ قَالَ : « عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ ، فَإِنَّهُ لا عِدْلَ لَهُ » ، قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مُرْنِي بِعَمَلٍ قال : « عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لا عِدْلَ لَهُ » ، صحيح النسائي

وَفي روايةٍ للنسائي قَالَ : أَتَيْتُ رَسُولَ ا للهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ مُرْنِي بِأَمْرٍ يَنْفَعُني اللهُ بِهِ : قَالَ : « عَلَيْكَ بِالصَّيَامِ فَإِنَّهُ لا مِثْلَ لَهُ » . ) صحيح الجامع .
قال السندي: " ((فإنه لا مثل له)) في كسر الشهوة ودفع النفس الأمّارة والشيطان، أو لا مثل له في كثرة الثواب

ثامناً: الصيام سبب في إبعاد العبد من النار
عَنْ أَبي سعيدٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ :« مَا مَنْ عَبْدٍ يَصُومُ يَوْماً في سَبِيلِ اللهِ تَعَالى إِلَّا بَاعَدَ اللهُ بِذلِكَ الْيَوْمِ وَجْهَهُ عَنِ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفاً » . متفق عليه

قال ابن دقيق العيد : قَوْلُهُ " فِي سَبِيلِ اللَّهِ " الْعُرْفُ الأَكْثَرُ فِيهِ : اسْتِعْمَالُهُ فِي الْجِهَادِ ، فَإِذَا حُمِلَ عَلَيْهِ : كَانَتْ الْفَضِيلَةُ لاجْتِمَاعِ الْعِبَادَتَيْنِ - أَعْنِي عِبَادَةَ الصَّوْمِ وَالْجِهَادِ .
وقال النووي : فيه فضيلة الصيام في سبيل الله ، وهو محمول على مَن لا يتضرر به ، ولا يُفوِّت به حقا ، ولا يَخْتَلّ به قتاله ولا غيره مِن مُهمات غَزْوِه . اهـ .
قال المهلب : هذا الحديث يدل أن الصيام في سائر أعمال البر أفضل إلاّ أن يخشى الصائم ضعفًا عند اللقاء ؛ لأنه قد ثبت عن الرسول أنه قال لأصحابه في بعض المغازي حين قَرب مِن الملاقاة بأيام يسيرة : أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ النَّاسَ بِالْفِطْرِ عَامَ الْفَتْحِ ، وَقَالَ : " تَقَوَّوْا لِعَدُوِّكُمْ " , وَصَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .) صحيح أبي داود .
فأمرهم بالإفطار ؛ لأن نفس الصائم ضعيفة ، وقد جَبَل الله الأجسام على أنها لا قِوام لها إلاَّ بالغذاء .
وفي معنى المباعدة : قال النووي : معناه المباعدة عن النار والمعافاة منها . والخريف السنة ، والمراد سبعين سنة . اهـ .
ومُقتضى ذلك : الأمن مِن سَماع حسيسها ، والنجاة منها ومِن دُخولها
مناقشة ( 3)
س 1 : في أي الصيام لا مثيل له ؟
س 2 : لماذا خص الجهاد في أن صيام يوم فيه يكون سببا في مباعدة الصائم عن النار سبعين خريفا ؟
س 3 : ما المقصود بالخريف في قوله سبعين خريفا .

تاسعاً : تخصيص باب في الجنة للصائمين
قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : " إِنَّ فِي الجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ ، يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ القِيَامَةِ ، لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ، يُقَالُ : أَيْنَ الصَّائِمُونَ ؟ فَيَقُومُونَ لاَ يَدْخُلُ مِنْهُ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ ، فَإِذَا دَخَلُوا أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ " ) متفق عليه
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ , نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ : يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ , فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاةِ , وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ , وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ , وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ " . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : بِأَبِي وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ , مَا عَلَى أَحَدٍ مِمَّنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ , " فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا ؟ قَالَ : نَعَمْ , وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ ) متفق عليه
أي المكثرون الصيام كالعادل والظالم يقال لمن يعتاد ذلك لا لمن يفعل ذلك مرة والظاهر أن الإكثار لا يحصل بصوم رمضان وحده بل بأن يزيد عليه ما جاء فيه أنه صيام الدهر والله تعالى أعلم بحقيقة
وقال أيضاً: " قال العلماء: سمي باب الريان تنبيهاً على أن العطشان بالصوم في الهواجر سيروى وعاقبته إليه وهو مشتق من الري
قوله : لا تظمأ فيها يدل على أنه لا ظمأ في الجنة أصلا إلا أن يقال ليس المراد هناك أنه لا ظمأ أصلا بل المراد بيان دوام المشارب على الفور هناك بحيث لا يبقى الإنسان فيها ظمآن لا أنه لو لم يستعمل لم يظمأ أصلا والداخل من هذا الباب يرتفع عنه الظمأ من أصله
أو يقال معنى الحديث أن من دخل لا يظمأ من أول ما دخله والداخلون من سائر الأبواب يرتفع عنهم الظمأ من حيث استقرارهم فيها ووصولهم إلى منازلهم المعدة لهم والله أعلم

عاشراً : ثناء الله على من جمع بين الصيام والقيام
عَنْ قَيْسِ بْنِ زَيْدٍ : أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَلَّقَ حَفْصَةَ بِنْتَ عُمَرَ ، فَدَخَلَ عَلَيْهَا خَالَاهَا قُدَامَةُ وَعُثْمَانُ ابْنَا مَظْعُونٍ ، فَبَكَتْ وَقَالَتْ : وَاللَّهِ مَا طَلَّقَنِي عَنْ شِبَعٍ ، وَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : " قَالَ لِي جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ : رَاجِعْ حَفْصَةَ ، فَإِنَّهَا صَوَّامَةٌ قَوَّامَةٌ ، وَإِنَّهَا زَوْجَتُكَ فِي الْجَنَّةِ " * ) السلسلة الصحيحة

مناقشة ( 4 )
س 1 :ما المقصود بالصائمين الذين يدخلون من باب الريان . ؟
س 2 : لما ذا سمي باب الصائمين بالريان ؟
س 3 : على ما ذا يدل الحديث .؟

حادي عشر : وعد الله الصائمين بالأجر العظيم
قال تعالى: (إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًاا (35) الأحزاب
فالمغفرة تكون : بغفران الذنوب أي بسترها وعدم المحاسبة عليها، ونُكرت المغفرة لتعظيم أمرها، فهي إذا ً مغفرة شاملة.
والأجر العظيم : وذلك في جنات النعيم مع الكرامة في موقف الحساب
ثاني عشر : الصوم أحد مكفرات الخطايا
عَنْ حُذَيْفَةَ قَالَ قَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَنْ يَحْفَظُ حَدِيثًا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْفِتْنَةِ قَالَ حُذَيْفَةُ أَنَا سَمِعْتُهُ يَقُولُ فِتْنَةُ الرَّجُلِ فِي أَهْلِهِ وَمَالِهِ وَجَارِهِ تُكَفِّرُهَا الصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ وَالصَّدَقَةُ قَالَ لَيْسَ أَسْأَلُ عَنْ ذِهِ إِنَّمَا أَسْأَلُ عَنْ الَّتِي تَمُوجُ كَمَا يَمُوجُ الْبَحْرُ قَالَ وَإِنَّ دُونَ ذَلِكَ بَابًا مُغْلَقًا قَالَ فَيُفْتَحُ أَوْ يُكْسَرُ قَالَ يُكْسَرُ قَالَ ذَاكَ أَجْدَرُ أَنْ لَا يُغْلَقَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَقُلْنَا لِمَسْرُوقٍ سَلْهُ أَكَانَ عُمَرُ يَعْلَمُ مَنْ الْبَابُ فَسَأَلَهُ فَقَالَ نَعَمْ كَمَا يَعْلَمُ أَنَّ دُونَ غَدٍ اللَّيْلَةَ ) متفق عليه
وقد ترجم البخاري على الحديث بقوله: " باب الصوم كفارة ".
قال القاري: "والمعنى أن الرجل يبتلى ويمتحن في هذه الأشياء، ويسأل عن حقوقها، وقد يحصل له ذنوب من تقصيره فيها، فينبغي أن يكفرها بالحسنات؛ لقوله تعالى: ( إِنَّ ٱلْحَسَنَـٰتِ يُذْهِبْنَ ٱلسَّـيّئَـٰتِ( 144) هود
مناقشة ( 5 )
س 1: ماهو الوعد للصائمين في الآية ؟
س3 : كيف تكون المغفرة ؟
س 3 : بماذاوصف الله سبحانه وتعالى الأجر الذي سيوفيه المذكورين في الآية ومنهم الصائمون . ؟

ثالث عشر : أن الله جعله بدلاً عن الكفارات
1 ـ كفارة اليمين عند العجز عن الإطعام أو الكساء
قال تعالى: ( لاَ يُؤَاخِذُكُمُ ٱللَّهُ بِٱللَّغْوِ فِى أَيْمَـٰنِكُمْ وَلَـٰكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ ٱلأَيْمَـٰنَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَـٰكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَـٰثَةِ أَيَّامٍ ذٰلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَـٰنِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَٱحْفَظُواْ أَيْمَـٰنَكُمْ كَذٰلِكَ يُبَيّنُ ٱللَّهُ لَكُمْ ءايَـٰتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ( 89) المائدة
فجعل الله الصيام عوضا لمن لم يجد الإطعام والكساء
2 ـ كفارة القتل لمن لم يجد الدية أو العتق
قال تعالى في كفارة القتل : وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَن يَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَئاً وَمَن قَتَلَ مُؤْمِناً خَطَئاً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَىٰ أَهْلِهِ إِلاَّ أَن يَصَّدَّقُواْ فَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ عَدُوّ لَّكُمْ وَهُوَ مْؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ وَإِن كَانَ مِن قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مّيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُّسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُّؤْمِنَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مّنَ ٱللَّهِ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً( 92) النساء

قال ابن كثير: "أي هذه توبة القاتل خطأ إذا لم يجد العتق صام شهرين متتابعين"(
3 ـ كفارة الظهار لمن يجد اعتاق رقبة
قال تعالى ( وَٱلَّذِينَ يُظَـاهِرُونَ مِن نّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُواْ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَٱللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا( 4) المجادلة .
قال ابن جرير: "يقول تعالى ذكره فمن لم يجد منكم ممن ظاهر من امرأته رقبة يحررها فعليه صيام شهرين متتابعين من قبل أن يتماسّا"(
4 ـ كفارة الوقاع في نهار رمضان لمن لم يجد إعتاق رقبة
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا ، فَقَالَ : " هَلَكْتُ ، قَالَ : وَمَا أَهْلَكَكَ ؟ ، قَالَ : وَقَعْتُ عَلَى أَهْلِي فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، قَالَ : " عِنْدَكَ مَا تَعْتِقُ رَقَبَةً " ، قَالَ : لَا . قَالَ : " هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ " ، قَالَ : لَا . قَالَ : " فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا " ، قَالَ : لَا . قَالَ : " اجْلِسْ " ، فَأَتَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا بِعَرَقٍ فِيهِ تَمْرٌ ، قَالَ : " خُذْ هَذَا فَتَصَدَّقْ بِهِ عَلَى الْمَسَاكِينِ " قَالَ : عَلَى أَفْقَرَ مِنَّا فَمَا بَيْنَ لَاهَتَيْهَا أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنَّا ، قَالَ : فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا حَتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ ، قَالَ : " خَذْهُ وَاذْهَبْ فَأَطْعِمْهُ عِيَالَكَ ) متفق عليه
قال ابن حجر في بيان الحكمة من هذه الخصال في الكفارة: " وأما الصيام فمناسبته ظاهرة؛ لأنه كالمقاصّة بجنس الجناية، وأما كونه شهرين فلأنه لما أمر بمصابرة النفس في حفظ كل يوم من شهر رمضان على الولاء فلما أفسد منه يوماً كان كمن أفسد الشهر كله، من حيث أنه عبادة واحدة بالنوع، فكلف بشهرين مضاعفة على سبيل المناقضة لنقيض قصده "
وكون الصيام كفارة لأعمال الجوارح . فاليمين والظهار عمل اللسان، والقتل عمل اليد ،والوقوع في رمضان عمل لأعضاء الجنسية .
ففيها تأديب لهذه الجوارح ومن المعلوم ما أمر الله به الالتزام بالآداب التي تحفظ هذه الجوارح من المعاصي والذنوب
مناقشة ( 5)
س 1 : ما أنواع الكفارات التي ينوب الصيام فيها ؟
س 2 : متى ينوب الصيام في كل كفارة . ؟
انتهى هذا الجزء ويليه التعريف بعاشوراء وفضله وفضل صيامه
[/font]

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

تنفيذ (دورة الاستعداد لشهر الله المحرم رقم 6 (ج1) أحد دورات دبلوم الحج والأشهر الحرم ب2 )




بدأ القسم الشرعي

 بأكاديمية بناء الشخصية للتدريب والا ستشارات
الأحد 1436/12/21هـ 

تنفيذ 
 دورة  الاستعداد لشهر الله المحرم رقم 6   (ج1) 
 أحد دورات دبلوم الحج والأشهر الحرم   ب2  

وهي من
 إعداد : د.فاطمة صالح الجارد 
وتنفيذ : هند الشطب
بحضور عشر متدربات 
وهي لمدة يومين 
بواقع ساعتين  ونصف لكل يوم

ومحاور الدورة هي:
1- اغتنام الأوقات في المواسم الروحانية 
2-الأحداث في هذا الشهر والتي عليها مدار العبادات والبدع 
3- التاريخ الهجري أدق من الميلادي وحكم استخدام الميلادي

وقد أبدت المتدربات سرورهن بحضورهن الدورة
لما لمسن فيها من فوائد وحكم غابت عنهن
نسأل الله لنا ولهم العلم النافع والعمل الصالح

هند الشطب
الأحد 1436/12/21هـ 

الثلاثاء، 22 سبتمبر 2015

الإجابات النموذجية لدورة عيد الأضحى

الإجابات النموذجية لدورة عيد الأضحى 2
إجابات المحور الأول :
المناقشة (1)
س1 :ماهو مفهوم العيد لغة واصطلاحا؟
مفهوم العيد : لغة : مشتق من العود ، وهو الرجوع والمعاودة لأنه يتكرر .
 
اصطلاحاً : يومان : يوم الفطر من رمضان وهو أول يوم من شوال ، ويوم الأضحى وهو اليوم العاشر من ذى الحجة .
*****************
س2: ما هو حكم صلاة العيد وما الراجح فيه؟
أجمع المسلمون على أن صلاة العيدين مشروعة .
واختلف الفقهاء فى حكمها :
أ ) سنة مؤكدة ، لفعله ومداومته -صلى الله عليه وسلم- لها ، قاله المالكية والشافعية وهو الراجح .

ب ) واجبة ، لمواظبته -صلى الله عليه وسلم- من دون تركها ولو لمرة ، ولأنها تؤدى جماعة فلو كانت سنة لم تكن واجبة لاستثناها الشارع ، قاله الحنفية .
 
ج ) فرض كفاية ، قوله تعالي { فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ }  الكوثر( 2 ) ولمداومته -صلى الله عليه وسلم- على فعلها ، قاله الحنابلة .

*********************
س3:أذكري كيفية صلاة العيد.
وأجمع المسلمون على أنها ركعتين ، ويشرع فيهما قراءة سورة الفاتحة وسورة فى كل ركعة ، ولا أذان ولا إقامة لها ، وتؤدى جماعة ، وعلى الجهر بالقراءة .

****************
 
إجابات المحور الثاني :
المناقشة (2)
 
س1:عددي أحكام العيد وآدابه
ج/ التكبير ،صلاة العيد ، نحر الأضحية ،التجمل يوم العيد ، اللعب والفرح يوم العيد المباح ،مخالفة الطريق ،صلاة ركعتين قبل صلاة العيد أذا صﻻها بمسجد كتحية المسجد واﻻ فﻻ يصلي قبلها شئ- التهنئة يوم العيد،اﻷكل والشرب
 
*********************

س2:ما حكم صيام يوم العيد ؟
محرم نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الفطر ويوم الاضحى
  : ( عن عمر بن الخطاب وأبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى )

***************
س3:عللي مخالفة الطريق في الذهاب والعودة من صﻻة العيد؟
 اقتداء بفعله صلی الله عليه وسلم لما رواه جابر رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق . وحتی يمر علی أكبر عدد من المسلمين والسلام عليهم وتهنئتهم بالعيد
 لزيادة الخطى وكسب اﻷجر
للسلام على أشخاص آخرين وتهنئتهم بالعيد
************************ 
س4  :ما الدليل  على مايلي
1-في أظهار الفرح يوم العيد ؟
ماروته عائشة رضي الله عنها قالت دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي جاريتان تغنيان بغناء بعاث فاضطجع في الفراش وحول وجهه ودخل أبو بكر فانتهرني وقال مزمارة الشيطان عند النبي صلى الله عليه وسلم فأقبل عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال دعهما فلما غفل غمزتهما فخرجتا وقالت ( وكان يوم عيد يلعب فيه السودان بالدرق والحراب فإما سألت النبي صلى الله عليه وسلم وإما قال أتشتهين تنظرين ؟قالت نعم فأقامني وراءه خدي علی خده وهو يقول دونكم يابني أرفده حتی اذا مللت قال حسبك ؟ قلت نعم قال فاذهبي )
 
2-التجمل في العيد
٢٠١٥/٩‏/٢٠، ٦:٥٦ م - ام سعود: التجمل في العيد
2: قد روی البخاري رحمه الله عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما انه قال : (أخذ عمر جبة من استبرق تباع في السوق فأخذها فاتی رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله ابتع هذه تجمل بها للعيد والوفود فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هذه لباس من لا خلاق له .فلبث عمر ما شاء الله أن يلبث ثم أرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بجبة ديباج فأقبل بها عمر فأتى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يارسول الله يارسول الله انك قلت إنما هذه لباس من لا خلاق له وأرسلت الي بهذه الجبة فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم تبيعها أو تصيب بها حاجتك )
 
3-النحر في يوم العيد
وما الدليل على -النحر في يوم العيد
 ج/قوله تعالى (فصل لربك وأنحر )الكوثر 2
قوله صلى الله عليه وسلم " إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحيّ فلا يمسّ من شعره شيئاً حتى يضحي ". ] مختار الصحاح
 قوله صلى الله عليه وسلم " من كان له سعة ولم يضح فلا يقربنّ مصلانا رواه ابن ماجه وحسنه الألباني
قوله صلى الله عليه وسلم " من ذبح قبل الصلاة فليعد مكانها أخرى " . رواه مسلم

***************
إجابات المحور الثالث :
المناقشة (3)
س1:  ماهو تعريف اﻷضحية لغة وأصطﻻحا؟
-تعريف الأضحية
الأضحية لغة : اسم لما يذبح أيام عيد الأضحى ، أي الشاة التي يضحي بها ، وهي تجمع على أضحى ، وأضاح ، وضحايا ، وأضاحي ،(3) وتسمىّ أضحية أو ضحية . وبها
سمي يوم الأضحى ، أي اليوم الذي يضحي الناس فيه
وقيل اﻷضحية تُطلق على الشاة التي تُذبح ضحوة ، أي وقت ارتفاع النهار  .
اصطلاحاً :
ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام الأضحى بسبب العيد تقرباً إلى الله تعالى
******************
س2:ماهو حكمها ؟ومالراجح فيه؟
والأصل في مشروعية الأضحية الكتاب والسنة والإجماع .(3)
ذهب جمهور العلماء ، ومنهم الشافعية والحنابلة وهو أرجح القولين عند مالك وإحدى الروايتين عن أبي يوسف إلى أن الأضحية سنة مؤكدة ، وهذا قول أبي بكر وعمر رضي الله عنهما وغيرهما من بعض الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين .
ودليلهم قوله صلى الله عليه وسلم " إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحيّ فلا يمسّ من شعره شيئاً حتى يضحي
وقال بعض العلماء أنها واجبة ، وهو قول أبي حنيفة وقول شيخ الإسلام ، ودليلهم في ذلك  1 / قوله تعالى " فصل لربك وانحر  ".الكوثر 2 وقالوا أن مطلق الأمر للوجوب . فالمقصود : أن الذي عليه جمهور الفقهاء رحمهم الله أن الأضحية سنة مؤكدة . وهو الراجح
ابو حنيفة وابن تيمية   واجبة
***************

س3:  ما الحكمة من مشروعيتها؟
 شرعت الأضحية لحكم منها :
1_ التعبد لله بذلك .
2_ إحياء لسنة إبراهيم عليه الصلاة والسلام ، عندما أُمر بذبح إبنه وبكره إسماعيل عليه السلام ، ثم فداه الله تعالى بذبح عظيم ، فكانت سنة من ذلك الوقت  ، فقد روي عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنهم قالوا له : يا رسول الله ما هذه الأضاحي ؟ قال : " سنة أبيكم إبراهيم " قالوا ، فمالنا فيها يا رسول ؟ قال : " بكل شعرة حسنة " قالوا : فالصوف يا رسول الله ؟ قال : " بكل شعرة من الصوف حسنة(3)
3_ إتباعاً لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، فإنه دعا إليها ورغب فيها
4_ التوسعة على الأهل .
5_ إدخال الفرح والسرور على الفقراء والمساكين .
6_ دليل قاطع على طاعة الله وطاعة رسوله
 
********************
 س4:أذكري أدلة مشروعية اﻷضحية من الكتاب والسنة
والأصل في مشروعية الأضحية الكتاب والسنة والإجماع .
 وقوله صلى الله عليه وسلم " إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحيّ فلا يمسّ من شعره شيئاً حتى يضحي ". ] مختار الصحاح 378
قوله تعالى " فصل لربك وانحر  ".الكوثر
قوله صلى الله عليه وسلم " من كان له سعة ولم يضح فلا يقربنّ مصلانا رواه ابن ماجه وحسنه الألباني
من ذبح قبل الصلاة فليعد مكانها أخرى " . رواه مسلم
 
*****************
 س5:متى شرعت اﻷضحية؟
في السنه الثانيه من الهجرة
************

س6:متى الوقت اﻷفضل لذبحها؟عززي كﻻمك باﻷدلة
وقت بدء الذبح :
لقد أجمع العلماء على أن ذبح الأضحية لا يجوز قبل طلوع الشمس وقبل صلاة العيد في ذلك اليوم أو ما يعادل ذلك الوقت ممن كان خارجاً عن المصلىّ وبعيداً عنه أي بمقدار وقت الصلاة والخطبة .

قال أبو حنيفة وأصحابه والثوري والليث بن سعد : لا يجوز ذبح الأضحية قبل الصلاة ، ويجوز بعد الصلاة قبل أن يذبح الإمام ، وحجتهم قوله صلى الله عليه وسلم " من نسك قبل الصلاة ، فإنما هي شاة لحم "
وعن جندب قال : خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أضحى ، فرأى قوماً قد ذبحوا ، وقوماً لم يذبحوا ، فقال " من كان ذبح قبل صلاتنا فليُعد ، ومن لم يذبح فليذبح باسم الله "  .متفق عليه

والراجح : أن وقت ذبح الأضحية يكون بعد صلاة العيد ، سواءً صلىّ المضحيّ أم لا . وهو الذي يدل عليه الدليل ، فعن أنس رضي الله عنه قال ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من كان ذبح قبل الصلاة فليعد

وعن البخاري " من ذبح قبل الصلاة فإنما يذبح لنفسه ، ومن ذبح بعد الصلاة فقد تم نُسُكه وأصاب سنة المسلمين ".

فالصواب : أن وقت الذبح بعد صلاة العيد لمن كان في المدن ، أماّ أهل القرى ومن ليس عليهم صلاة عيد ، فعليهم أن يقدروا وقت الصلاة ، فإذا علموا أن الصلاة قد انتهت تقديراً ذبحوا "

قال الشيخ عبد الله البابطين : من ضحىّ بعد صلاة الإمام فأضحيته مجزئة ، ولو لم يصلي ، لأن العبرة بصلاة الإمام لا صلاة الإنسان نفسه
 
*********************
س7:ما هو السن المعتبر في اﻷضحية؟ومن يذبحها؟
5 سنوات من الابل
سنتان من البقر
سنه من المعز
وسته اشهر من الضأن

*******************************
مناقشة المحور الرابع ::
: س1:ما حكم  أضحية تارك الصلاة؟
تارك الصلاة لا تحل ذبيحته ولا تؤكل، وعلى مبني على القول بكفر تارك الصلاة سواء جحودا باتفاق العلماء، أو تهاونا على الصحيح من أقوالهم.

****************
س2:هل يجوز إهداء الكافر منها؟
يجوز أن يهدي منها كافراً غير مقاتل للمسلمين، خاصة إن كان يُرجى إسلامه، وعلى هذا فيجوز أن تهدي عاملاً أو خادمةً أو راعياً ولو كان كافراً، قاله ابن عثيمين رحمه الله.

**************
س3:ما حكم اجتماع الأضحية مع العقيقة؟
اختلف فيه العلماء في اجزاء أحدهما عن الآخر واجازه الحنابلة ومحمد بن إبراهيم
*************
س4: ما بدع ومخالفات اﻷضحية؟
بدع ومخالفات:
البدع تختلف باختلاف البلدان، والضابط فيها كل فعل في الأضحية ليس يتعبد فيه المضحي ليس عليه دليل، ومنها:
- أن يتوضأ قبل ذبحها فلم يرد دليل على ذلك.
- أن يلطخ صوفها أو جبهتها بدمها، فليس على ذلك دليل من الكتاب أو السنة.
- أن يكسر رجلها أو يدها بعد ذبحها مباشرة.
- أن يضحي عن فقراء المسلمين فيقول:" اللهم هذه عن فقراء المسلمين " فلم يرد به دليل، ولم يفعله خيار الأمة من السلف الصالحين.

**************
س5 : بيني حكم ولد اﻷضحية أذا ولدت ؟
إذا ولدت الأضحية فإنه يذبح ولدها تبعاً لها؛ لأنه أخرج أمها في سبيل الله فيُخرج ما كان تابعاً لها كذلك، وعليه الجمهور من أهل العلم.

***********  
ﻷحاديث التي لا تصح في الأضحية؟
هناك أحاديث تذكر في هذا الباب وهي غير صحيحة، منها:
1- ما روي: "ما عمل ابن آدم يوم النحر عملا أحب إلى الله عز وجل من إهراق الدم، وإنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها وأظلافها وأن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض فطيبوا بها نفسا".
2- وكذلك: "يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ما هذه الأضاحي؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم. قالوا: فما لنا فيها يا رسول الله؟ قال: بكل شعرة حسنة. قالوا: فالصوف يا رسول الله؟ قال: بكل شعرة من الصوف حسنة".
3- وكذلك: "يا فاطمة قومي إلى أضحيتك فأشهديها فإن لك بكل قطرة تقطر من دمها أن يغفر لك ما سلف من ذنوبك. قالت: يا رسول الله ألنا خاصة آل البيت أو لنا وللمسلمين؟ قال: بل لنا وللمسلمين".
4- وكذلك: "استفرهوا –وفي رواية- عظموا ضحاياكم فإنها مطاياكم على الصراط - وفي رواية – على الصراط مطاياكم – وفي رواية – إنها مطاياكم إلى الجنة".
5- وكذلك: "من ضحى طيبة بها نفسه محتسبا لأضحيته كانت له حجابا من النار".
6- وكذلك: "إن الله يعتق بكل عضو من الضحية عضوا من المضحي - وفي رواية - يعتق بكل جزء من الأضحية جزءاً من المضحي من النار".
7- وكذلك: "أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يضحى ليلاً".
قال ابن العربي المالكي في كتابه عارضة الأحوذي6/288: "ليس في فضل الأضحية حديث صحيح وقد روى الناس فيها عجائب لم تصح".