الأربعاء، 28 يناير 2015

محاور دوره ( برنامج البدع السنوية ب1 ج2 دورة الاحتفال بالمولد النبوي ) كاملة


( برنامج البدع السنوية ب1 ج2 دورة الاحتفال بالمولد النبوي )



المحور الاول 
( برنامج البدع السنوية ب1 ج2 دورة الاحتفال بالمولد النبوي )

 - http://dawrate23.blogspot.com/2015/01/1-2_28.html?m=1 


 المحور الثاني 
( برنامج البدع السنوية ب1 ج2 دورة الاحتفال بالمولد النبوي )

  - http://dawrate23.blogspot.com/2015/01/1-2_18.html?m=1


المحور الثالث
( برنامج البدع السنوية ب1 ج2 دورة الاحتفال بالمولد النبوي )

 - http://dawrate23.blogspot.com/2015/01/1-2_89.html?m=1

المحور الثاني ( برنامج البدع السنوية ب1 ج2 دورة الاحتفال بالمولد النبوي )

 
برنامج البدع السنوية ب1
 ج2  دورة الاحتفال بالمولد النبوي 

اعداد :  هند الشطب - زايده الزهراني - رحاب الهدى محمد

المحور الثاني :  رد جواز الشبهات في المولد النبوي
 
 *حكم الاحتفال بالمولد والرد على من أجازه
فإن مما أحدث بعد القرون المشهود لها بالخير بدعة الاحتفال
 بالمولد النبوي، 
 
 وأوردوا في هذا بعض الشبهات منها.
أولا: دعوى تلقي الأمم الإسلامية هذا الاحتفال بالقبول منذ مئات
 السنين.
الثاني: تقسيم العز بن عبد السلام البدعة إلى أحكام الشريعة 
الخمسة
الثالث: قول عمر بن الخطاب في صلاة التراويح: 
(نعمت البدعة هذه).
الرابع: قول عمر بن عبد العزيز:
 (تحدث للناس أقضية بقدر ما أحدثوا من الفجور).
الخامس: دعوى الكاتب: أن في إقامة الاحتفال بالمولد صون 
عرض المملكة العربية السعودية عن أن تنسب إلى تنقص النبي 
صلى الله عليه وسلم، الذي كان يذاع عنها تنقصه وإحراق كتب 
الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم.

*الرد عل هذه الشبهات.
 فلهذا وجب نقض هذه الشبه  هذه أولاً، وبيان حكم المولد ثانياً.
*الرد على الشبهة الأولى. 
 أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي- وإن كان بدعة- فقد تلقته الأمة
 بالقبول، فمن أقوى الأدلة على جهالته؛ لأمور:

أحدها: أن الأمة معصومة من الاجتماع على ضلالة، 
والبدعة في الدين بنص الأحاديث النبوية ضلالة، 
الثاني: أن الاحتجاج على تحسين البدع بهذه الدعوى ليس بشيء 
في أمر تركته القرون الثلاثة المقتدى بهم، 
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في
 (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم):
 "من اعتقد أن أكثر هذه العادات المخالفة للسنن مجمع عليها،
 بناءً على أن الأمة أقرتها ولم تنكرها، فهو مخطئ في هذا الاعتقاد،
 فإنه لم يزل في كل وقت من ينهى عن عامة العادات المستحدثة
 المخالفة للسنة".
وقال: "ولا يجوز دعوى إجماع بعمل بلد أو بلاد من بلدان المسلمين 
، فكيف بعمل بعض الطوائف. 
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الاقتضاء): 
"ما أكثر ما قد يحتج بعض من يتميز من المنتسبين إلى علم أو 
عبادة بحجج ليست من أصول العلم التي يعتمد في الدين عليها".
وذكر أن التعلق في تحسين البدع بما عليه الكثير من الناس إنما يقع
 ممن لم يحكم أصول العلم؛ فإنه هو الذي يجعل ما اعتاده هو
 ومن يعرفه إجماعاً، وإن لم يعلم قول سائر المسلمين في ذلك 
ويستنكر تركه.
الأمر الثالث: ما سنذكره عن علماء المسلمين من احتواء الاحتفال
 بالمولد على المحرمات.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الاقتضاء):
 "لا يحل لأحد أن يقابل هذه الكلمة الجامعة من رسول الله
 صلى الله عليه وسلم الكلية، وهي قوله: {كل بدعة ضلالة}
 بسلب عمومها فيقول أن هناك بدع حسنة.
 
*الرد على الشبهة الثانية.
وأما استدلال  على أن البدعة في الدين تكون حسنة بقول عمر 
بن الخطاب رضي الله عنه في صلاة التراويح: (نعمت البدعة هذه)
 فاستدلال ليس في محله، فإن عمر لم يقصد بذلك تحسين البدعة
 في الدين.
 وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في (اقتضاء الصراط المستقيم):
أما قول عمر: (نعمت البدعة هذه)، 
 
 أكثر ما في هذا تسمية عمر تلك بدعةً، مع حسنها، وهذه تسمية
 لغوية لا تسمية شرعية، وذلك أن البدعة في اللغة تعم كل ما فعل
 ابتداءً من غير مثال سابق، وأما البدعة الشرعية؛ فكل ما لم يدل 
عليه دليل شرعي".
 فالنبي صلى الله عليه وسلم كانوا يصلون قيام رمضان على عهده
جماعة وفرادى، وقد قال لهم في الليلة الثالثة أو الرابعة لما اجتمعوا
: {إنه لم يمنعني أن أخرج إليكم إلا كراهة أن يفرض عليكم، فصلوا
 في بيوتكم، فإن أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة}، 
فعلل صلى الله عليه وسلم عدم الخروج بخشية الافتراض 
وقال شيخ الإسلام أيضاً في (الاقتضاء): 
"أما صلاة التراويح فليست بدعةً في الشريعة،
 بل هي سنة بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم وفعله،
 فإنه قال: (إن الله فرض عليكم صيام رمضان، وسننت لكم قيامه)،
 ولا صلاتها جماعةً بدعة؛ بل هي سنة في الشريعة، بل قد صلاها
رسول الله صلى الله عليه وسلم في الجماعة في أول شهر رمضان
 ليلتين، بل ثلاثاً. وصلاها أيضاً في العشر الأواخر في جماعة 
مرات، وقال: (إن الرجل إذا صلى مع الإمام حتى ينصرف كتب
له قيام ليلة)، لما قام بهم حتى خشوا أن يفوتهم الفلاح.
 رواه أهل السنن، وبهذا الحديث احتج أحمد وغيره على أن فعلها 
في الجماعة أفضل من فعلها في حال الانفراد.
 
*الرد على الشبهة الثالثة.
وأما استدلال  على استحسان الابتداع في الدين بما عزاه إلى عمر
 بن عبد العزيز أنه قال: "تحدث للناس أقضية بقدر ما أحدثوا من
الفجور" يقصد الشنقيطي بذلك: القياس، أي: فكذلك تحدث لهم 
مرغبات في الخير بقدر ما أحدثوا من الفتور.
 
فقد أجاب الإمام الشاطبي في (الاعتصام) عن هذا الاستدلال بأمور:
أولها: أن هذا قياس في مقابلة النص الثابت في النهي عن الابتداع،
 وهو من باب فساد الاعتبار.
الثاني: أن هذا قياس على نص لم يثبت بعد من طريق مرضي.
الثالث: أن هذا الكلام على فرض ثبوته عن عمر بن عبد العزيز،
 لا يجوز قياس إحداث العبادات عليه؛ لأن كلام عمر إنما هو في
 معنى عادي يختلف فيه مناط الحكم الثابت فيما تقدم؛ 
الرابع: أن هذا القياس مخالف لأصل شرعي، وهو طلب النبي
صلى الله عليه وسلم السهولة والرفق والتيسير وعدم التشديد،
 فزيادة وظيفة لم تشرع تظهر ويعمل بها دائماً في مواطن السنن،
 هي تشديد بلا شك، فليس قصد عمر بن عبد العزيز بهذا الكلام 
-على فرض ثبوته عنه- فتح السبيل إلى إحداث البدع"."
 
ومن هذه النقول يعلم أن عمر بن عبد العزيز لم يقصد بهذه الكلمة 
فتح أي باب يناقض الشريعة، وكيف ينسب إلى عمر بن عبد العزيز 
 فتح باب الابتداع في الدين، وهو الذي يقول حينما بايعه الناس
 بعدما صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه: "يا أيها الناس!
 إنه ليس بعد نبيكم نبي، ولا بعد كتابكم كتاب، ولا بعد سنتكم سنة، 
ولا بعد أمتكم أمة، ألا وإن الحلال ما أحله الله في كتابه على لسان 
نبيه حلال إلى يوم القيامة، ألا وإن الحرام ما حرم الله في كتابه
 على لسان نبيه حرام إلى يوم القيامة، ألا وإني لست بمبتدع 
ولكني متبع".
 
*الرد على الشبهة الرابعة.
وأما دعوى الشنقيطي: أن عدم احتفال المملكة السعودية بالمولد
 النبوي يعرضها إلى أن تُـنسب من قبل الدول الأخرى إلى تنقص
 الرسول صلى الله عليه وسلم وازدرائه، حيث تحتفل بغيره 
ولا تحتفل لمولده، ويذاع عنها ذلك، كما يذاع عنها أنها تحرق
 كتب الصلاة عليه؛ فهذا من عندياته، وذلك لأمور:
 
أحدها: أن الحكومات الإسلامية كلها تعترف للحكومة السعودية
 بتعظيم الرسول صلى الله عليه وسلم، مع علمها بأنها لا تحتفل 
بالمولد النبوي مخافة من الابتداع، وأقرب شاهد في زماننا هذا 
على ذلك إقبال وفودها على المؤتمر الإسلامي الذي يعقد بمكة،
 فإنه لا يتصور ذلك الإقبال الشديد على من يتهم برسول الله،
 
وكان يذكر أن ما ينسب إليه من إحراق كتب الصلاة على النبي
 صلى الله عليه وسلم ليس له أصل، إلا أنه نصح بعض من يتعلق
 بكتاب (دلائل الخيرات) بأنه لا يصير هذا الكتاب أجل في قلبه
 من كتاب الله، فيظن أن القراءة فيه أنفع من قراءة القرآن، 
ورغم هذه الافتراءات أبى الله إلا أن يظهر الحق ويبطل الباطل، 
ويعلي الدعوة التي حاول أولئك المبطلون التنفير عنها بمثل تلك 
الإشاعات الباطلة.
 
الثاني: أن القائل بأن تارك الاحتفال بالمولد متنقص للنبي صلى الله 
عليه وسلم، إن أراد بقوله هذا أن ذلك اعتقاد التارك، فقد كذب 
وافترى، وإن أراد أن ذلك تنقيص للنبي صلى الله عليه وسلم 
عما يستحقه شرعاً، فالمرجع في ذلك إلى الكتاب والسنة، 
وما عليه القرون المشهود لها بالخير، فنحاكم كل من يطالبنا بهذا 
إلى ذلك، فإن جاء بدليل صحيح صريح، وإلا فنحن مستمسكون 
بقول النبي صلى الله عليه وسلم: {كل بدعة ضلالة}، 
وبما روى أبو داود في سننه، عن حذيفة رضي الله عنه قال: 
{كل عبادة لا يتعبدها أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم 
فلا تعبدوها، فإن الأول لم يترك للآخر مقالاً}، 
ولا نصون أعراضنا في الدنيا بالتقرب إلى الله تعالى بما لم يشرعه.

الثالث: أن أكثر ما يقصد من تلك الاحتفالات التي تقام للرؤساء 
إحياء الذكرى، والنبي صلى الله عليه وسلم قد قال الله في حقه: 
((وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ))]الانشراح:4[، 
فذكره مرفوع في الأذان والإقامة والخطب والصلوات، 
وفي التشهد والصلاة عليه، وفي قراءة الحديث، 
واتباع ما جاء به، فهو أجل من أن تكون ذكراه سنوية فقط، 
ولكن الأمر كما قال السيد رشيد رضا في كتابه 
(ذكرى المولد النبوي)‏ قال: 
"إن من طباع البشر أن يبالغوا في مظاهر تعظيم أئمة الدين
أو الدنيا في طور ضعفهم- أي البشر- في أمر الدين أو الدنيا؛
 لأن هذا التعظيم لا مشقة فيه على النفس، فيجعلونه بدلاً مما يجب
 عليهم من الأعمال الشاقة التي يقوم بها أمر الدين أو الدنيا،
وإنما التعظيم الحقيقي بطاعة المعظم، والنصح له، والقيام بالأعمال
 التي يقوم بها أمره ويعتز دينه إن كان رسولاً، وملكه إن كان ملكاً،
 وقد كان السلف الصالح أشد ممن بعدهم تعظيماً للنبي 
صلى الله عليه وسلم ثم للخلفاء، وناهيك ببذل أموالهم وأنفسهم في 
هذا السبيل، ولكنهم دون أهل هذه القرون التي ضاع فيها الدين في
 مظاهر التعظيم اللساني، ولاشك أن الرسول الأعظم صلى الله 
وسلم أحق الخلق بكل تعظيم، 
وليس من التعظيم الحق له أن نبتدع في دينه بزيادة أو نقص 
أو تبديل أو تغيير لأجل تعظيمه به، وحسن النية لا يبيح الابتداع 
في الدين، فقد كان جل ما أحدث أهل الملل قبلنا من التغيير 
في دينهم عن حسن نية، ومازالوا يبتدعون بقصد التعظيم 
وحسن النية؛ حتى صارت أديانهم غير ما جاءت به رسلهم، 
ولو تساهل سلفنا الصالح كما تساهلوا، وكما تساهل الخلف 
الذين اتبعوا سننهم شبراً بشبر وذراعاً بذراع؛ 
لضاع أصل ديننا أيضاً، ولكن السلف الصالح حفظوا لنا الأصل،
 فالواجب علينا أن نرجع إليه ونعض عليه بالنواجذ" اهـ.
 
هذا مع أن الاحتفال بالمولد النبوي إذا كان بطريق القياس على
 الاحتفالات بالرؤساء، صار أي: النبي صلى الله عليه وسلم ملحقاً
 بغيره وهذا ما لا يرضاه عاقل.

          بيان وتوضيح ( حكم الاحتفال بالمولد النبوي)
 
حكم المولد:
 
قسم العلماء الاجتماع الذي يعمل في ربيع الأول 
ويسمى باسم: المولد إلى قسمين:
 
أحدهما: ما خلا من المحرمات فهو بدعة لها حكم غيرها من البدع،
 قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الفتاوى الكبرى):
 "أما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر
 ربيع الأول التي يقال: إنها ليلة المولد، أو بعض ليالي شهر رجب،
 أو ثامن عشر ذي الحجة، أو أول جمعة من رجب، أو ثامن شوال
الذي يسميه الجهال: عيد الأبرار- 
فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف الصالح ولم يفعلوها".
 
وقال العلامة تاج الدين عمر بن علي اللخمي الإسكندراني المشهور
 بـ(الفاكهاني) في رسالته في المولد المسماة
 بـ(المورد في عمل المولد): 
"لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن 
أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار 
المتقدمين، بل هو بِدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفسٍ اغتنى بها 
الأكالون،
 بدليل أنَّا إذا أدرنا عليه الأحكام الخمسة قلنا:
إما أن يكون واجباً، أو مندوباً، أو مباحاً، أو مكروهاً، أو محرماً.
وهو ليس بواجب إجماعاً، ولا مندوباً؛ 
لأن حقيقة الندب: ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه،
 وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة، ولا التابعون 
ولا العلماء المتدينون -فيما علمت- وهذا جوابي عنه بين يدي الله 
إن عنه سئلت.
ولا جائز أن يكون مباحاً؛ لأن الابتداع في الدين ليس مباحاً بإجماع
 المسلمين. فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً، أو حراماً".
 
 وأما القسم الثاني من عمل المولد: وهو المحتوي على المحرمات،
 فهذا قد منعه العلماء وبسطوا القول فيه، وإليك بعض عباراتهم في 
ذلك:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في فتوى له: "فأما الاجتماع في عمل
 المولد على غناء ورقص ونحو ذلك واتخاذه عبادة، فلا يرتاب أحد
 من أهل العلم والإيمان في أن هذا من المنكرات التي ينهى عنها، 
ولا يستحب ذلك إلا جاهل .
 
قال الفاكهاني: "ولقد أحسن أبو عمرو بن العلاء حيث يقول:
 لا يزال الناس بخير ما تعجب من العجب. هذا مع أن الشهر الذي
 ولد فيه النبي صلى الله عليه وسلم -وهو ربيع الأول- 
هو بعينه الذي توفي فيه، فليس الفرح بأولى من الحزن فيه، 
وهذا ما علينا أن نقول، ومن الله تعالى نرجو حسن القبول".
 
وقد ذكر ابن الحاج في (المدخل) مما احتوى عليه الاحتفال بالمولد
 في زمانه- فكيف بزماننا هذا 
ما يلي:
 1- استعمال الأغاني وآلات الطرب من الطارالمصرصروالشبابة 
وغير ذلك.
 قال ابن الحاج: "مضوا في ذلك على العوائد الذميمة في كونهم 
يشتغلون في أكثرالأزمنة التي فضلها الله وعظمها ببدع ومحرمات"
 وذكر ابن الحاج قول القائل:
    يا عصبةً ما ضر أمة أحمد    وسعى إلى إفسادها إلا هي
   طار ومزمار ونغمة شادنٍ  أرأيت قـط عبادة بملاهي
 
2- قلة احترام كتاب الله عز وجل، فإنهم يجمعون في هذه 
الاحتفالات بينه وبين الأغاني، ويبتدئون به قصدهم الأغاني.
 قال ابن الحاج: "ولذلك نرى بعض السامعين إذا طول القارئ 
القراءة يتقلقلون منه؛ لكونه طول عليهم ولم يسكت حتى يشتغلوا 
بما يحبونه من اللهو"، 
وقال: "وهذا  خلاف اهل الحق لأنهم يحبون سماع كلام مولاهم؛ 
لقوله تعالى في مدحهم: 
((وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ 
مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ))
المائدة:8 
وبعض هؤلاء يستعملون الضد من ذلك، 
فإذا سمعوا كلام ربهم عز وجل قاموا بعده إلى الرقص 
والفرح والسرور والطرب بما لا ينبغي، 
فإنا لله وإنا إليه راجعون على عدم الاستحياء من عمل الذنوب
يعملون أعمال الشيطان، ويطلبون الأجر من رب العالمين
ويزعمون أنهم في تعبد وخير".
 
3- الافتتان بالمردان؛ فإن الذي يغني في الاحتفالات ربما يكون 
شاباً نظيف الصورة، حسن الكسوة الهيئة، أو أحداً من الجماعة 
الذين يتصنعون في رقصهم، بل  يتمالك ويتعانقون فقد يقع في
 نفس البعض 
عشقهم وطلبهم. 
قال ابن الحاج: "وبعض النسوة يعاين ذلك على ما قد علم من 
نظرهن من السطوح والطاقات وغير ذلك؛ فيرينه وسمعنه 
وهن أرق قلوباً وأقل عقولاً فتقع الفتنة في الفريقين".
هذا بعض ما ذكره ابن الحاج من المحرمات التي تحصل 
في احتفال الرجال بالمولد.
 
            ذكر المفاسد التي تقع في الاحتفالات.
 
من المفاسد المتعلقة بالنساء ما يلي:
1- افتتان الرجال بالنساء؛ لأن بعض الرجال يتطلع عليهن من 
بعض الطاقات والسطوح، وتزداد الفتنة برفع أصواتهن، 
وتصفيقهن بالأكف، وغير ذلك مما يكون سبباً إلى وقوع المفسدة 
العظمى.
 
2- افتتانهن في الاعتقاد؛ وذلك لأنهن لا يحضرن للمولد 
إلا ومعهن شيخه تتكلم في كتاب الله وفي قصص الأنبياء بما 
لا يليق، فربما تقع في الكفر الصريح وهي لا تشعر؛ 
لأنها لا تعرف الصحيح من السقيم، والحق من الكذب، 
فتدخل النسوة في الغالب وهن مؤمنات، ويخرجن 
وهن مفتتنات في الاعتقاد أو فروع الدين.
 
3- خروج النساء إلى المقابر، وارتكاب أنواع المحرمات 
هناك من الاختلاط وغيره، ويذكر ابن الحاج: 
أن هذه المفسدة من آثار بناء البيوت على المقابر 
قال: "إذ لو امتثلنا أمر الشرع في هدمها لانسدت 
هذه المثالم كلها وكفي الناس أمرها"،
 قال: "فبسبب ما هناك من البنيان والمساكن؛ 
وجد من لا خير فيه السبيل إلى حصول أغراضه الخسيسة 
ومخالفة الشرع".
 
4- فتح باب الخروج لهن لغير ضرورة شرعية؛ فإنهم- أي:
 أهل زمانه- ضموا لأيام المولد النبوي الثلاثة يوم الإثنين 
لزيارة الحسين، وجعلوا يوم الأربعاء لزيارة نفيسة، 
فالتزمن الزيارة في تلك الأيام لما يقصدن من أغراض الله أعلم بها.
 قال ابن الحاج: "ولو حكي هذا عن الرجال لكان فيه شناعة 
وقبح، فكيف به في النساء؟! فإنا لله وإنا إليه راجعون!"
 
قال ابن الحاج بعد بسط الكلام على هذه المفاسد:
 
"هذا الذي ذكر بعض المفاسد المشهورة المعروفة،
 وما في ذلك من الدسائس ودخول وساوس النفوس وشياطين الإنس
 والجن مما يتعذر حصره، فالسعيد السعيد من أعطى قياده للاتباع 
وترك الابتداع، وفقنا الله لذلك بمنه".
وقد ذكر ابن حجر الهيتمي في (الفتاوى الحديثية):
 أن الموالد التي تفعل عندهم في زمنه أكثرها مشتمل على شرور
 لو لم يكن منها إلا رؤية النساء الرجال الأجانب لكفى ذلك 
في المنع، وذكر أن ما يوجد في تلك الموالد من الخير 
لا يبررها ما دامت كذلك؛ للقاعدة المشهورة المقررة:
 أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
 قال: "فمن علم وقوع شيء من الشر فيما يفعله من ذلك فهو عاص
 آثم، وبفرض أنه عمل في ذلك خيراً فربما خيره لا يساوي شره، 
ألا ترى أن الشارع صلى الله عليه وسلم اكتفى من الخير بما تيسر،
 وفطم جميع أنواع الشر، حيث قال: 
{إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء 
فاجتنبوه}، 
فتأمله تعلم ما قررته من أن الشر وإن قلَّ لا يرخص في شيء منه،
 والخير يكتفى منه بما تيسر.
هذا ما ذكره أهل العلم في بحث الاحتفال بالمولد النبوي.
 
الرد على الشبهة الخامسة. 
الرد على من يقول: إن شيخ الإسلام ابن تيمية يرى جوازالاحتفال.
نشرت جريدة (الندوة) في العدد الصادر
 يوم السبت (16/4/1382هـ)
 للشنقيطي محمد مصطفى العلوي
 في تبرير الاحتفال بالمولد النبوي
مقالاً آخر تحت عنوان:
(هذا ما يقوله ابن تيمية في الاحتفال المشروع بذكرى المولدالنبوي)
، مضمون ذلك المقال:
 أن شيخ الإسلام ابن تيمية يرى الاحتفال بالمولد النبوي،
 واعتمد الشنقيطي في تلك الدعوى على ثلاثة أمور:
 
1- قول شيخ الإسلام في (اقتضاء الصراط) 
في بحث المولد: "فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض 
الناس ويكون له فيه أجر عظيم؛ لحسن قصده وتعظيمه لرسول
 الله صلى الله عليه وسلم، كما قدمت أنه يستحسن من بعض الناس
 ما يستقبح من المؤمن المسدد".
2- قول شيخ الإسلام في (الاقتضاء) أيضاً:
 "إذا رأيت من يفعل هذا -أي المنكر- ولا يتركه إلا إلى شر منه،
 فلا تدع إلى ترك منكر بفعل ما هو أنكر، أو بترك واجب 
أو مندوب تركه أضر من فعل ذلك .
3- دعوى أن شيخ الإسلام ابن تيمية لا ينكر الابتداع في تعظيم 
رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويذكر الشنقيطي أن أكبر شاهد 
على ذلك تأليفه كتاب (الصارم المسلول).
 
هذا ما ذكره الشنقيطي مما برر به هذه الدعوى الباطلة.
والحق أنه إنما أُتي من سوء فهم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية 
وسيرته، وفي نوع ما وقع فيه، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية 
في كتاب (الاستغاثة): "الوهم إذا كان لسوء فهم المستمع لا لتفريط 
المتكلم، لم يكن على المتكلم بذلك باس، ولا يشترط في العلماء 
إذا تكلموا في العلم أن لا يتوهم متوهم من ألفاظهم خلاف مرادهم،
 بل ما زال الناس يتوهمون من أقوال الناس خلاف مرادهم"، 
وهذا هو عين ما وقع للشنقيطي في عبارات شيخ الإسلام ابن تيمية
 فقد تكلم عنها بسوء فهم منه.
 
بيان الرد على هذا ما يلي: 
 أما قول شيخ الإسلام: "فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله 
بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم؛ لحسن قصده وتعظيمه 
لرسول الله صلى الله عليه وسلم"، فليس فيه إلا الإثابة على حسن
القصد، وهي لا تستلزم مشروعية العمل الناشئة عنه؛ 
ولذلك ذكر شيخ الإسلام أن هذا العمل -أي: 
الاحتفال بالمولد- يستقبح من المؤمن المسدد، 
ولكن الشنقيطي أخذ أول العبارة دون تأمل في آخرها،
وفي أول بحث المولد في (اقتضاء الصراط المستقيم)
 
 قد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الذين يتخذون المولد عيداً 
محبة للنبي صلى الله عليه وسلم (ص:294، 295): 
"والله تعالى قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد، لا على البدع من
 اتخاذ مولد النبي صلى الله عليه وسلم عيداً، مع اختلاف الناس في
 مولده، فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي وعدم المانع منه،
 ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف رضي الله عنهم
 أحق به منا؛ فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله صلى الله عليه وسلم
 وتعظيماً له .
 
فهذا تصريح من شيخ الإسلام بأن إثابة من يتخذ المولد عيداً محبة
 للنبي صلى الله عليه وسلم من ناحية قصده، لا تقتضي مشروعية 
اتخاذ المولد عيداً ولا كونه خيراً، إذ لو كان خيراً محضاً أو راجحاً
 لكان السلف رضي الله عنهم أحق به منا؛ لأنهم أشد محبة وتعظيماً
لرسول الله منا.
وقال شيخ الإسلام في (الاقتضاء ص:317): 
"من كانت له نية صالحة أثيب على نيته، وإن كان الفعل الذي فعله
ليس بمشروع إذا لم يتعمد مخالفة .
كما صرح في كلامه على مراتب الأعمال بأن العمل الذي يرجع 
صلاحه لمجرد حسن القصد ليس طريقة السلف الصالح،
 وإنما ابتلي به كثير من المتأخرين،
 وأما السلف الصالح فاعتناؤهم بالعمل الصالح المشروع 
الذي لا كراهة فيه بوجه من الوجوه، وهو العمل الذي تشهد له سنة
 رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قال:
 "وهذا هو الذي يجب تعلمه وتعليمه، والأمر به على حسب
 مقتضى الشريعة من إيجاب واستحباب".
 
أضف إلى هذا أن نفس كلام شيخ الإسلام:
 (فتعظيم المولد واتخاذه موسماً قد يفعله بعض الناس ويكون له أجر
 عظيم لحسن قصده..." 
 
ومن الأدلة على عدم قصده تبرير الاحتفال بالمولد:
 تصريحاته في كتبه الأُخر بمنعه، يقول في (الفتاوى الكبرى): 
"أما اتخاذ موسم غير المواسم الشرعية كبعض ليالي شهر
 ربيع الأول التي يقال: إنها ليلة المولد، أو بعض ليالي رجب، 
أو ثامن عشر ذي الحجة، أو أول جمعة من رجب، أو ثامن شوال 
الذي يسميه الجهال: عيد الأبرار
 فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف الصالح  
 
وأما قول شيخ الإسلام: 
"إذا رأيت من يعمل هذا -أي المنكر- ولا يتركه إلا إلى شر منه،
 فلا تدع إلى ترك منكر بفعل ما هو أنكر منه، أو بترك واجب
 أو مندوب تركه أضر من فعل ذلك المكروه".
 
فمن غرائب الشنقيطي الاستدلال به على مشروعية الاحتفال
 بالمولد ما دام شيخ الإسلام يسمي ذلك منكراً، وإنما اعتبر 
ما يترتب على محاولة إزالته من خشية الوقوع في أنكر منه عذراً
 عن تلك المحاولة، من باب اعتبار مقادير المصالح والمفاسد، 
وقد بسط شيخ الإسلام الكلام على هذا النوع في رسالته في
 "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر"،
 ومن ضمن بحثه في ذلك قوله: "ومن هذا الباب ترك النبي 
صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن أبي بن سلول وأمثاله من أئمة 
النفاق والفجور؛ لما لهم من أعوان. 
 
ومن هذا يُعلم أن لا ملازمة بين ترك النهي عن الشيء لمانع 
وبين إباحة ذلك الشيء كما تخيله الشنقيطي. وقد فاته أن هذه 
العبارة التي نقلها عن شيخ الإسلام في عدم النهي عن المنكر 
إذا ترتب عليه الوقوع في أنكر منه، لا تصلح جواباً لمن سأل 
عن حكم الإنكار على من اتخذ المولد عيداً إذا ترتب على الإنكار 
الوقوع في أنكر منه.
 
كما فاته أن ما ذكره  وما عطفه عليها لا يعتبر مبرراً للابتداع، 
فإن الباطل إنما يزال بالحق لا بالباطل.
 
أما ما يخص مسألة اتخاذ المولد النبوي عيداً بدعوى التعظيم،
 فقد تقدم كلام شيخ الإسلام ابن تيمية فيه: 
إنه لم يفعله السلف مع قيام المقتضي وعدم المانع منه، 
قال: "ولو كان هذا خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف 
رضي الله عنهم أحق به منا، فإنهم كانوا أشد محبة لرسول الله
 صلى الله عليه وسلم وتعظيماً له منا، 
وهم على الخير أحرص، وإنما كمال محبته وتعظيمه في متابعته 
وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته باطناً وظاهراً، 
ونشر ما بعث به، والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان،
 فإن هذه هي طريقة السابقين الأولين من المهاجرين والأنصار 
والذين اتبعوهم بإحسان" اهـ.

 هذا وليت الشنقيطي فكر في تعذر الجمع بين الأمور التي استدل
بها على تبرير الاحتفال بالمولد،
فإن كون الشيء الواحد مشروعاً ومنكراً بدعة في آن واحد
 لا يتصور، لكن من تكلم فيما لا يحسنه أتى بالعجائب!
هذا ما لزم بيانه وبالله التوفيق.

المناقشة (2)
 س1: ضعي علامه صح او خطأ.
1..هل احتفل النبي صلى الله عليه وسلم بيوم مولده أو فعله أحد 
من الصحابة.( ).
2..هل حسن المقصد دليل لتقبل البدعة ( )
 
س2..أذكري بعض المخالفات التي تقع في الاحتفال بالمولد.
(يكتفى بثلاث )
1-------
2--------
3----------
 س3:كيف نرد على قول من قال إن الاحتفال بدعة حسنة 
واستشهد بقول عمر بن الخطاب ( نعمة البدعة هي.)
 الرد بأختصار.
 
س4: من قال إن الاحتفال بالمولد النبوي قد تلقته الامه بالقبول
 نجيب عليهم انا الأمة لا تجتمع على.......
ولا يجوز أخذ الإجماع من فعل بعض ......
أو بعض.........

المحور الثالث ( برنامج البدع السنوية ب1 ج2 دورة الاحتفال بالمولد النبوي )


برنامج البدع السنوية ب1
 ج2  دورة الاحتفال بالمولد النبوي 

اعداد :  هند الشطب - زايده الزهراني - رحاب الهدى محمد
 
المحور الثالث :  حكم الاحتفال بالمولد النبوي

1-الاحتفال بالمولد النبوي بدعة وليس من السنة الشريفة
 
الإثنين 2 جمادي الآخر 1420 - 13-9-1999
 
رقم الفتوى: 1563
التصنيف: ضابط البدعة والتحذير منها
   
السؤال
ما حكم من يحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم ؟
 
الإجابــة
 
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم وبعد: 
 يقول الله تبارك وتعالى: 
( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) .
[ آل عمران: 31]. وروى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن
 عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها قالت : 
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد".
 وفي رواية مسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" .
 وروى مسلم في صحيحه عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه
 قال في حديث طويل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول في خطبته :
 
" أما بعد : 
فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، 
وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة ".
 ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا الخلفاء الراشدين المهديين شيء 
من هذا، فلم يعملوا شيئاً يسمونه مولد النبي صلى الله عليه وسلم، 
ولو كان خيراً لسبقونا إليه، ولأجل المحافظة على السنة الشريفة 
والعمل بالكتاب الكريم لا ينبغي للمسلمين أن يحدثوا أموراً ليست في كتاب الله
 ولا في سنة رسول الله ، ثم يتقاعدوا عن سنته وحمل رسالته ،
 و ينشغلوا بأمور جانبية . ولا يجوز لأي مسلم مهما كان شأنه أن يروج للبدعة
أو يعمل بها . هذا ما درج عليه سلف الأمة وأثبته الأئمة المجتهدون رضوان الله
 عليهم أجمعين،
 ونسأل الله سبحانه أن يوفقنا للسير على نهجهم والثبات على المنهج القويم
 دون زيادة أو نقصان.
 والله الموفق سبحانه وتعالى.
 http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=1563 

 
 
2- ضابط البدعة
 
السبت 13 رجب 1420 - 23-10-1999
رقم الفتوى: 631
التصنيف: ضابط البدعة والتحذير منها
    

السؤال
يقوم البعض دون الرجوع لكبار العلماء بالحكم على كثير من القضايا بأنها بدعة. 
 فنرجو منكم توضيح الحديث (كل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار) 
مع أمثلة من حياتنا اليومية.

الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى أله وصحبه أما بعد:
فالمقرر عند أهل العلم أن العبادات مبناها على التوقيف، فلا يعبد الله 
إلا بما شرعه في كتابه أو على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم. 
وكل أمر لم يرد به نص من الشرع ففعله والتقرب به إلى الله من البدع. 
لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).
رواه مسلم 
ومن أجمع التعريفات للبدعة قول الإمام الشاطبي في الاعتصام: 
(فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية).
 يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه. 
قال الشاطبي في بيان هذا التعريف: 
قوله في الحد: (تضاهي الشرعية) 
يعني : أنها تشابه الطريقة الشرعية من غير أن تكون في الحقيقة كذلك،
 بل هي مضادة لها من أوجه متعددة. منها وضع الحدود:
 كالناذر للصيام قائما لا يقعد. ومنها: التزام الكيفيات والهيئات المعينة كالذكر 
بهيئة الاجتماع على صوت واحد، واتخاذ يوم ولادة النبي صلى الله عليه وسلم
 عيدا وما أشبه ذلك. ومنها: التزام العبادات المعينة في أوقات معينة
 لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة، كالتزام صيام يوم النصف من شعبان 
وقيام ليلته) 
انتهى كلام الشاطبي. 
ومثل هذا اجتماع الناس على قراءة سورة ياسين مثلا بعد الفجر ومواظبتهم 
على ذلك، 
فأصل العمل وهو قراءة القرآن مشروع وإنما دخلت عليه البدعة من جهة
التحديد واختراع الكيفية. ومن الضوابط التي وضعها العلماء للبدعة
 قولهم:
 كل عمل لم يعمله النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي له وعدم المانع
 من فعله، ففعله الآن بدعة. 
وهذا يخرج صلاة التروايح وجمع القرآن فالأولى لم يستمر النبي صلى الله عليه
 وسلم على فعلها جماعة لوجود المانع وهو الخوف من أن تفرض.
 وأما جمع القرآن فلم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم لعدم وجود المقتضي لذلك،
 فلما كثر الناس واتسعت الفتوح وخاف الصحابة من دخول العجمة جمع القرآن. 
والله تعالى أعلم.
 
 
 
http://fatwa.islamweb.net/fatwa/index.php?page=showfatwa&Option=FatwaId&Id=631&fromCat=284
 
 
3- حكم الاحتفال بالمولد النبوي للشيخ ابن باز رحمه الله
 .. http://www.binbaz.org.sa/mat/4855
 
 
المناقشة رقم (3) 

من خلال إطلاعك على فتاوى العلماء
 أذكري ملخصا لحكم الاحتفال بالمولد النبوي  وماذا يعتبر من يحتفل به؟
 
 
 
المصادر
 
 (1)http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/34.htm  
 
(2)http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/30.htm
 
(3)http://www.saaid.net/Doat/almueidi/66.htm
(4) http://www.alsoufia.com/mawled/akwal/index_akwal_hokmehtfal.htm
 

المحور الاول ( برنامج البدع السنوية ب1 ج2 دورة الاحتفال بالمولد النبوي )

برنامج البدع السنوية ب1
 
ج2  دورة الاحتفال بالمولد النبوي 

اعداد :  هند الشطب - زايده الزهراني - رحاب الهدى محمد

المحور الآۆل:
مقدمة عن الموضوع  وتعريف البدعة وانواعها ومخالفتها 
لاصول الدين الثلاثة
 
(مقدمة)
فإن مولده صلى الله عليه وسلم كان حدثاً عظيماً، لكن هذا الحدث انقسم 
الناس فيه إلى فريقين ما بين متبع لما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم
 بتباع ما أمر، واجتناب ما عنه نهى وزجر صلى الله عليه وسلم
وبين مبتدع ابتدع بدعاً حَسَّنَهَا له ذوقوه وهواه، وزيَّنَها لهُ شيطانُه ونَفْسُه،
 فنشأ عند بعض الضلال من الرافضة والصوفية وجهلة المسلمين
 ما يسمى بالاحتفال بيوم " المولد النبوي الشريف ".
وقبل التحقيق الموجز لهذه المسألة ينبغي أن يَعْلمَ الجميعُ أن
 النبي صلى الله عليه وسلم ما مات إلا وقد بين لنا أحكامَ الدين
 أكمل بيان وأوضحه، بل ما مات صلى الله عليه وسلم وطائر يقلب 
جناحيه في السماء إلا وعند الأمة منه خبر.
 
في يوم الحج الأكبر أنزل الله على نبيه صلى الله عليه وسلم آيةً من كتابه
 بَيَّنَ فيها كَمَال الدينِ وتمامِهِ، فقال عز وجل:{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ
 وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً } [المائدة:3]، 
 
وتأملوا في قوله:{ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ } فجاء بلفظة الكمال هنا، 
مع ورود لفظة التمام في ذات الآية، فما الفرق بين الكمال والتمام
 في القرآن الكريم؟ 
علماً أن لفظة الكمال بسياقها في القرآن لم ترد إلا في موضعين، في آيات الصيام
 في سورة البقرة بقوله تعالى:{ يُرِيدُ اللّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ
وَلِتُكْمِلُواْ الْعِدَّةَ }[البقرة:158]، 
وفي هذه الآية، وتأملوا ذلك في كتاب الله عز وجل.
إن المُتأملَ في لفظة الكمال يُدرك أنَّهُ لا يُؤتى بها إلا في الشيء الذي لا يمكن
 أن يُزاد عليه، بل الزيادة عليه مما يُعاب لا مما يُستحسن، 
ومما يُرد بغير قبول، فإذا بلغ الشيءُ المثالَ الأَعلى يُقالُ له كَمُلَ أَو كَمَال، 
ولذلك قال الله هنا:{ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ }.
أما التمام فقد يزاد عليه، والزيادة فيه مقبولةٌ أحياناً،
 ولذلك قال الله هنا:{ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي }
 فقد يُتم اللهُ على العبد نعمة، ثم يَمُنُّ عليه بزيادة نِعَم على نعمه التي آتاه،
 فتكونُ الزيادةُ والتمامُ له بالنِّعم مما يُقبلُ ويُحمد.
 
وعليه فإن الدين قد كَمُل فلا يَقْبَلُ الزيادة، فمن زاد في الدين فقد أنقصه،
 كما أن النقص فيه نقص،
 ولذلك جاء في الصحيحين من حديث أُمِنَّا عائشة - رضي الله عنها - 
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
« مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ »،
 وفي رواية مسلم: « مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ ».
فهذا الحديث أصل من أصول الدين، فهو أصل لرد كل مُحْدَثٍ وبدعة،
 قال ابن رجب - رحمه الله تعالى -:
(فكل من أحدث شيئًا ونسبه إلى الدين ولم يكن لهُ أصلٌ من الدين
 يُرجع إليه فهو ضَلَالَةٌ، والدين بريء منه، وسواءٌ في ذلك مسائل الاعتقادِ،
 أو الأعمالِ، أو الأقوال الظاهرةِ والباطنة) 
جامع العلوم والحكم(2/128) الجعبان  (1)
 
 
1- تعريف البدعه وانواعها واقسامها و أحكامها 

 - تعريفها - 
البدعة في اللغة: مأخوذة من البَدع وهو الاختراع 
على غير مثال سابق
 ومنه قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [البقرة: 117]
 أي مخترعها على غير مثال سابق، 
 
 قوله تعالى: {قُلْ مَا كُنْتُ بِدْعًا مِنَ الرُّسُلِ} [الأحقاف: 9] 
أي ما كنت أول من جاء بالرسالة من الله إلى العباد، 
بل تقدمني كثير من الرسل 
 
 ويقال: أبَدع فلان بدعة يعني ابتدأ طريقة لم يسبق إليها.
والابتداع على قسمين:
1 - ابتداع في العادات: 
كابتداع المخترعات الحديثة، وهذا مباح 
لأن الأصل في العادات الإباحة.

2 - وابتداع في الدين، وهذا محرم،
 لأن الأصل فيه التوقف،
 قال صلى الله عليه وسلم:
 «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد» (1) .
 
يقصد البدعة في اللغة ، وليس الإحداث في الدين ،
 ويدل على هذا أن الإمام الشافعي نفسه يقول
 ( وهذا يدل على أنه ليس لاحد دون رسول الله صلى الله عليه وسلم 
أن يقول إلا بالاستدلال إلى أن قال : ولا يقول بما استحسن ،
 فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق ) الرسالة 504
  وأما الإمام العز بن عبد السلام رحمه الله ، 
الذي قسم البدع إلى خمسة أقسام واجبة ومحرمة ومندوبة ومكروهة ومباحة ،
 فهو إنما نظر إلى العمل من حيث وجه الإحداث فيه ، وكونه أمرا مبتدأ ،
 سواء كان عبادة أو غيرها ، 
ولهذا فقد أدخل المصالح المرسلة في هذا التقسيم .
 
 وقول النبي صلى الله عليه وسلم ( كل بدعة ضلالة ) 
قاعدة كلية عامة تستغرق ، جميع جزيئات وأفراد البدع ،
 لان لفظ كل من الفاظ العموم ،
 
وقد ذكر أهل اللغة أن فائدة لفظ كل هو رفع احتمال التخصيص
 إذا جاء مضافا إلى نكره ، أو جاء للتأكيد.
 
ولان كل عند أهل اللغة والأصول لاتدخل إلا على ذي جزئيات وأجزاء ،
 ومدلولها في الموضعين الإحاطة بكل فرد من الجزئيات أو الأجزاء .
 
ولأنها إذا أضيفت إلى نكره كما في قوله تعالى : 
( كل امرئ بما كسب رهين )
 و( كل شيء فعلوه في الزبر )
 و( وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه )
 و( كل نفس ذائقة الموت )
 فإنها تدل على العموم المستغرق لسائر الجزئيات 
وتكون نصا في كل فرد دلت عليه تلك النكرة ، مفردا كان أو تثنية أو جمعا ،
 ويكون الاستغراق للجزئيات بمعنى أن الحكم ثابت لكل جزء من جزيئات النكرة ،
 وإذا طبقنا هذا على حديث ( كل بدعة ضلالة )
 فإنه يعني أنه لايمكن أن تخرج أي بدعة عن وصف الضلال ،
 كما لاتخرج أي نفس عن كونها ذائقة الموت ، 
وكل إنسان عن كونه طائره في عنقه .
ــــــــــــــــــــــــــــ   
وأما ما نقله المعترض من أن بعض العلماء قسموا البدع إلى حسنة وسيئة على
 غير معنى اللغوي بالبدعة ، فلاحجة في قول أحد بعد النبي صلى الله عليه وسلم 
، بل الحجة في كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ،
 وكذلك احتجاجه بقول من قال بجواز الاحتفال بالمولد ـ مثل الإمام السيوطي 
وغيره ـ لاحجة فيه ،
 بل هو مخالف للأدلة ، 
وما كان عليه الصحابة ، والقرون المفضلة ،
 ولا يلزم من ذلك الطعن على من أجازه من العلماء ،
 ورميهم بالبدعة والضلالة ، كما تقدم إيضاح ذلك.
ـــــــــــــــــــ
والبدع أقســــــــــــــــام : 
1- منها بدع اعتقادية :
 كإنكار القدر وتعطيل الصفات أو تأويلها ، وجعل الإيمان مجرد القول 
والاعتقاد ونحو ذلك .
 
 ومنها بدع قلبيه : 
كالخوف من صاحب القبر الفلاني ، ورجائه أو الخشية منه ونحو ذلك .
 
ومنها بدع قوليه : 
 كالذكر المبتدع عند الصوفية ودعاء الموتى والاستغاثة بالمقبورين ونحو ذلك . 

 ومنها بدع بدنية : 
 كصلاة الرغائب ، والجثو أو السجود للولي الفلاني ، وقصد المشاهد والمقامات 
المبتدعة ، وإقامة الموالد ونحو ذلك .
 
 ومنها بدع مالية : 
 كإخراج الخمس للإمام عند الرافضة والإسماعيلية والإنفاق على بناء الأضرحة 
وتشييدها ونحو ذلك . (2)
 
2- ماحقيقة المحبة للنبي صلى الله عليه وسلم؟ّ
  الاصل الاول : محبة النبي صلى الله عليه وسلم وحقيقة المحبة :
إنَّ الاتباعَ الحقيقيَّ للنبيِّ صلى الله عليه وسلم لا يكون إلا باطِّراح الهوى ،
وتربيةِ النفس على لزوم السنّة، واتِّباعها والرجوع إلى الحقّ، وإخلاص القصد،
 وصلاح النّية، وصدق الإخلاص، والتجرُّد لله رب العالمين.ولابد لكل من يتكلم 
في هذا الأمر، سواء في كتاب أو مقال، أو خطبة، أو حتى كلمة، أن ستحضر
 هذا الأصل، وإن المتأمل لكثير ممن يتكلم في هذا الأمر يجد أن الغالب عليه 
التقليد، وعدم تحرير المسألة، والبعد عن السنة، فيكفك من أجل أن تعرف هذا،
 أن تلقي بنظرة على ملايين المحتفلين بالمولد، فيظهر لك الجهل، وعدم التجرد
 في اتباع السنة، والله المستعان.وحتى لايتهمني أحدٌ بالدخول في النيات 
وأنا أحذر من ذلك، أقول هذا هو الظاهر، وأما السرائر فالله يتولى الجميع المانع
 والمجيز 
.والمقصود هنا أنه لابد استحضار المحبّةُ الصادقة، 
والتي تفضَي بالعبد إلى أصلِ الطّاعة والتسليم الذي دلَّ عليه
 قول الحقّ تبارك وتعالى: 
"فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا
 فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا\" 
 هل هذا الاحتفال ومايترتب عليه يتفق مع المحبة الحقيقة والواجبة 
على المسملة تجاه نبيه ؟! 
لقد بين الله سبحانه وتعالى حقيقة هذه المحبة وبين علامتها ؛
حيث قال " قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ 
غَفُورٌ رَّحِيمٌ ".
 
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي - رحمه الله - في تفسيره : 
" هذه الآية هي الميزان التي يعرف بها من أحب الله حقيقة، ومن ادعى ذلك 
دعوى مجردة؛ فعلامة محبة الله اتباع محمد صلى الله عليه وسلم الذي جعل 
متابعته وجميع ما يدعو إليه طريقاً إلى محبته ورضوانه؛ فلا تنال محبة الله 
ورضوانه وثوابه إلا بتصديق ما جاء به الرسول من الكتاب والسنة وامتثال 
أمرهما، واجتناب نهيهما \" .فحقيقة وعلامة محبة الله ورسوله هي اتباع
 أوامرهما، واجتناب نواهيهما .
والحب الوجداني للنبي صلى الله عليه وسلم، لازمه وهو الاتباع والانقياد
 والطاعة له صلى الله عليه وسلم، بأبي هو وأمي .ولكن حينما نتأمل في حال
 من يحتفل بهذا المولد، تجد أنهم قَصْرُوا محبته صلى الله عليه وسلم على هذا
 الحب الوجداني، متمثلاً في إنشاد وتلحين القصائد والمدائح التي لا تخلو غالباً
 من الغلوّ إن سلمت من الشركيات، والرقص والتواجد، وإحياء الحوليات،
 والاحتفال بالمواليد، بل لقد بلغ الغرور – كما قرر الدكتور محمد أحمد في
 مقال له - ببعضهم أن يحكم على من لا يقرّهم على ذلك، ويشاركهم فيه،
 ويمارسه معهم، بأنه لا يحب الرسول صلى الله عليه وسلم؛ 
وهذا لعمرالله  من الافتراء المبين، والظلم المشين، والغرور اللئيم؛ 
حيث قلبوا الموازين، وافتروا على رب العالمين، وتلاعبوا بسنة سيد المرسلين،
 وأجحفوا في حق إخوانهم في الدين؛ 
حيث جعلوا البدعة سنة، 
والمنكر معروفاً،
 والباطل حقاً .
 
وبهذا يتبن لنا أن هناك خللاً في مفهوم المحبة الواجبة، وهناك مخالفة بل نقض
 في هذا الفعل – أي المولد - للمحبة الواجبة على العبد تجاه نبيه .
وثمة أمر هنا لابد من التنبيه عليه، وهو إننا في الوقت ذاته الذي ننكر فيه الغلو
 في رسول الله صلى الله عليه وسلم ونستنكر تلك الممارسات المبتدعة 
التي اختزل فيها حب النبي صلى الله عليه وسلم مع كل ذلك فإننا نستنكر
 كذلك الجفاء في محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ،
 نستنكر الجفاء في محبته صلى الله عليه وسلم وعدم معرفة فضله على الأمة
 وأنه الرؤوف الرحيم بالمؤمنين، هداهم إلى الصراط المستقيم، 
ولم يترك سبيلاً لهدايتهم إلا سلكه، ولا علمًا إلا بذله، فصلوات الله وسلامه عليه.
 فمعرفة حقه على كل مسلم واجب عظيم، لا ينبغي تركه وإهماله، وكما أن الغلو
 مردود فكذلك الجفاء مرفوض بكل صوره وأشكاله 
 
الأصل الثاني : أصل التلقي والاتباع، وكيف نشأ الاحتفال وهل يتوافق أم يتعارض
 مع هذا الأصل ؟
 وبيان ذلك أن من الأصول التي يجب أن يستحضرها الناظر في هذه المسألة، 
هو أن كل أمر حادث، لابد وأن يعرض على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه 
وسلم، وسنة الخلفاء الراشدين، والقرون المفضلة،
 والأصل في هذا أن كل محدث في الدين يعتبر مردود على صاحبه،
 وقد دل على هذا الأصل أحاديث عدة، ومن ذلك :
 حديث عائشة في الصحيح ترفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم : 
« من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ » متفق عليه، 
وفي رواية لمسلم : « من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردّ »،
 وقد عدَّ العلماء هذا الحديث من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم .
و حديث العرباض بن سارية - رضي الله عنه - :
 « فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضُّوا عليها بالنواجذ،
 وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة ضلالة » .
وكل عمل في الدين لايخرج عن أمرين، إما أن يكون وقع في عهد النبي 
صلى الله عليه وسلم سواءً كان قولاُ أو فعلاً أو تقريراً،
 وإما لا،
 وإن كان الأول واضح حكمه،فان الثاني – وهو لم يكن –
 فلابد من دليل عليه وإلا بقي في دائرة البدعة 
المنهي المسلم عن قربانها .وهنا نسأل متى وكيف وممن بدأ الاحتفال
 بالنبي صلى الله عليه وسلم؟
وهل يخالف الأصل الشرعي في التلقي ؟
 
3- الأصل الثاني : أصل التلقي والاتباع، وكيف نشأ الاحتفال وهل يتوافق 
أم يتعارض مع هذا الأصل ؟
 إن أول من سنّ وابتدع هذا الاحتفال هم الرافضة ملوك الدولة الفاطمية
 التي انتسبت كذبًا وزورًا إلى فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم ، 
ففي القرن الرابع الهجري ابتدع الخليفة الفاطمي المعز العبيدي فكرة
 الاحتفال بالمولد النبوي،
 وأحدث مع المولد النبوي أربعة موالد أخرى: 
مولدًا لعلي، وآخر لفاطمة، وثالثا للحسن والحسين،
 ورابعاً لمن يحكم من العبيديين، 
ثم توسعوا في إحداث الموالد والمناسبات البدعية الأخرى. 
وهذه الدولة التي أحيت وابتدعت المولد النبوي دولة كافرة فاسقة
 بإجماع المحققين من أهل العلم، عطلت الإسلام، وجحدت السنن والآثار،
 في ولايتهم أرغِمَ المصريون على سبّ أبي بكر وعمر وعائشة رضي الله عنهم 
أجمعين، ومنع الناس من صلاة التراويح ومن السعي لطلب الرزق نهارا،
 وانتشر الرعب والقتل حتى أكل الناس في زمانهم بعض البهائم والحيوانات.
 هذه الدولة يرى بعض العلماء
 ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أنها تنحدر من أصل يهودي أو 
مجوسي، وبناء على ما سبق لم تعرف الأمة هذا المولد قبل هذه الدولة،
 فهل هي أهلٌ للاقتداء بها؟
 
وهنا نتساءل 
هل يمكن لأمر جاء من هذه الدولة، وبهذه العقيدة الباطلة، 
هل يمكن أن يكون ديناً يتدين به المسلم وكل عام ؟
 أين الأصل في الاتباع
 والذي من خلاله يعبد المسلم ربه،
 فكيف إذا كان هذا الفعل يخالف هذا الأصل؟
وكيف لدولة هذه حالها أن توفق لهذا الخير، ويتركه خير جيل بعد الأنبياء،
 وكلنا متفق أنه ليس هناك أحد يحبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم
 كحب أصحابه له، لا والذي رفع السماء بلا عمد،
 لقد ضربوا المثل الأعلى في حبهم، فلماذا لم يحتفلوا بمولده؟
ثم أليس في عدم احتفالهم اتهام لهم عند من يرى الاحتفال بأنهم لا يحبون
 النبي صلى الله عليه وسلم ؟
 فهذا مبدأ حدوث الاحتفال وإحيائه بمناسبة ذكرى المولد النبوي، 
فإنه حدث متأخّر عن القرون الثلاثة الفاضلة
 وبهذا نجد أن هذا الاحتفال في نشؤه، وبدايته، مناقضاً لأصل من أهم الأصول 
التي يجب أن يتبعها المسلم في تلقي دينه
 
 أسباب نشأة بدعة المولد النبوي 
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه العظيم الموسوم اقتضاء
الصراط المستقيم مخالفةَ أصحاب الجحيم
 قال:"ما يحدثه بعض الناس إما مضاهاة للنصارى في ميلاد عيسى
 وإما محبّة للنبي وتعظيمًا له من اتخاذ مولد النبي عيدًا مع اختلاف الناس
 في تاريخ مولده فإن هذا لم يفعله السلف مع قيام المقتضي له وعدم المانع، 
ولو كان خيرًا محضًا أو راجحًا كان السلف أحق منا بفعله، فإنهم كانوا أشدّ 
محبة وتعظيمًا له منا، وهم على الخير أحرص، وإنما كانت محبته وتعظيمه 
في متابعته وطاعته واتباع أمره وإحياء سنته ظاهرًا وباطنًا ونشر ما بعث به
 والجهاد على ذلك بالقلب واليد واللسان، وأكثر هؤلاء الذين تجدهم حرصاء 
على هذه البدع تجدهم فاترين في أمر الرسول مما أمروا بالنشاط فيه،
 وإنما هم بمنزله من يحمل مصحفًا ولا يقرأ فيه ولا يتبعه\" 
انتهى كلامه رحمه الله.

الأصل الثالث :
 وجوب ترك كل عمل محرم، أو جرّ إلي عمل محرم .من المقرر عند كل مسلم
 أن الواجب عليه ترك كل فعلٍ محرم، بل يجب ترك بعض ما أمر به المسلم 
إذا كان سيؤدي للوقوع في المحرم ؟
وحينما نتأمل في هذا الفعل ـ لو سلمنا بجوازه جدلاً ـ وننظر في أفعال هؤلاء 
المحتفلين؛ لنرى هل يوافق الفعل الادعاء. في يوم المولد يتمّ الاحتفال بنظام 
وتقليد معيّن، ربما تختلف تفاصيله بحسب البلدان،
 لكن الغالب أنه تقام فيه شعائر مخصوصة، وتلقى فيه أشعار تتضمن الشرك 
الصريح والكذب الواضح، وعند مقاطع معينة من الشعر الملقى يقوم الحضور 
على أرجلهم زاعمين أن النبي صلى الله عليه وسلم يدخل عليهم في هذه اللحظة،
 ويمدون أيديهم للسلام عليه، وبعضهم يطفئ الأنوار 
ويضع كأسا للنبي صلى الله عليه وسلم، ليشرب منه حين قدومه إليهم،
 فهم بزعمهم يضيفونه في هذه الليلة؟
 
 ويضعون مكانا خاصا ليجلس فيه؛ إما وسط الحلقة أو بجانب كبيرهم 
الذي يدعي بدوره أنه من نسله. وبعد ذلك يشرع في التذكير بقراءة سيرته
 وحياته، وهذه القراءة تكون مصحوبة بهز الرأس والجسم شمالا ويمينا،
 وأحيانا يتم الهز وهم وقوف، وربما اجتمع الرجال والنساء جميعا، 
هذا غير مشاركة المعازف وآلات الموسيقى في مثل هذه الاحتفالات،
 فكيف يقبل مسلمٌ أن يتم إحياء ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم
 بمثل هذه المنكرات والمخالفات؟         
  عبد الله المعيدي الشمري   (3)
 
مناقشة (1)
 
س1 :عرفي البدعه ؟
س2 :ماهي انواع البدع ؟
س3  :اكملي الفراغ لما يناسبه:
1/قسم الامام العز بن عبدالسلام الى البدعه 
إلى ٠٠٠٠و٠٠٠٠٠و٠٠٠٠و٠٠٠٠٠و٠٠٠٠٠
س 4:أذكري انواع البدع؟
س5:كيف بدأ هذا الاحتفال وما الأصل الذي يخالفه؟